يقدم، عشية اليوم، على ركح مسرح قسنطينة الجهوي «محمد الطاهر الفرقاني»، العرض الشرفي لمسرحية « شكون يخدع شكون»، وهي من إنتاج المسرح الجهوي ل»سكيكدة»، تأليف وإخراج»أحمد العقون». في الندوة الصحفية التي نظمها طاقم هذا العمل الفني الجديد، صبيحة أول أمس، بمسرح قسنطينة، قال زين الدين ناصر، مسؤول الإنتاج، إن «هذا الإنتاج المسرحي الجديد والذي استغرق تحضيره أكثر من شهرين، ونظرا لكون المسرح الجهوي لسكيكدة ورشة مفتوحة لترميمه، فإن الاختيار وقع على مسرح قسنطينة الجهوي الذي له جمهوره، أصالته وروحانيته، لتقديم العرض الشرفي والذي كان مبرمجا في منتصف شهر جانفي الجاري». من جهته، كشف «السينوغراف» عبد الرحمن زعبوبي أن: «التحضير لهذه المسرحية كان عبارة عن عمل مخبري وورشة مفتوحة سواء بالنسبة النص الذي تم إخراجه بطريقة غير معتادة، أو من حيث البنية الدرامية أو من بالنسبة للشخصيات المغربة في المسرحية»، مضيفا أن» العمل السينوغرافي روعي فيه التجانس والتناسق، وأنه من الصعب وفي مثل هذا العمل بالذات أن يقحم المؤلف نفسه وبكل جرأة ليخرج نصه على الخشبة «. لكن يضيف قائلا « أحمد العقون أظهر هذه المرة نضجا كبيرا، فهو من المخرجين القلائل الذين يتميزون بالصفة الديمقراطية ومن ثمة فقد ساد الانسجام فريق العمل ولم يكن هناك تداخل على الإطلاق». ولهذه الأسباب كما أضاف «كان العمل مخبريا بكل المقاييس، مشيرا أن الحكم سيكون طبعا للجمهور الذي سيعطي رأيه في هذه المسرحية». من جهته، ودون أن يخوض في الحديث عن فحوى هذه المسرحية والتي ترك الحكم عليها من قبل الجمهور قال « أحمد العقون « الذي جمع هذه المرة بين الكتابة والإخراج في هذا العمل الإبداعي الجديد:» أنا أؤمن بالعمل «القضية» وهي الفكرة التي تنتمي إلى المسرح الذهني مع الأخذ بعين الاعتبار أنه ليس هناك عمل متكامل على الإطلاق». أما بالنسبة للتمثيل والممثلين والعمل المسرحي على العموم، فقد أكد على أن» الممثل هو الشريك الذي يجب أن يستفز وتستفزه الفكرة، وأن الأدوار يجب أن تنتزع ولا تهدى، فلا مجاملة في المسرح على الإطلاق، مؤكدا في ذات الوقت عن الاتصال الوجداني الذي يجب أن يسود فريق العمل والابتعاد قدر المستطاع عن كثرة التدريبات على الخشبة والتركيز على مناقشة الممثل وتوعيته لأنه حالة نفسية خاصة». أما عن اللغة المستخدمة في هذه المسرحية قال :» المسرح له لغته الخاصة فهي ليست على قدر كبير من الأهمية!؟، لكن أنا أؤمن بالفعل فقط، فالمسرح تستطيع أن تجرب فيه كل شيء، والسؤال يطرح بالنسبة مثلا للصم البكم أن هناك حقيقة لغة بين البشر وأدوات للتواصل». الجدير بالذكر، أن مسرحية « شكون يخدع شكون» التي تعالج فكرة العدل وغيابه بين الحاكم والمحكوم ونشوء الصراعات التي تؤدي إلى الفوضى التي تخرج عن السيطرة والتحكم في زمام الأمور، يتقاسم أدوارها على الخشب مجموعة من الممثلين نذكر منهم: «سيف الدين بوهة، عبد الرؤوف بوفناز، نسيمة لوعيل، صابر عميور ...»، فهذه التوليفة الفنية الجديدة والتي تحمل تساؤلات كثيرة على الركح، تنتظر دون شك حكم الجمهور.