«الملك يلعب" عنوان لعرض مسرحي للمسرح الجهوي لمدينة سكيكدة دخل أول أمس، غمار المنافسة بالمهرجان الوطني للمسرح المحترف.تعود كتابة النص لمحمد بورحلة، أما الإخراج فأداره عبد الرحمان زعبوبي السينوغراف المعروف ببصمته على خشبة المسرح الجزائري، أما فيما يخص التمثيل فقد تقاسم بطولته ممثلين من المسرح الجهوي لسكيكدة هما جلال دراوي المتقمص لشخصية الملك وجلال بوشليط المؤدي لشخصية المجنون إلى جانب عبد الرؤوف بوفناز، عادل أحمد هزيلة، توفيق جيلاني والممثلتين قمر في دور الملكة وفاتن في دور الجارية. جاء العرض المسرحي على مدار ساعة والربع من الزمن، تناولت مجريات أحداثه، قضية سياسية تحمل في طياتها الصراع من أجل الملك والسلطة، حب التملك والتسلط التي أصبحت من العادات السيئة التي يشتهر بها الحكام، وقد سلط كاتب النص الضوء عن الحكام وهوسهم بالكرسي مستنيرا في ذلك بالأحداث التي جرت مؤخرا في الوطن العربي، ما جعل بعض الحكام يدخلون في صراعات مفتوحة وحمامات دماء من أجل الاحتفاظ بالكرسي وبلذة السلطة غير مبالين بحجم الأضرار التي خلفتها الحرب المعلنة دون سابق إنذار في حق أشخاص أبرياء همهم الوحيد طلب العيش الكريم، وهذا ماقام بتجسيده الممثلين على ركح بشطارزي، حيث اختصروا مشاهد الأحداث التي جرت بالوطن العربي، ليصوروا للجمهور من خلال العرض المخلفات التي تنسجها قصة الصراع من أجل الملك والسلطة، كما أوضحت بعض لوحات “الملك يلعب" أن التسلط والتملك يعتبر من الأمراض النفسية أو الغرائز البدائية في الإنسان عبر كل العصور والأزمنة ولا يمكن للإنسان التخلص من لعنتها إلا إذا تشبع بالمبادئ الإنسانية والقيم الراقية. استطاع عبد الرحمان زعبوبي مخرج ومعد سينوغرافيا العرض أن يخلط الأوراق ويجعل من الديكور مجرد لعبة شطرنج ليسهل على الممثلين التلاعب بالشخصيات التي يجسدونها على غرار دور الملك والمجنون وكذا دور سيد العشيرة وشمس المعارف وغيرها من الشخصيات. جاء العرض في قالب درامي معالج بوجهات مختلفة ما يحدث في العالم العربي، حيث قام بتشريح الوضع الذي تعيشه الأقطار العربية بتواجد نفس رجال السياسة ونفس القرارات ونفس الأوضاع الاجتماعية والسياسية المزرية التي باتت تؤرق الإنسان العربي. 3 أسئلة إلى (عبد الرحمان زعبوبي) مخرج العرض الملفت للانتباه بالعرض أن النص اشتغل بشكل جيد للأحداث التي جرت بالوطن العربي، فهل سهل عليكم مهمة الإخراج؟ يحكي نص “الملك يلعب" لمحمد بورحلة عن قصة الصراع من أجل الملك والسلطة إن صح القول بين التملك والتسلط الذي يعتبر من الأمراض الأزلية الموجودة داخل المجتمعات، فبعد قراءتي للنص الذي منحه لي بورحلة منذ ثلاث سنوات أعجبت به كثيرا وهذا ما منحني الطاقة للاشتغال عليه وتحويله إلى عمل ركحي، كما أن الفكرة رحبت بها صونيا سيدة الخشبة. بعد أن شهدت عليك السينوغرافيا في أكثر من عرض مسرحي غيرت وجهتك إلى مخرج فكيف وجدت عملية الإخراج؟ سبق وأن كانت لي لمسات بالإخراج وإن كانت ضئيلة، لكن هذا لا يمنع من أن يكون السينوغراف مخرجا أو المخرج ممثلا والعكس كذلك. الشيء الذي دفعني بشكل رسمي للإخراج هو أنني اكتشفت أن المخرج مجرد أكذوبة ويجب فضحها، فأنا مثلا قمت بأكثر من عمل سينوغرافي، غير أن المخرج قتله، لهذا قررت هذه المرة أن أشتغل على الإخراج والسينوغرافيا معا. كما أنني من الأشخاص الذين لا يحبذون كلمة المخرج وإنما مصمم عرض لأن الوصول إلى درجة الإخراج يتطلب مقاييس مهمة وعالية المستوى. كيف وجدت مستوى الممثلين الذين وقع الاختيار عليهم؟ للأسف، الممثلون الموجودون بمسرح سكيكد ة ينقصهم كل من التكوين والتأطير لكن هذا لا يمنع أن لهم الرغبة بالتمثيل وهذا دافع قوي سيجعلهم يوما محترفين، فأتمنى أن تعطى للمسارح الجهوية الحديثة النشأة اهتماما خاصا لتكوين مسرحييها.