يعلق المئات من مرضى السرطان بولاية معسكر، آمالا كبيرة على رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أملا في التدخل لتسوية مشاكلهم الصحية من خلال تسهيل حصولهم على حصص العلاج بالأشعة، التي يتلقونها دوريا بمستشفيات وهران، سيدي بلعباس وتلمسان. دعا رئيس الجمعية الولائية لمرضى السرطان لمعسكر حبيب نساخ إلى تطوير سجل السرطان بما يسمح بإحصاء شامل ودقيق للمصابين، مع تحديد النسب الحقيقية لحالات الوفاة بسبب السرطان وإعداد دراسات لتشخيص وتحديد أسبابه والعمل أيضا على تحسين التكفل الطبي بمرضى السرطان، قائلا في حديثه ل»الشعب»، إن معاناة مرضى السرطان لا تقتصر على الآلام ولا الأعراض التي تتبع أنواع العلاج سواء كان إشعاعيا أو كيميائيا، لاسيما بولاية معسكر التي تسجل بها معاناة شديدة لمرضى السرطان، خاصة بعد تجميد مشروع مركز مكافحة السرطان الذي كان من المقرر أن تستفيد منه ولاية معسكر قبل أن تلقي الأزمة الاقتصادية بظلالها على القطاع الصحي. كما تعاني هذه الفئة من مرضى السرطان حسب استجواب «الشعب» لعدد من المرضى بمصلحة طب الأورام بمستشفى يسعد خالد، من مشاكل لا تعد ولا تحصى ناجمة عن ضعف التكفل الطبي بهم، عدا جرعات الكيمياوي التي يتلقونها بمستشفيات الولاية بعد طوابير طويلة من أجل الحصول على هذه الجرعات المخففة لأوجاع المرض الخبيث والتي تحد نسبيا من انتشاره، دون إغفال ذكر حالات ندرة الأدوية الخاصة بالعلاج الكيميائي في كل فترة ينتهي فيها مخزون الصيدلية المركزية لمستشفى يسعد خالد منها، فتضطر إدارة المستشفى إلى انتظار وصول طلبياتها من الأدوية من مستشفيات وهران. هذا إضافة إلى الحالات الاجتماعية والمادية المتدنية للعديد من المرضى الذين يضطرون إلى تلقي العلاج بالأشعة بولايات أخرى على غرار سيدي بلعباس ووهران، ما يكبدهم نفقات إضافية لقاء التنقل مسافات طويلة، بسبب عدم توفر مستشفيات معسكر على مصالح للعلاج بالأشعة. وحسب المعطيات الرقمية التي استقتها «الشعب» من مصالح قطاع الصحة بولاية معسكر، فقد تم تسجيل 508 حالة سرطان جديدة خلال السداسي الثاني لسنة 2019، تضاف إلى 1546 حالة إصابة بالمرض الخبيث، وتتوزع الحالات الجديدة المسجلة بين 240 حالة إصابة بسرطان الثدي و34 حالة لسرطان الرئة و43 حالة أخرى لسرطان القولون والشرج، إضافة إلى 17 حالة لسرطان الرحم و170 حالة لسرطانات أخرى مختلفة، حيث لا تتوفر مصالح الصحة قطعا على العدد الحقيقي لحالات الوفيات بسبب السرطان رغم أن هذا الأخير يتسبب يوميا في وفيات للمصابين به، لاسيما بالنسبة لحالات اكتشفت متأخرة، ما يحتم على الجميع الوعي بأهمية الكشف المبكر عن أنواع السرطانات في حالات الشك أو ظهور أعراض مرضية مشبوهة، باعتبار أن الكشف المبكر يسهم بنسبة عالية في شفاء المريض أو على الأقل يرفع من أمل الحياة.