أشرف وزير العمل والتشغيل و الضمان الاجتماعي طيب لوح أمس بنزل المركير على انطلاق عملية تكوين متخصص في مجال تكنولوجيا الإعلام و الاتصال لفائدة 440 خريجا جامعيا والمسجلين لدى الوكالة الوطنية للتشغيل على مستوى 48 ولاية من الوطن، العملية تشرف عليها شركة ميكروسوفت الجزائر بالتعاون مع الكنفدرالية الوطنية لأرباب العمل الجزائريين. و تندرج هذه المبادرة التي سيشرع في تجسيدها شهر مارس الداخل - كما ذكر الوزير لوح في الكلمة التي ألقاها بهذه المناسبة - في إطار المخطط الوطني لترقية التشغيل و محاربة البطالة الذي صادقت عليه الحكومة سنة 2008 ، حيث يعد التكوين المستمر احد محاوره الأساسية، بالإضافة إلى تشجيع الاستثمار المنش لمناصب الشغل. ويعد نقص التكوين المتخصص كما أكد الوزير احد أهم الأسباب الرئيسية التي تسببت في الاختلالات التي يشهدها سوق العمل، حيث لا تتوافق العروض مع الطلبات، هذه الإشكالية التي تعمل الدولة على معالجتها من خلال الآليات التي توفرها و البرامج التكوين للرفع من مردودية الإنتاج عن طريق اليد العاملة المؤهلة التي يوفرها التكوين المتخصص، و بالتالي إيجاد أوفر الحظوظ لإدماج حاملي الشهادات. وتهدف هذه المبادرة كما أوضح رئيس مدير عام ميكروسوفت نايت عبد السلام لدى افتتاحه لهذا اللقاء إلى تطوير الكفاءات، و تندرج في إطار البرنامج العالمي التي تطلقه الشركة لتكوين الكفاءات في مجال تكنولوجيات الإعلام و الاتصال . تعكس هذه المبادرة إرادة الشركاء الممثلين في المتعاملين الاقتصاديين والشريك الاجتماعي للمساهمة في ترقية الموارد البشرية لاسيما المبتدئين، هذا ما أكده نايت عبد العزيز رئيس الكنفدرالية الوطنية لأرباب العمل من خلال تصريحه ل ''الشعب'' على هامش اللقاء حيث أكد على أهمية المبادرة التي كانت محل دراسة بين شركة ميكروسوفت و الكنفدرالية منذ ستة أشهر، لأنها تسمح بضمان تكوين مختص لحاملي الشهادات المتوجهين إلى سوق العمل، و يساهم ذلك في معالجة النقص الكبير في مجال التكوين الذي يعرقل عملية الإنتاج و بالتالي تطوير الاقتصاد الوطني. كشف في سياق متصل أن تمويل هذا التكوين من قبل شركة ميكروسوفت الجزائر من خلال تخصيصها لغلاف مالي يقدر ب 80 ألف دولار لتطبيق المرحلة الأولى من هذا البرنامج، لان المؤسسات الاقتصادية تحتاج الى كفاءات تقدم قيمة مضافة، تساهم في المردودية و التنافسية لضمان الاستمرار في السوق في ظل الانفتاح الاقتصادي و العولمة. كل هذه المعطيات تجعل التكوين المتخصص المفتاح الذي يدفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام حسب المتحدث، مشيرا إلى أن الباترونا تساهم في أول مرة في هذا النوع من المبادرات في إطار المقاربة الجديدة التي تعتمدها لتحسين المستوى المعرفي للقادمين إلى سوق العمل من حاملي الشهادات، قصد تكوين كفاءات قادرة على التسيير في القطاع الاقتصادي. و عن فائدة هذا التكوين المتخصص تحدث ل ''الشعب'' م . سالم مهندس في الإعلام الآلي بمقر ولاية ادرار قائلا ''أجد هذا التكوين هاما جدا، لأننا في حاجة إلى نظام تسيير قواعد البيانات الضخمة في القطاعات التي تتوفر على قاعدة معطيات كبيرة جدا منها البنوك، البريد، صندوق الضمان الاجتماعي، حتى عدد الناخبين عبر الوطن يحتاج إلى قاعدة معلوماتية تضبطه''، مضيفا انه أحسن نظام تسيير المعطيات.