طالب سفير ليبيا لدى الأممالمتحدة، طاهر السني، مجلس الأمن باتخاذ موقف عاجل وحازم ضد الانتهاكات المتكررة للهدنة في حرب طرابلس. والتقى السني، صباح أمس السبت، في نيويورك، رئيس مجلس الأمن، مندوب بلجيكا السفير مارك بستين، وقدم تقريرا تفصيليا مرفقا بصور وفيديوهات عن الخروقات والانتهاكات الجسيمة المسجلة على مستوى مدينة طرابلس، من قصف عشوائي مكثف على الأحياء السكنية والمرافق المدنية ومطار معيتيقة الدولي. وأعلنت قوات حكومة الوفاق، الجمعة، أن مطار معيتيقة ومحيطه، وكذلك أحياء سكنية في طرابلس تعرضت لقصف من قبل قوات القيادة العامة بأكثر من 60 صاروخا. بينما قررت إدارة شؤون الجرحى بطرابلس إخلاء بعض الحالات الخطرة من مستشفى معيتيقة التابع لجهاز الطب العسكري نتيجة القصف. كما أعلن مطار معيتيقة تعليق الملاحة الجوية قبل أن يتم استئنافها. واعتبر السفير الليبي أن هناك خرقا لقرارات مجلس الأمن، مطالبا بوضع حد لهذه الخروقات وتسمية من يرتكبها، فهذا التصعيد غير المسبوق - كما أضاف - يأتي لإفشال جميع المساعي الأممية والدولية لحلول سياسية سلمية للأزمة الراهنة وإجهاض كامل لحوارات جنيف. وأضاف، «أن حكومة الوفاق تحتفظ بحق الدفاع وحماية المواطنين والرد على هذه الاعتداءات، ولن تقف مكتوفة الأيدي وستستخدم كل الوسائل لردع هذا العدوان». كما التقى السني مع كل من مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري دي كارلو، ومندوب ألمانيا لدى الأممالمتحدة مريستوف هيوسغن. وكانت بعثة الأممالمتحدة لدى ليبيا أكدت أمس الاول رفضها القصف المكثف على عدة أحياء في طرابلس، مشددة على أن المسارات الثلاثة لحل الأزمة مستمرة ولن يوقفها «لا الصواريخ ولا التصريحات المضللة». أميركا تدعو لوقف العمليات العسكرية قال مسؤول بارز بالخارجية الأميركية إن بلاده تواصل جهودها الحثيثة الرامية لوضع حد للصراع القائم بليبيا في أقرب وقت، وللحد من التدخل الأجنبي. ودعا المسؤول الأميركي حفتر إلى وقف العمليات العسكرية وإعطاء المحادثات فرصة، وقال إن هجومه على طرابلس يؤدي فقط إلى تقوية المتطرفين. وأضاف أنه أبلغ الأطراف التي تقدم الدعم العسكري لأطراف الصراع بأن عليها الالتزام بقرار حظر الأسلحة الصادر عن الأممالمتحدة. كما شدد المسؤول الأميركي على أهمية إنهاء الحصار النفطي بأقرب وقت، مؤكدا أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تجري لقاءات بشكل منتظم مع رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج وحفتر والقادة الليبيين الآخرين كجزء من الجهود التي تبذلها للتوصل إلى التهدئة وإنهاء الصراع. تحذير من حرب إقليمية وفي جنيف، حيث عقدت اجتماعات عسكرية وسياسية بين ممثلين لحفتر وحكومة الوفاق، حذر المبعوث الدولي إلى ليبيا غسان سلامة، امس، من إمكانية تحول الحرب الدائرة حاليا في هذا البلد إلى حرب إقليمية بسبب اشتراك أطراف غير ليبية فيها. وشجب سلامة بشدة استمرار أعمال العنف، وحذر من مغبة انتهاكات قوات حفتر -التي تشن هجوما للسيطرة على طرابلس منذ أفريل الماضي- الهدنة المتفق عليها بقصفها المنشآت الحيوية في طرابلس والمناطق المدنية. وقال المبعوث الأممي إن جولة جديدة من المحادثات السياسية بين طرفي الصراع ستعقد في جنيف يوم 25 مارس، كما تحدث عن عقد جولة جديدة من المحادثات العسكرية بين الطرفين برعاية أممية. من جهته، طالب رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري كل القوى الوطنية المشارِكة في حوار جنيف بتعليق مشاركتها إلى حين تحقيق تقدم في المسار العسكري. وتساءل المشري عن جدوى الحوار السياسي في ظل استمرار قوات حفتر في قصف المرافق المدنية بطرابلس.