شنت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر قصفا مكثفا على طرابلس مستهدفة أحياء سكنية ومطار معيتيقة المدني، ومن جانبه حذر المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة من تطور الصراع في البلد إلى حرب إقليمية. فقد قالت مصادر إعلامية إن قوات حفتر قصفت أمس، بالصواريخ عدة مناطق سكنية في منطقة أبو سليم وسط العاصمة مما أسفر عن إصابة امرأة وأضرار مادية في المنازل. وبالتزامن سقطت عشرات صواريخ من طراز غراد على مطار معيتيقة بمنطقة سوق الجمعة، وأفاد ناشطون بأن القصف استهدف أيضا مستشفى يقع في محيط المطار وقد أعلنت السلطات تعليق الملاحة في مطار معيتيقة. ومن جنيف، أكد المبعوث الأممي إلى ليبيا تعرض مطار معيتيقة لأضرار جسيمة، وقال إن قصف المرافق المدنية يرقى إلى جريمة حرب. من جهتها، قالت عملية “بركان الغضب” التابعة لقوات حكومة الوفاق الوطني إنه تم إخلاء صالة المطار من المسافرين، وأكدت تعرض المطار لأكثر من ستين صاروخا من طراز غراد روسي الصنع. وبحلول المساء، أطلق مسلحون موالون لحفتر عدة قذائف على حي السبعة. وبينما قالت قوات حكومة الوفاق إنها استهدفت مواقع لقوات حفتر ردا على قصف طرابلس، دعا وزير الداخلية فتحي باشاعا في تصريحات لقناة فبراير المحلية إلى شن هجوم واسع يفضي إلى طرد القوات المهاجمة من ضواحي طرابلس الجنوبية، متهما مرتزقة شركة “فاغنر” الأمنية الروسية بأنهم وراء القصف. وفي جنيف حيث عقدت اجتماعات عسكرية وسياسية بين ممثلين لحفتر وحكومة الوفاق، حذر المبعوث الدولي إلى ليبيا من إمكانية تحول الحرب الدائرة حاليا في هذا البلد إلى حرب إقليمية بسبب اشتراك أطراف غير ليبية فيها. وقال المبعوث الأممي إن جولة جديدة من المحادثات السياسية بين طرفي الصراع ستعقد في جنيف يوم 25 مارس، كما تحدث عن عقد جولة جديدة من المحادثات العسكرية بين الطرفين برعاية أممية. من جهته، طالب رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري كل القوى الوطنية المشارِكة في حوار جنيف بتعليق مشاركتها إلى حين تحقيق تقدم في المسار العسكري.