يتواصل الجدل حول المسؤول عن قصف مطار “معيتيقة” المنفذ الجوي الوحيد في العاصمة الليبية طرابلس، وفيما تتهم حكومة الوفاق الوطني قوات حفتر بالمسؤولية، ترد الأخيرة باتهام “البقرة”. ويؤكد المركز الإعلامي لعملية الكرامة التابعة للجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر أن من يقف وراء قصف المطار “هوالميليشياوي المدعو بشير البقرة وعصابته عشرات المرات”. ويشير في هذا السياق إلى أن بشير البقرة “لا أحد في طرابلس يستطيع أن يوقفه”، وأن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج لا يستطيع أن يتحلى بالشجاعة “لمرة واحدة في حياته ويخرج على الملأ ويقول هذه الحقيقة المؤلمة جدا”. ويقصد الجيش الوطني الليبي مليشيات تسمى “رحبة الدروع”، يقودها بشير خلف الله الشهير بلقب البقرة، بسبب اشتغاله في تربية الأبقار وبيع الحليب والعجول للقصابين. ويتبع هذا التشكيل المسلح رسميا حكومة الوفاق الوطني، وهو مسجل في وزارة الدفاع التابع لها تحت اسم الكتيبة 33 منذ عام 2016. وكانت هذه القوة العسكرية التي يقودها بشير البقرة قد شنت مطلع عام 2018، هجوما على مطار معيتيقة الدولي، وحاولت اقتحامه بهدف إطلاق معتقلين تحتجزهم “قوة الردع الخاصة” في سجن داخل المطار الذي تتولى مسؤوليته. بالمقابل، يؤكد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني أن قوات حفتر هي المسؤولة عن قصف المطار بما في ذلك تعرضه مؤخرا إلى “قصف جوي، أثناء وصول فوج حجاج (من الأراضي المقدسة)، وإصابة أحد الحجاج”. ودعا بيان للرئاسي الليبي بعثة الدعم الأممية إلى الانحياز إلى الحقيقة، مشددا على أن هذا القصف “انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان الدولي”، وأن “استهداف المطارات المدنية والطائرات جريمة حرب مكتملة الأركان”. بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا بدورها قالت في بيان بالخصوص إنه تم التثبت من “إصابة أربعة صواريخ للأجزاء المدنية في المطار، إذ سقطت ثلاثة منها في موقف السيارات، بينما أصاب الصاروخ الآخر مدرج الطائرات، ما أسفر عن أضرار في الطائرة التي كانت قد أوصلت عشرات الحجاج العائدين من أداء فريضة الحج. كما جُرح اثنان من طاقم الطائرة على الأقل أثناء إسراعهم لمغادرتها”. وسجلت البعثة الأممية أن هذه المرة هي “السابعة، منذ أواخر شهر يوليو 2019، التي يتعرض فيها مطار معيتيقة للقصف العشوائي الوحشي الذي يهدف لخلق الذعر والفوضى وتعطيل العمليات في المطار الوحيد العامل في العاصمة الليبية طرابلس”. وقال البيان إن “الهجمات الأخيرة على مطار معيتيقة تشكل تهديداً مباشراً لأرواح المسافرين المدنيين، ولن يفلت الجناة من العقاب”. وحذرت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا من أن “الهجمات العشوائية التي تسفر عن مصرع المدنيين أو إصابتهم بجروح قد ترقى لجرائم حرب، بموجب أحكام القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان”. وبعد الهجوم الأخير الذي تعرض له مطار معيتبقة الدولي، نقلت جميع شركات الطيران المحلية رحلاتها إلى مطار مصراتة حتى “إشعار آخر”.