تم أمس بمقره الرسمي بدالي ابراهيم بالجزائر العاصمة تدشين فرع مصرف »السلام« الجزائر برأسمال مكتتب ومدفوع قدره 2,7 بليون دينار جزائري أي ما يعادل 100 مليون دولار، لمباشرة تقديم خدمات، يقول عنها مسؤولو المصرف، أنها ستكون متميزة. ويأتي تدشين مصرف »السلام« في ظرف مالي دولي متميز باستمرار الأزمة المالية العالمية التي يقول عنها نائب رئيس مجلس الادارة السيد حسين محمد المنيرة أن لا تأثير مباشر عليهم كون فروع المصارف تعمل وفق قوانين الشريعة الاسلامية بعيدا عن مجال المخاطر. ويعد مصرف »السلام« في دالي ابراهيم أول فرع يتم فتحه في الجزائر على أن يتبع ذلك بفتح فرع آخر في باب الزوار بالعاصمة في ظرف لا يتعدى الثلاثة أشهر كخطوة أولى في إطار توطين مصرف »السلام« في الجزائر.. وحسب نائب رئيس مجلس الادارة الذي أشرف رفقة أعضاء المجلس وشخصيات أخرى على تدشين المقر الجديد، فان خطة عمل هذا المصرف تشمل فتح فروع أخرى لتغطية كافة مناطق الوطن، ولكن في وقت لاحق، مشيرا الى أن الانطلاقة حاليا ستكون على نطاق ليس بالكامل وذلك وفق الخطة التي وصفها بالمتوازنة. ويعد مصرف »السلام« بتقديم خدمات مصرفية مميزة ومبتكرة، حيث يتوقع أن يلعب دور رياديا في سوق الصيرفة الاسلامية من خلال ما يقدمه من خدمات وحلول مصرفية صممت من قبل خبراء متخصصين في هذه الصناعة. ولم يفوت السيد حسين محمد المنيرة فرصة لقاءه مع الصحافة للاشادة بالدور البراغماتي الذي لعبه الطرف الجزائري في تقديم كل التسهيلات لتوطين مصرف »السلام« في الجزائر، ويعود التأخر الطفيف المسجل في تاريخ الافتتاح الى البنك نفسه وذلك لأسباب تقنية بحتة، وأوضح نفس المتدخل أن افتتاح المصرف يأتي في مرحلة مهمة من تاريخ الجزائر، تشهد فيها تطورات اقتصادية عميقة من شأنها جذب رؤوس أموال هامة، خاصة وأن الجزائر تتوفر على فرص استثمار ليست بالهينة، فضلا على أن هناك من الجزائريين من يتطلعون الى خدمات مصرفية جديدة. السوق الجزائرية تشهد ثورة حقيقية، يقول السيد المنيرة، في مجال المشاريع الاستثمارية، حيث بلغ عدد المشاريع ما يربو عن 6162 مشروعا بقيمة 10 مليارات دولار، إضافة الى الاستثمارات الاجنبية المقدرة ب 10 مليارات ايضا في منتصف العام الماضي، ومن المتوقع أن يصل حجم الاستثمار قبل نهاية السنة الجارية 50 مليار دولار. وانطلاقا من هذه المعطيات الايجابية والتغيرات العميقة التي شهدها الاقتصاد الوطني، جاءت مبادرة توطين مصرف »السلام« الذي يرتكز عمله بالأساس على ابتكار الحلول العصرية وتوخي السرعة في اتخاد القرارات والدقة في تنفيذه حتى يبقى على الدوام الخيار الأول لدى المستثمرين. أما عن نشاطات مصرف »السلام« الذي باشر عمله منذ أمس، فانه يتضمن خدمات مصرفية من صناديق الامانات الى أجهزة الصراف الآلي المنتشرة في العديد من المناطق الحيوية، الى خدمات مصرفية عبر الهاتف العادي والمتحرك عبر الرسائل »أس،أم،أس« وخدمات مصرفية من خلال الانترنت وخدمات مركز الاتصال الخاص بالمتعاملين وهي خدمات مخصصة بالدرجة الاولى الى فئة المستثمرين الذين يمكنهم الاستفادة من خدمات أخرى مثل فتح حسابات توفير تسمح بتثمين المدخرات بكل أمان وحسابات الودائع الاستثمارية التي تمنح فرصة استثمار رؤوس الاموال من خلال مشاريع مربحة وكذا تمويل العقارات من أجل حيازة مسكن جديد، اذ يمنح تمويلا وفق نمط المرابحة، الاجازة والاستضاع، وقد تصل مدة التمويل الى 20 سنة مع امكانية تمويل 80٪ من قيمة العقار. ولا يقتصر الامر عند حد تمويل العقار، بل تتضمن الخدمات المصرفية لمصرف »السلام« تمويل شراء سيارة عن طريق المرابحة لمدة تمويل تصل الى 5 سنوات وبتمويل يصل الى 80٪ من كلفة الحيازة وكذا تمويل الأدوات الكهرومنزلية لمدة سنتين ونسبة تمويل تصل الى 100٪، الى جانب تمويل شهادات الاستثمار لمدة اكتتاب تتراوح ما بين 3 الى 60 شهرا، ورهن سندات الخزينة. واذا كان الجانب الاول من التمويل الذي يضمنه مصرف »السلام« والموجه بالدرجة الاولى الى المستثمرين يتكفل به فرع دالي ابراهيم، فان فرع باب الزوار الذي سيرى النور بعد تسعين يوما سيخصص لتلبية احتياجات التمويل للافراد والمستهلكين عموما من خلال الخدمات المصرفية التي يوفرها مصرف »السلام« وفق مبادىء الشريعة الاسلامية. يذكر أن تأسيس مصرف »السلام« في الجزائر يعد ثمرة للتعاون الاماراتي، الخليجي والجزائري، وتم تاسيسه عام 2006 وهو يعد من أكبر المصارف العاملة في شمال افريقيا ويضم قائمة ب 22 مؤسسا منهم شخصيات ومؤسسات مالية على غرار شركة »إعمار« العقارية وشركة أملاك للتمويل وشركة دبي الاسلامية للتأمين وأمان ومصرف »السلام« في البحرين ومصرف »السلام« في السودان والبنك اللبناني الكندي وبيت الاستثمار العالمي وعدد هام من رجال الاعمال العرب والخليجيين ومصرف »السلام« في الجزائر هو عبارة عن تمويل عربي خليجي محض وأغلب المساهمين فيه من دولة الامارات العربية المتحدة وإن كان الرأسمال الجزائري غائبا فيه، الا أن كوادره المحلية جزائرية 100٪ وكفاءات يعول عليها مسؤولو المصرف لانجاح عمله في الجزائر، حيث يقدر عددهم ب 60 اطارا جزائريا أغلبهم من فئة الشباب. ------------------------------------------------------------------------