تحصّل مصرف السلام على الموافقة الرسمية النهائية من مجلس القرض والنقد الجزائري لمباشرة أعماله في السوق الوطنية برأس مال مكتتب ومدفوع قدره (7.2) بليون دينار جزائري، أي ما يعادل (100) مليون دولار أمريكي. وسيزاول مصرف "السلام الجزائر" الذي يعد من أكبر المصارف الإسلامية العاملة في شمال إفريقيا أعماله انطلاقا من مقره الرئيسي، وفرع آخر في الجزائر، وذلك بعد عيد الفطر المبارك لتقديم خدمات مصرفية إسلامية مميزة ومبتكرة، ولعبِ دورٍ ريادي في سوق الصيرفة الإسلامية من خلال منتجات وحلول مصرفية فريدة، صممت من قبل خبراء متخصصين في هذه الصناعة التي بدأت تحتل مركز الصدارة بين الأعمال المصرفية على مستوى المنطقة، بأصول يزيد حجمها عن 450 مليار دولار. وفي تصريح له بهذه المناسبة وجه السيد حسين محمد الميزة نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب ورئيس اللجنة التنفيذية لمصرف "السلام الجزائر" شكره الجزيل للحكومة الجزائرية على تعاونها والتسهيلات التي قدمتها لهذا المشروع المهم، وقال : "سنسعى إلى تقديم أفضل الخدمات المصرفية التي ستواكب التطورات والمستجدات الاقتصادية التي تشهدها الجزائر حالياً، لنُسهم بدورنا في تعزيز دعائم النمو الاقتصادي في هذه الدولة الشقيقة من خلال العمل على نقل خبراتنا وتجاربنا في القطاع المصرفي، الذي يلعب دوراً مهماً في تهيئة وتنشيط المناخ الاستثماري في الجزائر. وأضاف:"سيتم تجهيز المصرف بأحدث مبتكرات التكنولوجيا وآخر التقنيات المتوفرة عالمياً، كما سيتم وضع العديد من الصرافات الآلية في مواقع مهمة وعديدة في مختلف المناطق الجزائرية وذلك بهدف التسهيل على عملاء المصرف لإنجاز معاملاتهم، وسيؤدي المصرف أعماله وفقاً لأرقى المعايير العالمية، وسيقوم بأداء دور فاعل ومؤثر في الاقتصاد الجزائري، وسيسعى لامتلاك حصص جيدة من السوق الجزائرية". وأوضح السيد حسين الميزة أن بنك السلام الجزائر سوف يعزز الاقتصاد الجزائري من خلال المشاريع الاستثمارية التي سيقوم بها وسوف يسعى لتقديم أفضل الخدمات المصرفية التي ستواكب التطورات والمستجدات الاقتصادية التي تشهدها الجزائر حالياً، خاصة قطاع المصارف في الجزائر الذي يشهد نمواً كبيراً، إذ وصل عدد المصارف العاملة في الجزائر إلى قرابة 18 مصرفا تمتلك ما يقارب من 1.200 فرع مصرفي وكذلك خمس مؤسسات مالية وقد بلغ حجم القروض البنكية الموجهة للمشاريع الاقتصادية والاستثمارية في الجزائر خلال العام الماضي 2007 نحو27 مليار دولار مقابل 25 مليار دولار في عام 2006 وفق أرقام بنك الجزائر المركزي. وأكد السيد حسين الميزة أن الجزائر تمثل أهمية كبيرة بحكم موقعها الجغرافي وما تزخر به من إمكانات وطاقات كبيرة ستمكّنها من أن تصبح قطبا استثمارياً رئيسياً، خاصة وأنها تبذل جهودا مهمة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية إلى جانب الإنجازات التي تحققت خلال الفترة الماضية مشيدا بالخطط الاقتصادية وبرامج الإصلاح الطموحة التي تتبنّاها الجزائر والتي ستكون حافزا لخلق مناخ ملائم للتجارة والاستثمار، هذا إلى جانب النمو المستمر للاقتصاد الجزائري بفضل تحسن الأسعار العالمية للنفط، مشيراً إلى وجود العديد من المميزات في الجزائر تشجع على النهوض والنمو وهي الطاقة البشرية الهائلة ،إذ يبلغ عدد سكان الجزائر قرابة (34 مليون نسمة) في ظل ارتفاع المستوى الثقافي والتعليمي، إذ يوجد قرابة 1.2 مليون طالب في الجامعات الجزائرية إضافة إلى موقع الجزائر المميز القريب من أوروبا ومن الدول العربية في الوقت نفسه، وكذلك المشاريع الاستثمارية التي تشهد ثورة في الجزائر حيث بلغت قرابة 6162 مشروع جزائري بقيمة 10 مليارات دولار، إضافة إلى الاستثمارات الأجنبية التي بلغت 10 مليارات دولار حتى منتصف العام الماضي 2007. ومن المرتقب أن يبلغ حجم الاستثمار في نهاية العام الجاري قرابة 50 مليارا، فيما يتوقع أن يبلغ معدل النمو 8. 5 ، حيث يقدر الناتج المحلي الإجمالي لعام 2008 عند مستوى 6864 مليار دينار بسعر افتراضي لنفط يبلغ 19 دولارا للبرميل. يذكر أن من أبرز مؤسسي مصرف السلام الجزائر: شركة إعمار العقارية وشركة أملاك للتمويل، والبنك اللبناني الكندي، وشركة دبي الإسلامية للتأمين أمان، مصرف السلام في كل من البحرين، والسودان، وشركة ليدر كابيتال.