اعتصمت، صباح أمس، مئات العائلات بحي «عدل» ببلدية أولاد فايت، تنديدا بالوضعية المزرية التي تعرفها سكناتهم بسبب عيوب في أشغال البناء ترتبت عنها مشاكل عدة يتقدمها تسرب المياه عبر مختلف جدرانها المتشققة، وهو ما أكده تقرير الخبرة المنجزة تسلمت «الشعب» نسخة منه. كشف رئيس جمعية إشراح للحي ألمبي أحمد لعدل بأولاد فايت «بلعزوقي عزيز» في تصريح ل «الشعب»، على هامش الوقفة الاحتجاجية التي نظمها مئات المواطنين أمام مقر سكناتهم، عن مختلف العيوب في أشغال بناء 43 عمارة، حيث تعرف تشققات على مستوى جدران الشقق جراء تسرب مياه الأمطار من سقف العمارة الذي لا يوافق بناءه المعايير المعمول بها، كما ظهرت تشققات على بلاط الأرضية متسببة في رطوبة خانقة داخلها ترتبت عنها مشاكل صحية خطيرة لقاطنيها، خاصة فئة الأطفال منهم حيث تم تسجيل عدة إصابات بمرض الحساسية والربو. كما تطرق محدثونا إلى مشكل الأقبية التي باتت تهدد العمارات بسبب انغمارها الكلي بالماء والتي قد تتسبب في اهتراء أساس البناية وهو ما يهدد بسقوطها في آجال قريبة، دون أن ينسوا الحديث عن المضاعفات الصحية الناجمة من هذه الأقبية التي تكثر فيها مختلف الحشرات الضارة وتنبعث منها الروائح الكريهة. وطرح السكان مشكل غياب المصاعد على الرغم من أن عدد الطوابق يفوق الثمانية، الأمر الذي صعب على الكثير من أفراد الأسر سيما منهم الكبار على اعتبار أن ذلك أرهقهم كثيرا، فضلا عن انعدام منافذ للنجدة. ووقفت «الشعب» على حجم المعاناة اليومية للمواطنين الذين لم يجدوا آذانا صاغية لمشاكلهم، حيث دخلنا إلى هذه البنايات للاطلاع على الوضع أكثر، فسلالم العمارات في حالة متدهورة والفضلات تغزو طوابق وأقبية العمارات بسبب غياب عمال النظافة، فضلا عن مشكل تشقق جدران وأسقف المنازل، مما يشوه المنظر العام للعمارات، وهو ما تسبب مع مرور الوقت في ردود فعل غاضبة في أوساط السكان الذين أعربوا لنا عن استيائهم من الوضعية الكارثية التي آلت إليها العمارات ملوحين بالخروج في اعتصام والقيام بأعمال شغب وقطع الطريق في حال بقاء الحال على ما هو عليه. وتتراكم في خارج العمارات النفايات في كل مكان متسببة في انتشار القوارض والحشرات التي تغزو سكناتهم مسببة هي الأخرى أمراضا لا تقل خطورة عن سابقتها. يحدث هذا في ظل غياب رجال النظافة بالحي الذي استنكرت مصالح البلدية بشأنه وقالت انه يخص وكالة عدل حسب تصريحات السكان لنا. واشتكى السكان من حوادث الاعتداءات التي تجري بحيهم، حيث يشهد هذا الأخير مؤخرا حالات اعتداء بالسلاح الأبيض، وعمليات سطو على سياراتهم المركونة بالحي دون أي حارس للحظيرة، مؤكدين لنا أن ما لا يقل عن 34 مركبة تم تدميرها مؤخرا وتم نهب مستلزماتها. وطالب محدثونا وكالة «عدل» بترقية الحي ومباشرة الترميمات والإصلاحات الضرورية في سطح العمارة والسهر على محافظة المحيط ونظافته والتنسيق مع السلطات المحلية للبلدية لحل مشاكل السكان العالقة والعمل على تصليح وصيانة المنشآت والمرافق التابعة للحي، وكذا المحافظة على المساحات الخضراء والمساحات الترفيهية للأطفال حسب معايير السلامة والأمن ووفقا للتنظيم المعمول به بهذا الخصوص.