فضلت «الشعب» وهي تحيي العيد العالمي للمرأة، المصادف ليوم 8 مارس من كل سنة، تكريم مجاهدات الأمس واليوم، عرفانا على ما بذلنه من جهد لتحرير الوطن وتقدمه، سواء برفعهن السلاح في وجه المستعمر سنوات الاحتلال، أو برفع رهان التحدي للنهوض بالبلاد وتسيير مختلف قطاعاتها بعد الاستقلال. وخصت «الشعب» على هامش ندوة نقاش حول «مساهمة المرأة في ترقية الحياة السياسية، والاقتصادية» نظمها مركز «الشعب» للدراسات الإستراتيجية، مجاهدات، رياضيات، حقوقيات، مقاولات وممثلات عن المجتمع المدني، بتكريم خاص، ميزه الحضور المكثف لممثلي وسائل الإعلام وشخصيات أبت إلا أن تقاسم المرأة فرحتها بهذا اليوم، وتسجل عرفانها بالجهود التي قدمتها في سبيل استرجاع الحرية، وتحقيق التنمية المستدامة وترقية المرأة والعمل على الإعلاء من شأنها. واعتبرت الرئيسة المديرة العامة لجريدة «الشعب» السيدة أمينة دباش في تصريح لها بالمناسبة التكريم فرصة لإبراز الطاقات والكنوز التي تملكها الجزائر من الكفاءات النسوية. ولفتت السيدة دباش، النظر إلى أن جريدة «الشعب» تعد رمزا من رموز الاستقلال وترأسها لأول مرة، من قبل امرأة دليل على مكانة المرأة في الوسط الجزائري. وقالت السيدة دباش، أنها «أرادت أن تكون مجاهدات الأمس واليوم في المجال الاقتصادي، القانوني، في المجال التأطيري للطاقات الشابة والرياضية حاضرات في مركز «الشعب» للدراسات الإستراتجية لأن مسؤولية السمو بوطننا والدفاع عنه، تقع على عاتق كل واحد وواحدة في كل المستويات وعلى جميع الأصعدة». وأشارت، السيدة دباش، إلى أن تكريم النساء الجزائريات يتزامن والاحتفال بخمسينية استقلال الجزائر، وتنظيم الاستحقاقات الانتخابية، وهي المناسبة التي «ستضع بلادنا في القمة، إذا عرفنا كيف نستثمرها ونوجهها نحو الوجهة الصحيحة والهدف المنشود»، داعية في هذا الصدد الجزائريات بصفة خاصة، والجزائريين بصفة عامة «لأن يكونوا حاضرين في مكاتب التصويت، لتفويت الفرصة على من ينتظرون ربيعا عربيا ببلادنا، وحتى لا ندعهم يتلاعبون بمستقبلنا». قالوا عن التكريم: زوليخة بقدور (مجاهدة): خلال هذا التكريم، تأكدت أن جهدنا لم يذهب هباء فقد وجدت بنات وشابات يردن أن يستمعن إلى شهادات جيل أول نوفمبر باهتمام.. لا توجد كلمات أعبر بها عن سعادتي ولكن أقول لجيل الاستقلال ولنساء الجزائر عليهن بالتسلح بالعلم، فحقهن يأخذنه بأيدهن ولا يمنح لهن. فطومة أوزقان (مجاهدة): كان ينبغي أن يكون التكريم منا، ولكن سبقتونا إليه وأنتم مشكورون عليه، لما رأيت مثل هذه الوجوه النيرة في هذا الحدث، تأكدت بأن الخلف موجود، وسعدت بعد 50 سنة من الكفاح أن أجد فتيات يستطعن أن يرفعن مشعل نساء نوفمبر، لمواصلة مسيرة البناء والتشييد. سامية بن مغسولة (مستشارة بوزارة الشباب والرياضة): كان لي تكريم من عدة بلدان لكن هذا التكريم له طابع خاص جاءني من امرأة، وهذه المرأة أتقاسم معها نفس القناعات، منها النضال من أجل نساء هذا الوطن، والعمل من أجل رقي وتقدم الجزائر، وهنا أؤكد أنه علينا جميعا أن نساهم في بلادنا حتى نترك إرث للأجيال القادمة كما تركه لنا أجدادنا. مالية بوزيد (محامية وناشطة حقوقية): مبادرة طيبة نشكر عليها إدارة «الشعب»، لها معنى كبير، في أن المرأة بدأت تأخذ مكانتها في المجتمع الجزائري خاصة بوجود المجاهدات اللواتي يعدن همزة وصل بين جيل الثورة وجيل الاستقلال. شكرا لجريدة «الشعب»، ولأمينة دباش المرأة الحديدية، التي تعمل في صمت من أجل مستقبل زاهر للجريدة وللمرأة الجزائرية. خديجة بلهادي (مقاولة): التكريم هو تشجيع للمرأة وللأجيال الجديدة، ووجودنا اليوم رفقة صانعات مجد الماضي دليل على توفر طاقات شابة في كل مناطق الوطن، يبقى فقط أن نمنح لها التشجيع والمرافقة، ومن جهتنا نقوم نحن بتشجيع المسيرات والمقاولات على ولوج جميع المجالات بما فيها الحياة السياسية. نادية دريدي (رئيسة الجمعية الوطنية لترقية المرأة والشباب): التكريم بالنسبة لي مميز، لأنه جاءني من رمز من رموز الثورة، فجريدة «الشعب» لم تبدأ البارحة فقط، بل منذ سنوات وهي كانت ولازالت تشجعنا على العطاء وبذل المزيد من الجهود لترقية مشاركة المجتمع المدني في جميع المجالات، أتمنى فقط أن يعمل الجميع على فتح الأبواب للمرأة والشباب كما فعلت هي منذ صدورها