جمعيات وصفحات إلكترونية مجندة لمجابهة وباء كورونا معتمدة على وسائل التواصل الاجتماعي، تتواصل حملات التضامن مع العائلات المعوزة بمختلف دوائر خنشلة وبلدياتها، في إطار الهبة الوطنية لمواجهة تداعيات فيروس كورونا الفتاك. «الشعب»، تابعت هذه النشاطات ورصدت أدق التفاصيل من عين المكان. مع إعلان إجراءات الحجر المنزلي الوقائي، وجدت الجمعيات والصفحات الاتصالية الخيرية بولاية خنشلة نفسها أمام ضرورة رفع التحدي والدخول في عمل تضامن يومي يضمن للعائلات المعوزة أو تلك المعتمدة في عيشها على المهن والنشاطات ذات الدخل اليومي، التزويد بالمئونة من مواد غذائية واحتياجات الأطفال ومواد التنظيف معقمة. حضرت «الشعب» جانبا من عملية توزيع قفف تضامن تحتوي مواد غذائية وزعت على عائلات معوزة، إنطلاقا من مقر جمعية «كافل اليتيم» بحي عبد الحفيظ السوفي، بقلب مدينة خنشلة، باتجاه الأحياء وبعض القرى والمداشر، حيث يتم الإعداد لعمليات التوزيع وبرنامج العمل المتواصل وفقا لأولويات المحتاجين وحالتهم المادية، مع الالتزام بالإجراءات الوقائية ووضع برنامج توعوي إضافي لنشاط الجمعية العائلات. كشف رمزي شخاب، المكلف بالإعلام والاتصال بالجمعية ل «الشعب»: «أطلقنا برنامجا توعويا للعائلات المعوزة المسجلين لدى كافل اليتيم، شمل توزيع 400 وحدة من المعقمات وأدوات التنظيف، حيث تم بالمناسبة التأكيد على عدم مغادرة منازلهم وطمأنتهم بتكفل الجمعية بكل ما يحتاجونه من مؤونة خلال فترة الحجر». وأضاف شخاب، «المساعدات المقدمة كافية لتلبية احتياجات العائلات لمدة 10 أيام، تلتها عملية ثانية مباشرة تم إيصالها للمعنيين مع مراعاة الإجراءات الصحية المطلوبة والحفاظ على كرامة المحتاجين. وبلغت القفف الموزعة إلى غاية أول أمس، 2350 قفة، بمعدل 100 قفة يوميا، مع توسيع عمل الجمعية خلال فترة الحجر إلى عدة مناطق ظل بالولاية، منها قرى ششار، مداشر بلديات أنسيغة، بغاي، اولاد ارشاش، عين الطويلة ومتوسة». ذكر شخاب استحداث فريق «أونتي كورونا» متكون من منخرطي الجمعية، متطوعين مختصين في علم الاجتماع وشباب لتوعية العامة عبر وسائل التوصل الاجتماعي ضد خطر «كوفيد-19» ويساعد المتقاعدين في تحصيل معاشاتهم على مستوى مكاتب البريد، يجوب الشوارع من حين إلى آخر للحث على الالتزام بالحجر المنزلي وإجراءات الوقاية الصحية من هذا الداء. خبرة الإعلاميين وراء تفعيل نشاط «ناس النافورة» والهلال الأحمر مما يميز العمل التضامني والخيري، بحسب مرافقتنا له عن قرب، هو مشاركة إعلاميين في تأسيس صفحات فايسبوكية خيرية والانضمام إلى جمعيات وإعطائها دفعا قويا في هذا المجال، منهم الإعلامي المخضرم المعروف عبد العزير بوهلالة مؤسس صفحة «ناس النافورة»، التي تحظى بشهرة واسعة لدى العامة، وكذا الإعلامي عمر عامري الذي أثبت نجاعة الخبرة الإعلامية في تفعيل العمل الخيري والتنسيق وإنجاح المبادرات من خلال انضمامه إلى مكتب الهلال الأحمر الجزائري لولاية خنشلة والإشراف على خلية الإعلام به وشغل صفة عضوية بالمكتب. وكشف عمر عامري ل «الشعب»، أن المكتب البلدي للهلال الأحمر الجزائري لبلدية خنشلة، واصل نشاطه الخيري خلال فترة الجائحة وكيّف عمله بما تتطلبه حركية النشاط من التقيد بإجراءات الوقائية من جهة ومواصلة دعم العائلات المعوزة بالمؤونة ضمانا لعدم مغارتهم منازلهم بحثا عن مصادر أخرى أو صدقات لقوتهم اليومي، لاسيما مع ظهور فئة جديدة من المحتاجين أصحاب الدخل اليومي. وأكد عامري، توزيع 200 قفة لعائلات مسجلة لدى الهلال، تضمنت مواد غذائية مختلفة وخضرا وفواكه، وكمية من المشروبات تبرع بها محسنون، مناشدا الوالي منح الهلال تراخيص لشراء 100 كيس من الدقيق وزن 10 كيلوغرام، تبرع بثمنها أحد المحسنين بغية توزيعها على المحتاجين في هذه الفترة، حيث تم تقديم طلب الترخيص والقائمة المقترحة للاستفادة إلى مديرية التجارة بتاريخ 22 مارس، إلا إن إصدار الترخيص لم يتم لحد الآن. إشادة وتنويه في شهادات حية من جهتها وزعت «ناس النافورة» خلال فترة الحجر، 105 قفة للمعوزين في مناطق ظل بقرى ومشاتي نائية، منها عين جربوع ببابار، قرى بلدتي الحامة وبغاي، في انتظار دفعات جديدة ينتظر توزيعها بمناطق ظل أخرى. ساهمت محلات بيع زيوت السيارات والشاحنات في توفير النقل لتوزيع القفف على العائلات بمنازلهم بالمناطق المذكورة، تجنبا للتجمعات والتنقل وحفاظا على كرامة هؤلاء. يذكر، أن هذه الصفحة نجحت في استقطاب المعجبين منذ سنوات، بعد وضع أسس نشاطها وطريقة عملها من طرف الإعلامي المذكور بوهلالة عبد العزيز، الذي ظل إلى غاية الآن يفضل العمل في الظل موظفا خبرته الإعلامية التي تفوق 25 سنة في التسيير والتنسيق الجيدين لتفعيل وإنجاح العمل لخيري، مركزا في عمله على الحرص الدائم والمستمر على المحافظة على مصداقية الصفحة التي أنشأها عبر موقع التواصل من خلال كسب ثقة المتبرعين ورجال الأعمال وكل الخيّرين والحرص على إيصال ما يتقدمون به إلى المحتاجين بشفافية. «الشعب»، اتصلت ببعض المستفيدين من هذا النشاط الخيري خلال فترة الحجر الصحي، فثمنوا وأثنوا على هذه المبادرات التضامنية التي تتسم بها عديد الجمعيات المحلية وتجعل من المحتاج الهدف الأساس للتكفل به. السيدة «ع.ب»، أرملة أم لثلاثة أطفال، أكدت أن جمعية «كافل اليتم» تتكفل بها باستمرار، كونها بطالة وتعيل أبناءها، حيث تخصص لها مساعدات متنوعة في مختلف المناسبات والأعياد الدينية وفترة الحجر وغيرها. «محمد.ع»، كهل بطال، يعيل ولديه، وجدناه في حالة اطمئنان وهو ببيته المؤجر يقضي فترة الحجر، حيث صرح لنا أنه يتلقى المساعدات باستمرار من الهلال الأحمر الجزائري، لأنه مسجل ضمن قائمة المحتاجين الذين لا يملكون دخلا ثابتا في سجلات الجمعية، كما يعتمد على الإعانات المباشرة من المحسنين، خاصة في هذا الظرف الحرج. عائلة متكونة من ستة أفراد، بإحدى قرى بلدية الحامة، الأم وخمسة أطفال، أيتام الأب، كشفت لنا عن تلقيها باستمرار مساعدات من صفحة «ناس النافورة»، من توفير قفف تضامن في كل المناسبات، دينية وأعياد... مضيفة أنها محل تفقد خيرين، شاكرة كل التفاتة تضامنية منهم في كل الظروف والأيام الحالكات.