* email * facebook * twitter * linkedin تشهد ولاية بومرداس، خلال هذا الظرف الاستثنائي الخاص بتفشي فيروس كورونا، والتي لقي فيها إجراء الحجر الصحي الجزئي استجابة واسعة منذ يوم السبت، مبادرات تضامنية من مختلف القطاعات سواء الرسمية والخاصة ممثلة في رجال الأعمال أو هيئات المجتمع المدني، للمساعدة في الجهود الرامية إلى محاصرة الوباء من جهة، ومساعدة الأسر المحتاجة وذوي الدخل المحدود خاصة بعد فرض الحجر المنزلي، وقد رصدت "المساء" أوجه هذا التضامن بالولاية. فها هي جمعيات خيرية تبادر تنوع تضامنها كلما جد جديد، حيث انتقل تدخلها من حملات التوعية والتحسيس بخطر وباء كورونا وبأهمية الوقاية منه بغسل الأيدي والاعتزال الطوعي إذا كان الفرد مصابا بالزكام أو الأنفلونزا، ليصبح تدخلا ميدانيا بتبني بحملات التنظيف والتعقيم بالشوارع والأحياء، ثم إلى تكافل اجتماعي بجمع القفف وتوزيعها على المحتاجين. وعن هذا يتحدث طاهر بحري المسؤول الولائي عن خدمة وتوعية المجتمع بالمحافظة الولائية للكشافة الإسلامية الجزائرية فيقول إن عمل الأفواج الكشفية كان في البداية منصبا على التوعية والتحسيس بالوقاية من فيروس كورونا، من خلال توزيع مطويات ونشر ملصقات تضم أهم التوصيات في هذا المجال، ثم المبادرة بعمليات تطوعية انطلقت في 18 مارس الجاري ومازالت متواصلة لتعقيم وتنظيف الشوارع والأحياء شملت جل البلديات، موضحا أن المواد المطهرة والمعقمات إما أن تحصل عليها الأفواج الكشفية من مصالح البلديات أو من تبرعات المحسنين. وأضاف المتحدث أن العمل التطوعي تطور بعد ذلك لحث الناس على احترام الحجر المنزلي عملا بالتوصيات خاصة بعد تطور الوضع وتسجيل إصابات مؤكدة بالولاية، وهذا عن طريق نصائح عبر مبكرات الصوت، زيادة على العمل التضامني الذي تمثل في خياطة الكمامات الطبية وتوزيعها على بعض الهياكل الصحية بعد تعقيمها، كما بادر الفوج الكشفي لبرج منايل مؤخرا بجمع مواد غذائية لتوزيعها على العائلات المحتاجة لاسيما الأرامل بالتنسيق مع السلطات المحلية. عمل خيري لفائدة عمال الأجر اليومي من جهتها، بادرت جمعيات خيرية محلية إلى جمع قفف تتكون مستلزمات ومواد غذائية لتوزيعها على الأسر المحتاجة، يؤطرها متطوعون هم على دراية بالأسر المحتاجة على مستوى محيطهم وبالتالي فهم يبادرون إلى تقديم يد العون كلما استدعت الحاجة لذلك، كما هو الحال مع جمعية "أمل الجزائر"، التي يؤكد رئيسها عمر عبد السلام أنه سبق لها وتبنت عمليات تطهير وتعقيم بالبلديات المتواجدة بها، إضافة إلى خياطة كمامات وتوزيعها على مختلف القطاعات الحساسة. لاسيما عمال الصحة وعمال النظافة، كما أطلقت مؤخرا عملا تضامنيا من نوع آخر يتمثل في جمع مبالغ مالية لتغطية تكاليف مبادرة تضامنية مع أصحاب المهن الحرة ممن يؤجرون باليوم مثل عمال ورشات البناء، حيث تم جمع 20 مليون سنتيم لقتناء 100 قفة تحتوي مواد غذائية ومستلزمات توزع على هؤلاء. وأكد المتحدث في هذا الصدد أن الجمعية أحصت الأسر التي أثر عليها الوضع العام وتوقف كامل للأنشطة، لكون أربابها عمال يتقاضون أجرهم باليوم، داعيا كل المحسنين الراغبين في المساعدة الاتصال بالجمعية عبر صفحتها على الفيسبوك والأرقام المدونة عليها للتضامن. أما حسن شتيوان عضو مكتب نفس الجمعية بمدينة برج منايل، فيقول انه تطوع رفقة عدد من الأعضاء والمتطوعين بإطلاق حملة تضامنية لجمع مختلف المواد الغذائية للشروع في توزيعها على العائلات المحتاجة في ظل هذا الوضع الاستثنائي، مشيرا إلى تسجيل تجاوب من بعض المحسنين ما سمح للمكتب بالشروع في شراء المواد الغذائية خاصة السميد والزيت والسكر والقهوة والعجائن الغذائية لتوزيعها. من جهتها، تلقت مديرية النشاط الاجتماعي، مؤخرا، اقتراحات من بعض الجمعيات الخيرية تهدف إلى إيصال هبات تضامنية لمستحقيها، منها جمعية "إصرار وأفاق" لبلدية الثنية التي عرضت على مصالحها 40 قفة معتبرة تضم مواد غذائية، ليتم توزيعها على العائلات المعوزة التي لا تتمكن من الخروج لاقتناء مستلزماتها بسبب الحجر المنزلي. بتضامننا نخرج من المحنة كما بقيت جمعية كافل اليتيم وفية لمبادئها في مساعدة الأرامل والأيتام من خلال التذكير بمد يد المساعدة لهذه الفئة الهشة عبر صفحتها على الفضاء الأزرق، وكانت في كل موعد تجدد نداءاتها وتشرك المحسنين معها، فذكرت اللجنة الاجتماعية تفاعل المحسنين مع حملتها التي أطلقتنها منذ أسبوع لتموين العائلات بالمواد الغذائية، حيث تقدم لمقر الجمعية بقورصو محسنون من بومرداس ومن العاصمة للتبرع سواء بمبالغ مالية توزع في إطار الحملة، أو بمختلف المستلزمات والمواد الغذائية بعضها وزع على عائلات بمنطقة تيمزريت. كما سجلت الجمعية التفاتة طيبة من ابتدائية المجاهد "قاسي أمعمر" ببلدية بومرداس التي سلمت الجمعية هبة تضامنية تتمثل في مواد غذائية تبرع بها تلاميذ المدرسة الذين كانوا يخططون لزيارة الجمعية للتعرف على عملها وأهدافها عن قرب، غير أن هذه الظروف الاستثنائية حالت دون ذلك، وهي صورة أخرى تعبر عن رسوخ قيم التكافل في مجتمعنا. .. ووجه آخر للتضامن مع البحارة وفي إطار العملية التضامنية ضد تفشي وباء كورونا، تواصل الغرفة الولائية للصيد البحري وتربية المائيات لولاية بومرداس، جمع المساعدات لصالح البحارة الذين اجبروا على التوقف عن العمل، حيث وجهت عبر صفحتها على الفيسبوك نداء إلى مجهزي السفن، ووكلاء البيع بالجملة، وورشات بناء السفن، ومتعاملي القطاع، والجمعيات المهنية والتجار والخيرين للمساهمة في العملية التضامنية مع عائلات البحارة بدلس، وجنات وزموري، مشيرة إلى انه بفضل هذا التضامن تم توزيع 120 حصة في منطقة دلس بمشاركة المحسنين والعملية متواصلة ببومرداس.