أضحى المشوار الاحترافي لعديد اللاعبين الجزائريين مهددا، منذ تفشي جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) في غالبية دول العالم، حيث من المنتظر أن تعرف صفقاتهم صعوبات بعدم تفعيل بنود شراء عقودهم أو التخلي عنهم، وذلك بسبب دخول الكثير من أندية كرة القدم عبر العالم في أزمة مالية خانقة، جراء تبعات الفيروس التاجي الذي قد يضر كثيرا بالمواهب الجزائرية الصاعدة في عالم الساحرة المستديرة. بات مستقبل عديد اللاعبين غامضا في الأسابيع الأخيرة، بسبب عدم اتضاح الرؤية بشأن موعد التخلص من الفيروس الفتاك، حيث أصبح الكثير من اللاعبين مهددين بالعودة للعب في البطولة الوطنية أو انتظار دخول أندية أخرى السباق لضمهم تحسبا للموسم الكروي الجديد. ويوجد 6 لاعبين على الأقل مجبرين على العودة لبطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم، يتقدمهم مهاجم نادي بارادو زكرياء نعيجي المعار إلى نادي جيل فيسنتي البرتغالي لمدة موسم كامل، مع أحقية شراء عقده نهاية الموسم بمبلغ 1.4 مليون يورو، وهو المبلغ الذي لن يتمكن النادي البرتغالي من صرفه لإدارة نادي بارادو بسبب الأزمة المادية التي ضربت جيل فيسنتي الصاعد هذا الموسم للدرجة الأولى البرتغالية، الأمر الذي سيضطرها، من دون أدنى شك، للتخلص من خدمات ابن مدينة برج بوعريريج الذي شارك في 18 مباراة أساسية مع فريقه وتمكن من تسجيل هدف وحيد، وهو ما سيكون مبررا ثانيا للنادي البرتغالي لرفض تفعيل البند، الأمر الذي سيصعب بيع عقد الدولي الجزائري لفرق أخرى في أوروبا، وقد يكون سببا مباشرا في عودته إلى الجزائر من بوابة أحد الفرق التي ستطلب خدماته، بعدما كان مولودية الجزائر يريده خلال الميركاتو الشتوي المتقضي. مهاجم إتحاد العاصمة زكرياء بن شاعة يعيش نفس الحالة، وهو الذي تنقل خلال الميركاتو الشتوي المنصرم إلى نادي الصفاقسي التونسي على سبيل الإعارة لمدة 5 أشهر مع أحقية شراء العقد في حال ما إذا تمكن ابن مدينة الباهية من التأقلم وفرض نفسه مع النادي الأسود والأبيض، وهو الأمر الذي بات يهدد أول تجربة احترافية لهداف الفريق العاصمي الذي قد يجد نفسه مضطرا للعودة إلى البطولة الوطنية بداية من الموسم الجديد، خصوصا أن الأندية التونسية كغيرها من فرق العالم تضررت من فيروس كورونا. لاعب آخر يعيش وضعية أصعب يتعلق الأمر بالظهير الأيسر نوفل خاسف الذي عاش وضعية صعبة مع بداية الموسم الكروي (2019 – 2020) لما رفضت إدارة نصر حسين داي منحه أوراقه للاحتراف بنادي رين الفرنسي وهو ما جعله يقاطع التدريبات وعاد إليها بصعوبة بعد تنصيب المدرب عجالي، ليتنقل إلى الاحتراف في الميركاتو الصيفي ويحقق أمنيته من بوابة نادي بوردو الفرنسي الذي لم تتح له الفرصة لتقمص ألوان فريقه الأول، كون المديرية الفنية قررت وضعه تحت التجربة مع الفريق الرديف الذي لعب معه مباريات رسمية، لكنه لم تتح له الفرصة بعد لحمل قميص الفريق الأول مثل ما حدث مع الدوليان الجزائريان الآخران عيسى بودشيشة وجليل مديوب اللذان تم ترقيتهما في ظرف أربعة أشهر، وهو الأمر الذي قد يجعل فريق الجنوب الغربي لفرنسا يقرر عدم تفعيل قرار شراء عقد خاسف وبدوره سيكون مضطرا لإيجاد فريق جديد أو العودة إلى البطولة الجزائرية ما قد يساهم في تراجع مستواه وقد يحطم مستقبله الكروي بما أنه قضى موسما شبه أبيض لحد الآن. الوضعية ذاتها يعيشها مدلل أنصار مولودية الجزائر وقائدها الأسبق سفيان بن دبكة الذي تنقل للاحتراف خلال الميركاتو الشتوي المنصرم بعقد لمدة 5 أشهر قابلة للتجديد مع فريق الفتح السعودي، وهو ما قد يضطر صاحب ال 27 ربيعا للعودة إلى الجزائر مبكرا بعد نهاية تجربته الاحترافية التي قد تكون قصيرة، خصوصا أنه انتظرها طويلا وجانبها في العديد من المواسم بعدما كانت لديه عدة اتصالات كل نهاية موسم من فرق برتغالية تونسية وخليجية. حال بن دبكة ينطبق على متوسط ميدان نادي مالاغا الإسباني محمد بن خماسة الذي قد تتخلى عنه إدارة فريقه كونها تعاني أزمة مادية خانقة منذ تفشي فيروس كورونا في إسبانيا حسب آخر التقارير الصحفية، وهو ما قد يضطر ابن مدينة وهران للعودة مبكرا إلى الجزائر، خصوصا أن هناك الكثير من الأندية التي ستتنافس على خدماته. بالمقابل، فإن هناك عددا كبيرا من اللاعبين قد يجد نفسه مضطرا للبقاء موسما إضافيا في الجزائر وعدم الاحتراف بسبب الوضعية المالية التي تعيشها الكثير من الفرق عبر العالم حاليا بسبب فيروس كورونا، يتقدمهم مهاجم إتحاد بلعباس بلحوسيني الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الانتقال إلى نادي السد القطري خلال الميركاتو الشتوي لولا وصول ورقة تسريحه الدولية متأخرة ببضعة دقائق، كما قد يعيش كل من لاعبي بارادو (الموالي، زرقان، بوزوخ، بن عياد، بوقرة، ريجيمي)، وهداف إتحاد العاصمة محيوص والموهبة الصاعدة لأولمبي الشلف بن قرينة ومدافع مولودية وهران مصمودي و»دينامو» شباب بلوزداد سعيود نفس الوضعية وهم المرشحون بقوة للاحتراف هذه الصائفة.