تداولت مواقع التواصل الإجتماعي، مؤخرا، إشاعات حول علاقة الصوم بوباء كوفيد-19، وإمكانية أن يكون لهذا الأخير تأثير سلبي على الصوم خلال شهر رمضان المبارك، الذي تفصلنا عنه قرابة عشرة أيام، بل الأدهى من ذلك ذهب بعضهم إلى اعتبار عدم جواز الصوم، فيما نفى علماء الفقه علاقة الصوم بالفيروس، علاوة على انعدام آية في القرآن الكريم تجيز صراحة عدم الصوم أثناء الوباء. أبرز الدكتور محمد ملهاق، بيولوجي باحث في علم الفيروسات والسرطان وأستاذ الجراثيم أهمية الصوم، كونه ينشط عمل الجهاز المناعي ويمنح الجسم قدرة على استعادة الخلايا التالفة، ويقلل الأنزيم المرتبط بالشيخوخة، كما أنه تطهير للروح والجسد، مشيرا إلى وجود أكثر من 800 بحث ودراسة لعلماء غير مسلمين، تتحدث عن فوائد الصوم الصحية. وأوضح ملهاق، أن من يصوم لا يفقد الوزن فقط، بل يحمي نفسه من عديد الأمراض، وذلك بدعم وتعزيز جهاز المناعة وتخليص الجسم من السموم، مستدلا بدراسة أجراها عالم الأعصاب والشيخوخة الأميركي مارك ماتسون، أظهرت أن الصوم ينشط عمل الجهاز المناعي ويعزز قدرة الجسم على تجنب الأمراض. كما أن بعض التجارب التي أجريت على الحيوانات، أظهرت أن النظام الغذائي المصاحب للصوم، يخفض نسبة الكوليسترول واحتمالات الإصابة بالزهايمر، ويؤدي في النهاية لرفع مستوى الطاقة ومتوسط العمر المتوقع. بالإضافة إلى تخفيض الإصابة بالالتهاب، حيث أن تجارب أجريت على الفئران سنة 2014 بعد إخضاعها للصوم، أظهرت أنها استفادت بانخفاض الإصابة بالتهابات الأنسجة، والانخفاض في سكر الدم أيضا، كما يساهم الصوم في تجديد الخلايا الجذعية والمناعية التالفة. وتحدث الباحث عن دراسة جديدة أجرتها جامعة جنوب كاليفورنيا الأمريكية. كشفت أنّ الصيام مدة ثلاثة أيام يساعد على تجديد الخلايا المناعية والجذعية التالفة، خاصةً تلك التي أتلفت نتيجة للعلاج الكيميائي. فهذا التجديد يحفز الخلايا الجذعية على مستوى النخاع العظمي في الجسم على ؤنتاج نوع جديد من خلايا الدم من كريات الدم البيضاء المختلفة، كالخلايا متعددة النوى والخلايا اللمفاوية البدائية والخلايا اللمفاوية التالية. ولا يقتصر دور الصيام على هذا فقط، بل يساعد على التخلص من السكريات والدهون الزائدة في الجسم وخاصة الجور الحرة، والسموم المتراكمة في الجسم، بحسب دراسات عدة، ومقاومة الأورام السرطانية. فالصيام فترة طويلة يحمل الجسم على استهلاك مخزونه من سكر ودهون، لكنه يفتت قسما كبيرا من كريات الدم البيضاء أيضا. مبرزا أنه خلال كل دورة من الصيام، يستحث هذا الاستنزاف لكريات الدم البيضاء تغييرات تحفز الخلايا الجذعية على إنتاج بدائل جديدة تعوض عنها، وبذلك تجديد جهاز المناعة، ويساهم أيضا في تدني نسبة سرطان الغدد اللمفاوية وإطالة عمر الخلايا وحمايتها. بالمقابل، أشار الدكتور ملهاق إلى أن العلاج بالصوم مرخص به في عديد الدول، على رأسها ألمانيا التي بها 10 مستشفيات تعالج مرضاها بالصوم.