كشفت دراسة جديدة أشرف عليها باحثون من جامعة ساوثرن كاليفورنيا الأمريكية، أن الصيام لساعات طويلة لمدة يومين أو أكثر يساهم في تعزيز وتقوية جهاز المناعة، وتنشيط الخلايا الجذعية بالجسم لتكوين خلايا مناعية جديدة، وكما يحد من مستويات بعض الأنزيمات والهرمونات الضارة، الأمر الذي ينجم عنه الحد من فرص تطور الأورام وتقليل خطر السرطان والحد من أعراض الشيخوخة، وذلك حسبما أظهرت الدراسات التي أجريت على الإنسان والفئران معاً. وتابعت الدراسة أن الصيام يحفز الجهاز المناعى لجسم الإنسان على استبدال الخلايا التالفة والمصابة بالشيخوخة بأخرى جديدة، لافتة أن الجسم عندما يدخل فى مرحلة الجوع الشديد بسبب الصيام يلجأ إلى توفير الطاقة عن طريق العديد من الوسائل، ومنها التخلص من الخلايا المناعية التي لا يحتاجها، وخاصة الخلايا التالفة والمعيبة. وكشف الباحثون أن الصيام لمدة يومين إلى 4 أيام كل 6 شهور يجبر الجسم على الدخول في وضع »الإنقاذ«، حيث يستهلك الدهون والسكريات والأجسام الكيتونية المختزنة بالجسم، ويكسر الخلايا المصابة بالشيخوخة والتي تستهلك قدراً زائداً من الطاقة، وكما يرسل إشارات إلى الخلايا الجذعية كى تتمايز وتتطور إلى أنواع جديدة من الخلايا المناعية، وتعيد بناء الجهاز المناعى مرة أخرى. وكما كشفت النتائج أن مرضى السرطان يفقدون قدراً أقل من كريات الدم البيضاء حال صومهم لمدة 72 ساعة قبل الحصول على العلاج الكيماوى، وكما يساهم الصيام في الحد من الأعراض المرضية وتقليل فرص الوفاة وذلك بالنسبة للفئران حال حصولهم على تلك الأدوية، وكما ساهم فى تعزيز المناعة لدى الفئران المصابة بالشيخوخة. تابعت النتائج أن الصوم لساعات طويلة يحد من مستويات أنزيم »PKA«، وهو ما يساهم في تمديد حياة أعضاء الجسم وتنشيط الخلايا الجذعية، وكما يساهم في الحد من مستويات هرمون »IGF-1«، والمرتبط بالشيخوخة وتحفيز نمو الأورام ورفع فرص السرطان. وأضاف الباحثون أنه بإمكاننا الاستفادة من الصوم في تقليل الآثار الضارة التي تصيب الجهاز المناعي لمرضى السرطان عقب الحصول على العلاج الكيماوي.