تعيش معظم الأندية الجزائرية على وقع المشاكل المالية رغم دخول عهد الاحتراف عامه الثاني إلا أنه لا شيء تغير فلا العقلية تغيرت ولا طريقة التسيير تغيرت بل العكس الأمور تسير من سيء إلى أسوأ وذلك لعدم قدرة هذه الأندية على مواكبة عهد الاحتراف والاستجابة لمتطلباته ومن هذه الأندية نجد عميد الأندية الجزائرية مولودية الجزائر. دخول الاحتراف بالبحث عن مستثمرين مع ترسيم دخول أندية النخبة عالم الاحتراف بدأ المسؤولون عن هذه الأندية في البحث عن مستثمرين للاستثمار في الفرق بعد تحولها إلى شركات وهذا كان حال فريق مولودية الجزائر الذي لم يكن يسمع بشيء اسمه مشاكل مالية في فترة التسعينات لتواجده تحت وصاية شركة سوناطراك التي لم تبخل على الفريق بأي شيء، لكن هذا لم ينعكس على نتائج الفريق إلا مع قدوم جيل صايفي الذي تمكن من الحصول على البطولة الوطنية بعد صراع محموم مع فريق شبيبة القبائل سنة 1999، لكن الأمر تغير بعد ذلك لأنه مع مطلع سنة 2000 تم تأسيس جمعية “المولودية” والتي طالبت باستعادة شعار مولودية الجزائر بعد اختلاف في وجهات النظر بين جمعية “ المولودية” وشركة سوناطراك ووصل الأمر إلى حد المطالبة من طرف الجمعية بتخليص الفريق من قبضة سوناطراك، فتم سنة 2001 توقيع بروتوكول اتفاق بين مسؤولي سوناطراك وجمعية »آل المولودية) تم بموجبه تخلي شركة سوناطراك عن مولودية الجزائر وفرع كرة القدم. العميد تائه بين عدة ملفات إن بيت العميد أصبح شبيها ببيت الأشباح الذي كان ولايزال يعيش على وقع السوسبانس، حيث كان يتكهن البعض أن الحل في زوال المشاكل التي تلاحق الفريق تكمن في الانفصال عن شركة سوناطراك وانهاء تبعيته لها إلا أنه وبعد مرور كل هذه الفترة الزمنية على تجسيد هذه الفكرة على أرض الواقع بقيت دار لقمان على حالها بل بالعكس ظهرت بعض الأطراف التي ترغب في الاستفادة من الوضع الراهن من خلال ايهام الرأي العام أن الحل يكمن عنده . ظهر ما كان يسمى مسلسل بيليكانو وهو مستثمر ايطالي اسمه الكامل فرانشيسكو بيليكانو جلبه أحد أعضاء مجلس الادارة لشراء اسهم الفريق ويتعلق الأمر بسيدي علي عوف وبعد مد وجزر طلب بيلكانو بعد حضوره إلى الجزائر واجتماعه وأعضاء مجلس الإدارة ضرورة معرفة الديون الحقيقية للفريق وذلك من خلال الحصول على الحصيلة المالية للسنتين الماضيتين اضافة إلى هذا أكد أنه سيعين سيدي علي عوف رئيسا مديرا عاما للادارة بعد ترسيم الاتفاق، لكن وبعد تجهيز الحصيلة المالية للفريق تنقل منسق فرع كرة القدم عمر غريب رفقة كمال عبد الوهاب مدير إدارة النادي إلى مقر الشركة الايطالية في الجزائر لتسليمهم الحصيلة المالية مع العلم أن بيليكانو كان قد طلب منهم إرسال الحصيلة المالية عن طريق البريد الالكتروني، لكن غريب رفقة عبد الوهاب أرادا تسليم الحصيلة المالية مباشرة في مقر الشركة الايطالية وبعد تنقلهم إلى مدينة فوكة أين يقع مقر الشركة الايطالية سألوا عن العنوان الموجود في الأوراق المرسلة إليهم، لكن المفاجأة كانت كبيرة عندما لم يجدوا أي أحد يعرف هذا العنوان . “ لونڤار مهتم بالفريق “ وما ان انتهى ما كان يعرف بمسلسل بيليكانو حتى ظهر مستثمر آخر يريد شراء غالبية أسهم الفريق ويتعلق الأمر برجل الأعمال الجزائري المغترب ايدير لونغار إبن عم كمال لونغار عضو مجلس ادارة الفريق، وقد وعد ايدير لونغار انصار الفريق خلال مؤتمر صحفي عقده بالجزائر بإعادة المولودية إلى الواجهة الافريقية من استقدام أحسن اللاعبين اضافة إلى بناء مركب رياضي خاص بالمولودية يحتوي على مركز تكوين وكان لونغار قد طلب الحصول على الحصيلة المالية للفريق في سنة 2011 ويبدو لونغار أكثر جدية من سابقه، خصوصا اذا علمنا أن ديون العميد تجاوزت 40 مليار وهو رقم مخيف، حيث يرى الجميع بما فيهم معريف أن لونغار هو في الواقع فرصة لا تعوض لانقاذ عميد الأندية الجزائرية. بالمقابل يبقى اهتمام المستثمرين الأجانب بكرة القدم الجزائرية مؤشرا ايجابيا على أن الاحتراف الذي انطلقت به بطولتنا قد يعرف قفزة نوعية من حيث التمويل والتسيير والمناجمت لاسيما وأن كل الفرق الجزائرية تعاني الأمرين بسبب قلة الموارد المالية، لكن يبقى الغموض قائم حول النوايا الحقيقية لهؤلاء المستثمرين .