كغيره من الفرق المحترفة الناشطة في البطولة الاحترافية الأولى ببلادنا، فإن فريق وفاق سطيف متصدر ريادة ترتيب البطولة المذكورة، يعاني من أزمة مالية أصبحت في الحقيقة هاجسه الأول وهي الأزمة التي دفعت إدارة الفريق المحترف المنضوي تحت الشركة التجارية ذات الأسهم بلاك ألغلز (النسر الأسود) تعمل في كل الاتجاهات ودون هوادة لتوفير الأموال اللازمة لمجابهة متطلبات الفريق المتنوعة وتغطية نفقاتها. وتنوي إدارة الرئيس عبد الحكيم سرار الاستثمار بكثافة في إطار الشركة المذكورة وتعول عليها في تحقيق التوازنات المالية المنشودة من خلال الاستثمار في عدة محاولات ومنها الترقية العقارية، غير أن البداية بدون شك ستكون مشروع فندق فرنسا التابع للنادي وكذا مركز التكوين، حيث أن مصاريف إعادة تأهيل الفندق ذي ال 3 نجوم تقدر ب 25 مليار دولار سنتيم وينتظر أن يحقق ربحية كبيرة بعد الانتهاء من الأشغال بعد 30 شهرا، حيث سيساهم بقوة في توفير مداخيل للفريق، وبخصوص مركز التكوين الذي يكلف 40 مليار سنتيم، فقد ساهمت فيه الدولة ب 32 مليار سنتيم، مع العلم أن الفريق وعلى غرار باقي الأندية يستفيد من دعم الدولة الذي حدد بمبلغ 10 ملايير سنتيم لكل فريق محترف وبما أن كرة القدم الحديثة أصبحت استثمارا وأموالا بالدرجة الأولى، فإن أموالا طائلة تستهلكها الأندية ومنها وفاق سطيف في انتداب اللاعبين والتعاقد مع أحسن المدربين دون الحديث عن المصاريف الأخرى كالتنقلات وغيرها. ولعل الوضعية المالية الصعبة للنادي في بداية الموسم الحالي هي التي جعلت إدارته لا تضع لقب البطولة الاحترافية هدفا أساسيا والاكتفاء بالتالي بمراتب مقبولة، غير أن الأمور سارت في اتجاه تحقيق الفوز بلقب البطولة لحد الآن، يضع كل كاهل إدارة سرار مسؤولية كبيرة للعمل في هذا الإتجاه تحقيقا لرغبة الأنصار، ولقد قدرت إدارة النادي قبل 10 جولات من انتهاء البطولة، الحصول على 10 ملايير سنتيم يخصص جزء هام منها لتسوية مستحقات مختلف اللاعبين الذين يعانون من تأخر استلامها بدرجات متفاوتة. ولمواجهة الوضعية المالية المعقدة، سعت إدارة النادي ممثلة في رئيس مجلس إدارتها عبد الحكيم سرار في كل الاتجاهات للحصول على التمويل اللازم، حيث قام بجولة إلى العاصمة أين التقى خلالها مسؤولي وزارة الشباب والرياضة وبعض الممولين وعلى رأسهم شركة »أوراسكوم تيلكوم الجزائر (جيزي)« والتي جلب منها تسبيقا بصك يقدر ب 5،1 مليار سنتيم، كما عمل على البحث عن عقود “سبونسور” من شركة مختصة في النقل الجامعي، وكذا مجموعة أخرى وهذا لغرض الاستفادة من مبلغ لا يقل عن 500 مليون سنتيم من كل شركة، كما استفاد النادي منذ أيام قليلة في إطار عقد سبونسور مع شركة مختصة في الألبان بالمسيلة من صك لا يقل عن 2 مليار سنتيم. للإشارة، إن اجتماعا ضم سلطات بلدية سطيف وحضره المسؤول الأول للولاية وضم مجموعة من المقاولين قد عقد منذ بضعة أسابيع لحث هؤلاء المقاولين على مساعدة الفريق ماليا، وهذا بعدما أدت السلطات العمومية واجبها في تقديم المساعدة المالية للفريق، غير أن المبادرة يبدو أنها لم تعط النتائج المرجوة منها بتنصيل البعض من المقاولين من التزاماتهم، مع العلم أنه في أوقات الذروة للأزمة يلجأ المسيرون لاستعمال صكوك من حساباتهم الشخصية لتغطية مصاريف مستعجلة. ولقد تسببت الوضعية المالية المعقدة للنادي في العديد من المشاكل التي كانت تطفو على السطح بين رئيس شركة الفريق المحترف سرار ورئيس الفريق الهاوي حسان حمار على الأقل اعلاميا، غير أنه سرعان ما تعود المياه إلى مجاريها، وتبقى المنطقة السوداء هي مخلفات الحقوق المالية للاعبين مثل زعبوب، كوامي، جابو، حشود وبن موسى وغيرهم الذين يتعين على الادارة تسويتها قبل نهاية الموسم لضمان بقاء حملهم ألوان الفريق.