حسم وزير الصحة عبد الرحمان بن بوزيد في الجدل المثار حول إمكانية تحديد جدول زمني لنهاية فيروس كورونا مثلما تروجه أوساط، فاتحة المجال لمضاربة كلامية ومزايدات. بلغة المختص العارف بالوضعية الوبائية، عاد بن بوزيد من تندوف إلى وضع النقاط على الأحرف، مؤكدا على واجب الاستماع إلى أهل الاختصاص والتزام تعليماتهم وتوجيهاتهم لمكافحة «كوفيد-19»، تتصدرها التدابير الإحترازية من حجر صحي وعزل منزلي وتباعد اجتماعي. ببساطته المعهودة وبُعد نظر وتبصر، بعث الوزير برسالة أمل من أبعد نقطة في الجنوب الغربي الجزائري، بأن الوضع متحكم فيه ولا داعي للقلق، واضعا حدا لحملات تهويل يقودها تجار الأزمة بلا توقف عبر شبكات التواصل الاجتماعي. لكنه في ذات الوقت، شدد على الالتزام بالتدابير الإحترازية وعدم الاستخفاف بالوباء، للإبقاء على الوضعية تحت السيطرة وتأمين البلاد من شر فيروس قد يعود للانتشار بأكثر شراسة في حال القفز على الإجراءات الوقائية. إنها رسالة غير مشفرة إلى المواطنين في مختلف المواقع والجهات مفادها، الاستجابة الحتمية إلى توجيهات العارفين بخبايا الفيروس، المشددين على الحيطة والحذر وعدم أخذ إجراءات تخفيف الحجر باستخفاف والتعامل معها وكأنّ الفيروس قد تلاشى ولم يعد له وجود. يظهر هذا السلوك السلبي، الذي يحمل خطرا على حياة المواطن والسلامة الصحية، في حشود الناس واكتظاظهم أمام محلات بيع حلويات رمضان وكأنّ شيئا لم يكن. اتخذت السلطات العمومية كل التدابير في سبيل مكافحة فيروس كورونا المستجد، واضعة آليات الوقاية والتأهب واستمرت في حملات التعبئة والتحسيس بغرض إدماج المواطن في المعركة المصيرية، باعتباره الرهان الذي يتوقف عليه نجاح العملية. جندت إمكانات مادية وبشرية للتكفل بالمصابين وتوفير احتياجات الأطقم الطبية وشبه الطبية والساكنة، من كمامات واقية من أجل منع تفشي الوباء، مسجلة نتائج مرضية. بعد كل هذا، جاءت تدابير مكملة للتخفيف من الحجر الصحي وتوسيع الأنشطة الاقتصادية والتجارية مواجهة لتداعيات كورونا، لكن هذا يحتم على المواطنين مضاعفة جهودهم تجاه التحلي باليقظة والانضباط وتحمّل المسؤولية بالالتزام أكثر بتدابير الوقاية وعدم السير عكس التيار، حتى لا تفتح فجوة أخرى يتسلل منها فيروس كورونا المستجد ثانية ويتفشى في بيئة وبائية مناسبة. كما أن تمديد فترة الحجر الصحي لمدة 15 يوما آخر، يفرض التحلي بالوعي أكثر والاقتناع بضرورة الالتزام بالتدابير الإحترازية، باعتبارها مخرج النجاة وأمل الانفراج الكلي لاستئناف الحياة ما بعد كورونا.