تشكل عدوى الالتهاب الرئوي تحديا كبيرا للصحة العمومية وخطرا حقيقيا على حياة الأطفال في الجزائر وفي جميع أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط، حيث يتسبّب هذا المرض بما معدله 19٪ من مجموع وفيات الأطفال دون سن 5 سنوات بالجزائر، ما يستدعي اتخاذ تدابير لوضع حد له. هو نفس الأمر الذي أكدته منظمة الصحة العالمية، حيث تؤكد إحصائياتها ودراساتها أن الالتهابات الرئوية هي السبب الرئيسي للوفيات، حيث تتسبب كل عام في وفاة 12 مليون كونها معقدة وتتوافق مع الأمراض، وتسبب كل من البكتيريا العقدية الرئوية والعدوى الغازية مثل تجرثم الدم والتهاب السحايا والالتهاب الرئوي، والتهاب الأذن الوسطى ، مشيرة إلى أنه يمكن الوقاية منها باللقاحات بين الرضع والأطفال دون 5 سنوات في جميع أنحاء العالم. وحسب المختصين يمكن تجاوز عدوى هذا الداء المنسي بالحرص على إتباع برامج التطعيم الروتيني ضد الالتهاب الرئوي والتحصين باللقاحات سيما المزدوجة، إلى جانب الوقاية الفعالة المستمرة، وخاصة قبل سن 5 سنوات وبعد ذلك، لأن الرعاية الطبية المناسبة والحصول على الرعاية هي المفتاح لمعالجة الالتهابات الرئوية. وتظهر أهمية التأكيد على دور اللقاحات للمساعدة على منع انتشار الأمراض الرئوية وسط الأطفال حتى سن الخامسة بالنظر لما توفره اللقاحات من تغطية واسعة، كونها تعد عنصرا أساسيا في المعركة ضد مرض الالتهاب الرئوي، وهذا يعني توفير فرصة كبيرة للعلاج بأقل تكلفة لبرامج التطعيم الروتيني، سيما و أنها تقدم ضد معظم انتشار البكتيريا من سلالات، مثل 1، 5، 3، 6أ، 6ب، 14، 18ج، 23ف و 19أ، المسؤولة عن ظهور المرض. وعلى الرغم من توفر العلاج، إلا أنه يجب إعادة النظر في مكافحة هذا المرض، وزيادة الاستثمار في مقاومة المضادات الحيوية عبر التركيز على الوقاية باعتبارها الهدف الرئيسي، ما من شأنه التخفيف من الأعباء المالية المرتبطة بمرض الإلتهاب الرئوي. ومن هنا يؤكد المختصون على أهمية الوقاية من مرض الالتهاب الرئوي لدى الأطفال رغم أنه يصيب البالغين، لكن هذه الفئة الحساسة تستدعي من الآباء وأفراد الأسرة وضع الوقاية أولوية أعلى لأنهم المسؤولين الأوائل عن حماية مواطني المستقبل والأكثر ضعفا، دون إهمال الجانب العلاجي الذي تتولاه مخابر صنع الأدوية بتوفير مختلف اللقاحات والمنتجات الصيدلانية.