يعتبر التهاب الصدر، وهو أحد أمراض المكورات الرئوية، السبب الأول لوفيات الأطفال في العالم. وفي الجزائر، يبقى عدد الإصابات مجهولا رغم أنها تقدر بالآلاف، حسبما أقره المختصون، والسبب راجع لصعوبة تشخيص الجراثيم المسبّبة للإصابة، وهو ما يطرح وجوب إدراج اللقاح المضاد لأمراض المكورات الرئوية ضمن قائمة اللقاحات التي تشملها رزنامة اللقاحات الوطنية. ناقش المشاركون ضمن فعاليات المؤتمر الإقليمي الثاني للأمراض الرئوية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، المنعقد مؤخرا بعاصمة الإمارات العربية المتحدةدبي من قبل مخابر فايزر، إشكالية أهمية التكفل بأمراض المكورات الرئوية التي تتسبّب في وفاة آلاف الأطفال ما دون سن الخامسة. وقد اعتبر التغير المناخي دافعا للإصابة بهذه الأمراض، كما اعتبر السن أحد أهم العوامل التي من شأنها أن تساهم في ارتفاع معدلات الإصابة، علما أن الأطفال الرضع دون سن الثانية أكثر تعرضا للإصابة من غيرهم، والسبب يعود لعدم اكتمال جهاز المناعة عندهم، وكذا نتيجة عدم اكتساب أجسامهم للمضادات الكافية لمقاومة المرض، والأمر نفسه ينطبق على المسنين الذين تجاوزت أعمارهم ال65 سنة لضعف جهاز المناعة عندهم، وكذا تدني نسبة المضادات الحيوية التي اكتسبوها من قبل. وتعتبر المكورات الرئوية السبب الرئيسي في الإصابة بداء التهاب السحايا، والتهاب الأذن الوسطى التي تعتبر أكثر الأمراض شيوعا بين الأطفال، بإصابة أكثر من 30 مليون طفل بالعالم سنويا بهذا الداء. وعن عدوى هذه الأمراض، أكدت الدكتورة نوال الكعبي، استشارية طب الأطفال من الإمارات العربية المتحدة، أن غزو البكتيريا لغشاء الجهاز التنفسي يسبق دوما المرض الذي يمكن انتقاله عن طريق رذاذ الهواء. لتقر، من جهتها البروفيسور كاترين وال أوليفر، أستاذة طب الأطفال بجامعة باريس، أهمية التلقيح ضد هذه الأمراض، مشيرة إلى أن نظام التلقيح الذي اعتمدته فرنسا منذ سنوات ساهم في التقليل من نسبة الوفيات عند الأطفال، لتنصح باعتماده عبر مختلف الدول لأنه يسهل التخلص من البكتيريا وكذا التقليل من تناول المضادات الحيوية، لأن الإكثار منها يقلّل بنسبة كبيرة من فعاليتها. وعليه، تبقى الوقاية من هذه الأمراض ممثلة في اللقاحات التي أكدت منظمة الصحة العالمية أنها الوسيلة الأنجع لمكافحة انتشار السلالات المقاومة للأمراض الرئوية.