لا يعني أبدا الدخول في المرحلة الثانية من الرفع التدريجي للحجر العودة إلى الحياة الطبيعية، فكل واحد وضع برنامجه لتعويض ما يزيد عن شهرين من البقاء في البيت، وعلينا ان نعي اننا مقبلون على خطوة مهمة وحساسة وفاصلة بين ارتفاع في عدد الإصابات اواستقرارها وانخفاضها، ولا يمكن ان نكون ممن لا يستخلصون دروس الحياة التي تعلمناها في مدرسة معلمها فيروس خفي يدعى جائحة كورونا. ولا يمكن لتلك الجائحة ان تحمل حقائبها وترحل كما يصورها البعض على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، لأنها وباء استوطن عندنا كما في دول أخرى ولن يكون خروجه أو اختفاءه بتلك السهولة والبساطة التي يصورها البعض. لذلك كان لابد من فهم العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية على انها ضرورة اقتصادية واجتماعية لأن أثارها على هذين المجالين واضحة، فكان الرفع التدرجي للحجر الصحي انسب حل يرضي جميع الأطراف خاصة إذا علمنا انه بدون التزام تام بالإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية لن يبلغ النتائج المرجوة من فرضه، وعليه كان لزاما اخراج المواطن من ضغط كبير عاشه لمدة طويلة كان تخليه عن الحذر واليقظة احد المظاهر الجلية لامتعاضه وحالة القلق المسيطر عليه في هذه الفترة، ولعل ما رأيناه من انزال بشري على مختلف الشواطئ أيام عيد الفطر أصدق صورة معبرة عن الضغط الذي عاشه المواطن طوال فترة الحجر الصحي. ولأننا في سفينة واحدة ستكون المصلحة العامة غايتنا جميعا على اختلاف مشاربنا واتجاهاتنا الأيديولوجية وسيكون غرقها سببا في غرقنا جميعا، لذلك لابد من أن يكون كل واحد منا شرطيا على نفسه فلا يتركها تستهين أو تتغافل عن إجراءات الحماية والوقاية، لأن الوباء حتى وان سجل انخفاضا في عدد الإصابات بالعدوى، ولن يحتاج ارتفاعها من جديد الى جهد كبير فغباء واحد فقط سيتسبب في خروج الوباء عن السيطرة وهذا بالضبط المسمار الذي سيثقب السفينة ويتسبب في غرقها وهلاك كل من عليها من مسافرين. ان المصلحة العامة تفرض على كل واحد التزام الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية ومن اهمها ارتداء القناع الواقي، غسل اليدين بصفة دائمة وتعقيمهما بالسائل الهيدروكحولي وطبعا احترام مسافة الأمان الصحي والتباعد الاجتماعي ما يعني الابتعاد عن التجمعات والاكتظاظ وكل الأماكن التي تعرف ازدحاما.