اكتشفت «الشعب» الكثير من الخلفيات التي طبعت الملصقات الحزبية تحسبا لتشريعيات 2012، فبين تنوع الألوان واللباس والشعارات لاستمالة الناخبين، تحمل الدعاية الانتخابية العديد من الدلالات السميولوجية والإيديولوجية والذهنيات التي تحكم التشكيلات السياسية. وركزت «الشعب» في استطلاعها على بعض بلديات العاصمة كباب الزوار والجزائر الوسطى والأبيار التي مازال نصف اللوحات الإشهارية فارغة والبعض طالته أيادي التخريب، وحتى وان روج البعض لبرودة الحملة إلا أن المترشحين لا يفكرون إلا في الفوز وهو ما يؤكد التنافس المحموم للظفر بأصوات المواطنين. وبالإضافة إلى إبراز اسم الحزب لم يتأخر المترشحون في اختيار اللباس المناسب والأنيق للظهور في أحسن حلة كما يظهر بان المترشحات قد تعبن كثيرا من اختيار الحلاقة والهندام اللازم للتميز واستقطاب أنظار الوعاء الانتخابي المشتت بين كثرة القوائم والمترشحين. وفي ظل خصوصيات المنتخبين يبقى كل واحد متشبثا بصنع المفاجأة التي لم تخل منها الكثير من الانتخابات وخاصة التشريعية منها. الحركة الشعبية الجزائرية تتبنى شعار ''الجزائر ربيعنا'' ركزت الحركة في ملصقاتها الدعائية على صورة رئيسها عمارة بن يونس للدعاية إلى التشريعيات دون إظهار صورة باقي المترشحين في صورة تؤكد القبضة الحديدية للرجل على الحزب ورغبته في فرض الصرامة والانضباط. ويعكس الشعار الذي يرافق صورته «الجزائر ربيعنا» التوجه الجديد للحركة من خلال الميل للتيار الوطني والتحسيس بالمؤامرات والمخاطر التي تحدق بالبلاد وكأنه يوجه رسالة لكل من ينتمي للحركة بضرورة تقديم مصلحة الوطن على مصلحته الشخصية. وبدا بن يونس مبتسما في الصورة لإظهار الأمل والرغبة في النجاح والتأهب لتقبل نتائج الانتخابات بصدر رحب وفقا للتوجه الذي يتبناه وهو المساهمة في الحفاظ على مكاسب الجزائر خاصة منذ إقرار التعددية بعيدا عن الأنانية الحزبية. جبهة المستقبل تلعب على الأحمر والأخضر اختارت «جبهة المستقبل» اللونين الأحمر والأخضر للتأثير على المنتخبين حيث تعكس الملصقات الدعائية لقائمة العاصمة خطة الجبهة لضمان مكانة في قبة قصر زيغود يوسف، وبقدر ما تعتبر الألوان رمزا للعلم الوطني إلا أن استهداف جمهور مولودية العاصمة وارد في ظل شعبيتها وتوغلها في أعماق المجتمع. وضمت الملصقة الدكتور عبد الحميد عباد الوزير «الأفلاني» السابق للتكوين المهني ومتصدر القائمة حيث فضل رئيس الحركة عبد العزيز بلعيد زميله المعروف في العاصمة والذي يملك شعبية كبيرة خاصة في الحراش وما جاورها بحكم العلاقات الحميمية التي تربطه بأنصار«الصفراء» وهو ما قد يرفع حظوظه لافتكاك مكانة في البرلمان المقبل. وبعث عباد برسالة خاصة من خلال اختيار صورة له بمكتبه الخاص تعكس مكانته الاجتماعية وشهادة الدكتوراه المتحصل عليها. التضامن والتنمية يستثمر في ''ألوان بريد الجزائر'' تقوم متصدرة قائمة الحزب الوطني للتضامن والتنمية في الجزائر العاصمة زروقي هدى اطار ببريد الجزائر بحملة انتخابية قوية من خلال الملصقات الكثيرة التي علقتها في مختلف شوارع العاصمة مع المترشحين الآخرين من حزبها وأخرى تحمل صورتها لوحدها. وتحمل القائمة ألوانا مختلطة يغلب عليها اللون الأصفر وهو غير بعيد عن ألوان بريد الجزائر. وسجلت «الشعب» تجاوزات فيما يخص هذا الحزب من خلال إلصاق القوائم في العديد من الأماكن خارج لوحات الإشهار الانتخابي، واعتمد الحزب على شعار «بالتضامن نعيد الأمل» في سياق الترويج لاسم الحزب. الجبهة الوطنية للأحرار من أجل الجزائر ''لم تتأثر بالمال السياسي'' لم تتأثر الجبهة الوطنية للأحرار من أجل الجزائر بالحملة الشرسة ضد المال السياسي واختارت منصر لخضر مديرا تجاريا كرئيس لقائمة العاصمة مع اعتماد اللون الأخضر لجذب الأنظار. ''الأرندي'' و''حركة الوفاق الوطني'' بالأزرق تقاطع التجمع الوطني الديمقراطي وحركة الوفاق الوطني في استعمال اللون الأزرق كخلفية لملصقة تشريعيات 2012 وهو الاستثناء بالمقارنة مع مختلف الأحزاب. ويشير اللون الأزرق في السميولوجية إلى القوة والتفوق وهو الذي اتخذته القوى العظمى في علمها على غرار بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية وحتى الأممالمتحدة كما يجلب كل محبي المثالية بين السماء والبحر. ووقع الاختيار في قائمة الوفاق الوطني على بار يزيد للدفاع عن قائمة الحركة ومزاحمة التشكيلات السياسية الأخرى، أما شهاب صديق فقد اختار أن يكون في وسط السحاب ويعلو زملاءه في قائمة تضم امرأتين ضمن الخمس الأوائل في صورة تؤكد عزمه على تطبيق الاصلاحات وتجسيدها والرهان على المرأة للحفاظ على مقاعد العاصمة ولِمَ لا تعزيزها بمقاعد أخرى. كما وضع شعار «لنعمل جميعا على تعزيز التماسك الوطني وبناء مستقبل زاهر» في سياق الدعاية لخطابه الذي يدعو لتقديس الوطن ولو على مصلحة الحزب. ''حركة الانفتاح'' تشكو أزمة التمويل اكتفت حركة الانفتاح التي يرأسها عمر بوعشة بملصقات بسيطة خالية من الصور واكتفت بدعوة المواطنين بالتصويت عليها وترك رئيس الحركة بريده الإلكتروني. وقد تكون أزمة تمويل الحملة الانتخابية وراء اكتفاء الحركة بملصقات محتشمة وهناك من يعلق على هذه السلوكات الانتخابية بأنها خطة لإظهار الزعامة وعدم فسح المجال أمام وجوه أخرى للتألق مثلما حدث في انتخابات 2007، حيث صنعت قائمة سطيف الحدث ونجحت محامية في المرور رفقة مترشحين آخرين. جبهة التحرير الوطني ''تبحث عن تجديد العهد'' وضعت جبهة التحرير الوطني شعار«نعم/ يا جبهة التحرير أعطيناك عهدا» وهي خطة من الأمين العام عبد العزيز بلخادم للتأثير عل الوعاء الانتخابي من خلال عدم الانسياق وراء دعوات التمرد على الحزب. وحافظ الحزب على الملصقات التقليدية من خلال منح الفرصة للكل بالظهور مع منح نصيب أكبر لمتصدر القائمة الدكتور محمد العربي ولد خليفة