مواكب و قوافل حزبية تطوف الشوارع والساحات العمومية للعاصمة، تجمعات ومهرجانات بالزرنة والدربوكة والدف أناشيد وطنية بمكبرات الصوت، حافلات مغطاة بالشعارات الإنتخابية وصور المترشحين، ملصقات تغطي الجدران والبنايات وكل شيء يمكن الإلصاق عليه، حتى أعمدة الهاتف والكهرباء وأعمدة الإنارة العمومية، تنسيق مكثف بين المداومات الحزبية بالجزائر العاصمة مع مداومات المقرات الوطنية للأحزاب من أجل إنجاح التجمعات في الجزائر العاصمة. كل حزب يراهن على حشد أكبر عدد من المواطنين في أكبر قاعة من القاعات لتنظيم أنجح تجمع جماهيري، حركة مكثفة في المداومات والمقرات الوطنية نتيجة عودة القيادات الحزبية من رحلتها الطويلة عبر الولايات إلى الجزائر العاصمة، هكذا بدت أجواء الحملة الإنتخابية في الجزائر العاصمة خلال اليوم الأخير من الحملة الإنتخابية. كل الأحزاب ألقت بثقلها في الجزائر العاصمة، فاكتظت الشوارع والساحات العمومية بالمواكب الحزبية التي تحولت إلى ما يشبه المهرجانات المتنقلة في الهواء الطلق، حيث استعملت كل أنواع وسائل النقل في الحملة الإنتخابية، حافلات، سيارات، وحتى الدراجات، شاركت في القوافل الحزبية مغطاة بالشعارات الإنتخابية، وقد تسبب تدفق كل القيادات الحزبية ل 23 حزب مشارك في الحملة الإنتخابية على الجزائر العاصمة إضافة إلى قائمة المترشحين الأحرار وكثرة التجمعات الجماهيرية التي نظمتها الأحزاب خلال يوم واحد في العاصمة في انسداد الطرقات واكتظاظ الشوارع إلى درجة تسبب في تذمر الكثير من المواطنين. وتزامن تنظيم كل هذه التجمعات وسط تعزيزات أمنية مشددة، حيث لوحظ تكثيف فرق الشرطة والأمن الوطني المتنقلة بين الشوارع الرئيسية، ومضاعفة نقاط تفتيش السيارات، ومنع السيارات من التوقف في أمام أماكن تنظيم التجمعات الحزبية، وتشديد الرقابة على القاعات المخصصة لنشطات الأحزاب لضمان سير الحملة الإنتخابية في ظروف آمنة وتجنب أي عمليات إرهابية قد تنفذ على حين غفلة، خاصة وأن الجزائر العاصمة احتضنت أمس أكثر من 30 تجمع حزبي في مختلف المناطق من والقاعات، منها ثلاث تجمعات لحركة مجتمع السلم وتجمع جماهير ضخم للأفلان وتجمع آخر للأرسيدي بقاعة حرشة وتجمع لحركة الوفاق الوطني بقاعة حرشة كذلك ...وغيرها، مناضلوا الأحزاب هم كذلك تدفقوا أفواجا أفواجا على القاعات المتعددة الرياضات وقاعات الحفلات لاسيما مناضلي حركة مجتمع السلم وحزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وحزب العمال، بينما غصت تجمعات الأحزاب المجهرية بالشباب الذي يريد التنفيس عن مكبوتاته عن طريق الزرنة والدف والدربوكة التي تستغلها الأحزاب لجمع حشود من الأنصار المراهقين والشباب. الأحزاب تتناوب على قاعة حرشة ونحن نطوف في شوارع الجزائر العاصمة في جولة قصيرة لمعاينة أجواء الحملة الإنتخابية في يومها الأخير، بدا لنا من الواضح أن الأحزاب استنفذت كل ما بقي لديها من ملصقات ومطبوعات وشعارات، وذهب البعض منها إلى ضرب كل قوانين الحملة الإنتخابية عرض الحائط إلى حد الإلصاق في المساحات غير المخصصة لهذا الغرض، بينما ذهب البعض الآخر إلى تعليق صور مرشحيهم على صور مرشحين آخرين من جهة وتمزيق صور بعض المترشحين، مثلما هو الأمر بالنسبة للمترشح عمارة بن يونس متصدر قائمة التحالف الجمهوري الذي يترأسه رضا مالك، هذا الأخير أحدثت المفاجأة في اليوم الأخير من الحملة الإنتخابية حيث تفاجأ بها المواطنون في الصباح تغطي كل الجدران والأعمدة في كل شوارع الجزائر العاصمة فعلى امتداد شارع محمد الخامس الرابط بساحة أودان بوسط الجزائر العاصمة وشارع تليملي لا يشاهد المار من هناك سوى صور عمارة بن يونس في كل مكان، وعلى امتداد شوارع المدنية وساحة بور سعيد وباب الوادى والقبة وغيرها من الشوارع، أما ساحة البريد المركزي التي تعتبر استراتيجية وتتنافس كل الأحزاب على الإلصاق بها فقد احتلها الأرندي بكاملها نظرا لتواجد مقره الولائي هناك، وما من مار في الشوارع المحاذية لهذه الساحة إلا ويسمع النشيد الوطني قسما وهو يدوي بصوت مكبرات الصوت التي تم نصبها في مبنى المقر الولائي للأرندي، أو نشيد "الأرندي" الخاص بالتجمع الوطني الديمقراطي، وقد غطت ملصقات الأرندي كل البنايات والجدران في ساحة البريد المركزي إلى درجة أن ملصقات باقي الأحزاب لم تكد تظهر أمامها، ، وهو ما يعطي الإنطباع بأن الأحزاب الكبرى تركز على حشد الأنصار والمناضلين في التجمعات بينما الأحزاب الذي القيادات الحزبية أمس كل قواها في جمع أكبر حشد من المواطنين إلى درجة أننا تفاجأنا ببعض الأحزاب توزع الورود والمشروبات وحتى الحلويات في بعض التجمعات على كل من يحضر تجمعاتها. غلق قاعة أبن خلدون في وجه الأحزاب بسبب أشغال ترميم قصر الحكومة مداوما ت الأحزاب في الجزائر العاصمة عرفت حركة غير معهودة في اليوم الأخير من الحملة، وقد لجأت المداومات إلى استعمال مكبرات الصوت والأناشيد الوطنية، وغطت صور المترشحين كل المساحات والجدران المحيطة بها، وليس هذا فحسب فقد لجأت كل الأحزاب إلى كراء بعض المحلات وتحويلها إلى مداومات حزبية مثلما فعل الأرندي، حيث تفاجأنا ببعض محلات الفاست فود أو محلات الأثاث أو المطاعم المتواجدة في الشوراع الرئيسية وقد تحولت إلى مداومات حزبية للاستغلالها في الحملة الإنتخابية، وقد استعملت الأحزاب كل طاقاتها أمس في حشد أكبر عدد من الجمهور، باستعمال الحافلات لتوفير النقل المجاني للشباب شرط أن يحضروا تجمعاتها. وأمام غلق قاعة ابن خلدون الواقعة في شارع الدكتور سعدان بسبب الأشغال الجارية لترميم مبنى قصر الحكومة ومنع كل الأحزاب من تنظيم تجمعات بها وقع كل الضغط على القاعات المتعددة الرياضات ولاسيما قاعة حرشة التي كانت محجوزة طيلة نهار أمس ولم تخلو مقاعدها طوال اليوم من أنصار المترشحين الأحزاب التي تداولت عليها. جميلة بلقاسم:[email protected]