تعتبر عنابة من بين أكثر الولايات التي باتت مؤخرا تولي أهمية كبرى لمناطق الظل، في محاولة لتجسيد التنمية بها وتهيئتها، بعد أن تمّ تخصيص لها سيولة مالية معتبرة، حسب ما صرّح به المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي لعنابة جمال الدين بريمي، لإخراج سكانها من العزلة التي يعيشونها، وإسدائه تعليمات صارمة للتكفل بالمناطق النائية، كما أمر المنتخبين المحليين لتجسيد مختلف البرامج التنموية بها في أقرب الآجال. العديد من مناطق الظل بعنابة، تشهد اليوم برامج تنموية هامة، وذلك تجسيدا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، للنهوض بها وتوفير العيش المريح لسكانها ورفع الغبن عنهم بتلبية جميع انشغالاتهم، من خلال توفير الماء الشروب، الغاز والكهرباء، الإنارة العمومية، تهيئة الطرق إلى جانب توفير المطاعم المدرسية، النقل والعلاج. تعد «التريعات» من بين البلديات التي استفادت مؤخرا من برامج تنموية هامة، حيث خصّص لها مبلغ مالي قدّر ب 124 مليار سنتيم، بهدف تجسيد 64 مشروعا لإعادة تهيئتها، وهي تعرف اليوم أشغال تهيئة قاعة علاج بقرية عميرات مسعود، وإعادة تأهيل شبكة التطهير وإنجاز حوض ترسيب، الربط بالطاقة الكهربائية والغاز الطبيعي لحي 20 و30 مسكن. مناطق الظل لبلدية شطايبي كان لها نصيب من اهتمام السلطات المحلية لولاية عنابة، حيث استفادت هي الأخرى من 78 مشروعا تنمويا بغلاف مالي يقدّر ب 2 مليار دج، بهدف تزويدهم بشبكة الغاز والكهرباء، والمياه الصالحة للشرب، وبناء مرافق تربوية وترفيهية وقاعات للعلاج، وأخرى خاصة بالرياضة، الطاقة، الأشغال العمومية، النقل، والسياحة وفك العزلة عن هذه المناطق بتهيئة الطرق وتحسين ظروف معيشتهم..مع العلم قامت الشركة الوطنية «سونلغاز» بتخصيص 1000 مليار سنتيم، بهدف توفير الإنارة العمومية بمختلف الأحياء المتواجدة على مستوى هذه الأماكن النائية على غرار برحال وشطايبي. لجنة تقنية لمتابعة المشاريع جمال الدين بريمي لا يتوانى في كل خرجة ميدانية بتوجيه تعليمات صارمة لمديري مختلف القطاعات بتكثيف الزيارات الميدانية، والتكفل بانشغالات المواطنين ورفع الغبن عنهم، للدفع بعجلة التنمية بهذه المناطق، فقد كثّف بدوره من زياراته الميدانية لها للوقوف على انشغالات سكانها، حيث تمّ تنصيب لجنة تقنية لمتابعة تجسيد المشاريع، تسهر على ضمان احترام نوعية وآجال الإنجاز. بلديتي العلمة الشرفة، سخّرت لهما السلطات المحلية مليار و900 مليون سنتيم لتدعيم وتعبيد طرقها، على غرار الطريق الرابط بين حي لعبيدي محمد والطريق الولائي رقم 84 على مسافة 1500 متر، إضافة إلى 400 مليون سنتيم لتوسيع 04 أقسام بمدرسة عزيز أحمد، كما استفاد حي عزيزي أحمد بما يقارب المليارين، خصّصت للإنارة العمومية وإعادة تأهيل شبكة الصرف الصحي. والي عنابة لم يتأخّر في تصنيف بعض بلديات عنابة ضمن خانة مناطق الظل، بسبب الوضعية الكارثية التي وجدها عليها، خلال زيارته التفقدية لها، على غرار بلدية واد العنب، ومنها حي «خرارة» التابع لها، بسبب انعدام المياه الصالحة للشرب، وقنوات الصرف الصحي، الطرقات المهترئة، غياب التهيئة لبعض المرافق التربوية، وعلى رأسها ابتدائية «فلفلي إبراهيم»، انعدام المساحات الخضراء والملاعب الجوارية، وتدبدب بالتزود بالكهرباء والغاز، ناهيك عن غياب المرافق الصحية، وهوما أثار استياء الوالي الذي أمر بالإسراع في تهيئتها وفتح باب الحوار بين الساكنة والمنتخبين المحليين للاستماع لانشغالاتهم وتجسيدها على أرض الواقع. من جهة أخرى، تعمل السلطات المحلية على التخفيف من أزمة النقل بمناطق الظل، والتي تدعّمت مؤخرا ب 18 حافلة مدرسية، من شأنها رفع المشقة على التلاميذ، حيث خصّص لبلدية العلمة 9 خطوط ليستفيد منها أكثر من 1341 تلميذ، كما وزّعت مصالح ولاية عنابة خلال شهر فيفري الماضي، 4 حافلات لتلاميذ قرى «الحريشة» التابعة لمنطقة «الكرمة» ببلدية الحجار، و05 خطوط نقل لتلاميذ «مشتة المراونة» و»مشتة سلامي»، إلى جانب «دوار شلغوم» و»قرية الخلايفية»، ناهيك عن استفادة مناطق عين الباردة والتريعات وبرحال وسرايدي وشطايبي بحافلات للنقل المدرسي.