يحتضن المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر من 24 ماي إلى 31 جويلية المقبل معرضا للفنان التشكيلي الكبير محجوب بن بلة، والذي أشرفت على التحضير له الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي منذ أكثر من سنة، حتى يتسنى لجمهوره التعرف على أعماله التي ستعرض لأول مرة في الجزائر.. يقدم محجوب بن بلة صاحب الرحلة الطويلة مع الريشة بلغت خمسة عقود كاملة، في هذا المعرض الذي ينظم في إطار الاحتفال بخسمينية الاستقلال حوالي 220 عملا يمثل مساره وروح اللقاء بتأثر عميق بفكرة لقاءه القادم بالجمهور الجزائري. فباستثناء لوحة كانت جزءا من معرض ''الفن المعاصر العربي''، في 2007 بقصر الثقافة مفدي زكريا، في إطار تظاهرة ''الجزائر عاصمة الثقافة العربية''، لم يتسن للجمهور الجزائري التعرف على أعماله، لذلك سيكون المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر في مساحة لأكثر من 2600 متر مربع فضاء لاحتضان أضخم معرض للفنان الجزائري الكبير محجوب بن بلة، الذي يتمتع بشهرة عالمية، إذ يعتبره نقاد الفن كفنان من الدرجة الأولى، أما الأروقة والمتاحف والمجموعات الخاصة والعامة فهي جد مهتمة بأعماله التي نالت إعجاب الجمهور وجابت ولا تزال تجوب القارات الخمسة. في 2005، تمت إضافته إلى دليل متحف ''الميتربوليتان بنيويورك'' مهد الفن المعاصر، وكان ذلك خير دليل على مرجعيته بالساحة الفنية، فبالرغم من كونه ابن أخ الرئيس الأول للجمهورية الجزائرية، المتوفى مؤخرا، إلا أن محجوب بن بلة لم يعتمد إلا على عمله من أجل صنع اسمه. ولد في 1946 بمغنية، ثم زاول دراسته بالفنون الجميلة بوهران حتى 1965، قبل أن يلتحق بمدرسة الفنون الجميلة بتوركوان بشمال فرنسا، أين لازال يعيش ويعمل حاليا، ورغبة منه في تحسين معارفه، زاول دراسته بالمدرسة العليا للفنون ثم بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بباريس. ولقد اتبع خلال دراسته منهجا فنيا، يعتمد أولا على الاستعمال التشكيلي للخط العربي، قبل أن يتطور هذا الخيار بطريقة مذهلة نحو تعبير مفعم بالأشكال والألوان، وسرعان ما ميزه عالمه التشكيلي الفريد من نوعه الذي طوره بالعمل الجاد. فرض محجوب بن بلة نفسه كفنان ذو أبعاد دولية بفضل العشرات من المعارض في جل أقطار العالم، بالإضافة إلى العديد من الاقتناءات التي قامت بها مجموعات ومتاحف مرموقة، إلا أن إبداعاته تجد دوما جذورها في أصوله الجزائرية. لمعت موهبته، التي تضم تقنيات مختلفة، في أعمال ضخمة: لوحة جصية بمطار الرياض الدولي 1982، لوحة على 12 كلم من الطريق على مسار باريس درباي المشهور 1986، عمل معروض بملعب باسيمبو بساو بولو، البرازيل في 1999، ديكور لمحطة ميترو بتورنوانغ وهي الأعمال التي صنعت له اسما وشهرة في عالم الفن التشكيلي، فقد وضعت أعماله أيضا لأهميتها بمزاد الأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة، ب''دار كريستيز'' العالمية في دبي بالإمارات العربية المتحدة، والتي شملت 15 عملاً فنياً لمجموعة من الفنانين القادمين من مختلف أنحاء العالم، مع تمثيل جزائري جسّده إلى جانب محجوب بن بلة الفنان الجزائري رشيد قريشي، وعبد الله بن عنتر، حيث يعد مزاد دار كريستيز، في دبي، من أهم المزادات العالمية التي تهتم بالفنون الحديثة والمعاصرة، استقطب أسماء مهمة من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا، إلى جانب عدد من الأعمال الفنية التي تعود لفنانين غربيين.