بدأ الناخب الوطني وحيد هاليلوزيتش مستاءً من الحالة البدنية للاعبين المحليين، الذين وصل جلّهم مصابين إلى التربص، لأنّهم يولون حسبه الجانب الفني أكثر أهمية من الجانب البدني، رغم أنّ كرة القدم الحديثة تتطلّب العكس، “فاللاّعب الذي يكون حاضرا من الناحية البدنية هو الذي يستطيع تقديم الاضافة الفنية المنتظرة منه”. وذهب التقني البوسني أبعد من ذلك عندما أكّد أنّ اللاعب المحلي ليس لديه القدرة على إنهاء المباراة بنفس الوتيرة، ملمحا إلى أنّ الأندية الجزائرية تتحمّل جزءا كبيرا من المسؤولية، لاستهتارها بالجانب البدني للاعب من خلال عدم التحضير الجيد للمباريات، وعدم تجهيز اللاعبين جيدا من الناحية البدنية، وهذا الأمر ينعكس بنسبة كبيرة على مستواهم عندما يلعبون المنافسات الافريقية الخاصة بالاندية، ويظهر هذا جليا عندما تصل هذه الأندية إلى دوار متقدمة، ممّا يجعلها غير قادرة على مجاراة نسق البطولات الإفريقية خاصة من الناحية البدنية. اللاعبون كذلك مسؤولون وبعد تلميحه بأنّ الاندية تتحمّل جزءا من المسؤولية، أكّد البوسني هاليلوزيتش بصريح العبارة أن اللاعبين أيضا لهم مسؤولية كبيرة في تدهور مستواهم البدني، وذلك خاصة عندما يقومون بلعب المباريات، دون إجراء التدريبات، وكذلك عندما يوافقون على المشاركة رغم أنهم يعانون من الاصابات. “أحد اللاعبين قال لي أنّه لعب 16 مباراة لكنه تدرب في أربع مباريات فقط، وهذا فيه خطورة كبيرة على صحة اللاعبين”. أمّا بخصوص اللاعبين الذين لعبوا مباريات وهم مصابين، فضرب مثالا باللاعب عودية الذي شارك في مبارتي تلمسان ونهائي الكأس أمام شباب بلوزداد، رغم أنّه لم يكمل العلاج، “عودية عاد بسرعة إلى اللعب، رغم أنّه لم يشف تماما، وهذا الأمر هلكه”، مضيفا: “أحد اللاعبين المتواجدين معنا في التربص (يقصد حشود) لعب سنة كاملة وهو مصاب، لدرجة أن رجله تعوّدت على الاصابة، وكل هذا يساهم في نزول المستوى البدني للاعب المحلي”. ثلاثة لاعبين بإمكانهم الاحتراف...ولكن أمّا عن إمكانية إعاقة تواضع اللياقة البدنية للاعبين المحليين من الاحتراف في أوروبا، فأكّد التقني البوسني أنّ “هناك ثلاثة لاعبين يستطيعون اللعب بسهولة في الليغ 1، لكن أكبر مشكل سيواجهونه هو مجاراة ريتم المباريات”، خاصة أن الأندية الأوربية لا تتساهل في هذا الموضوع. بن موسى وبلكالام...الاستثناء بالمقابل أكّد وحيد هاليلوزيتش سعادته بالمستوى الفني، وخاصة اللياقة البدنية لنجم الوفاق مختار بن موسى، مؤكدا أنّه اللاعب المحلي الوحيد الذي أقنعه من الناحية البدنية، مطالبا إياه بضرورة مواصلة العمل ليتطور مستواه أكثر، والشيء الجميل في بن موسى حسب هاليلوزيتش “أنّه لديه القدرة على مجاراة الريتم المرتفع للمباريات”، أمّا بلكالام فإضافة إلى إعجابه بمستواه الفني ولياقته البدنية، أكد هاليلوزيتش إعجابه بشخصية قائد الشبيبة وتمتّعه بروح المسؤولية، “لقد قمنا بوضع برنامج يتبعه جميع اللاعبين المحليين المصابين، لكن في الأخير اكتشفنا أنّ بلكالام هو اللاعب الوحيد الذي طبّق البرنامج بحذافيره، رغم تعرّضه لإصابة خفيفة ليس لها علاقة بالبرنامج الذي طبّقه”. وفي الأخير وجّه البوسني إنذارا وصفه بالأخير للاعبين المحليين، مطالبا إيّاهم باحترام الواجبات التدريبية المطلوبة منهم، من خلال التعامل بحترافية وتسيير مسيرتهم الرياضية بطريقة تسمح لهم بتقديم الاضافة للمنتخب الوطني، “هناك العديد من المواهب في البطولة الجزائرية لا أحد يختلف عليها مثل جابو، لكن عندما يلعب هذا الأخير عدة مباريات وهو مصاب، رغم علمه بهذا، وعندما لا يتدرّب ويشارك لمدة 90 دقيقة، فهذا معناه أنّه لا يتمتّع بروح المسؤولية، فالموهبة وحدها لا تكفي”، على حد تعبير التقني البوسني.