تحدث المدرب الوطني وحيد هاليلوزيتش يوم أمس في الندوة الصحفية التي نشطها بمركز الصحافة بملعب 05 جويلية عن بداية عمله على رأس الخضر بالتربص الذي جرى بماركوسي وكذا المواعيد المستقبلية للفريق الجزائري ومشروعه لتقديم تشكيلة في المستوى على المدى المتوسط. فقد بدأ المدرب الوطني مرتاحا أمام ممثلي الصحافة الرياضية قائلا: «جرى التربص الأول في ظروف جيدة، حيث اعتبره فوز أول بالنسبة إليّ كون اللاعبين كانوا ملتزمين ومركزين بشكل كبير في هذا المعسكر.. ولاحظت أنهم يحاولون فعلا العودة إلى مستوى كبير.. كما أنني تحدثت كثيرا مع هؤلاء اللاعبين وتيقنت من عزيمتهم التي احتاجها في عملي المستقبلي». وبما أن هذا التربص الأول كانت خلاله نقطة سوداء تتعلق بعدم حضور بعض اللاعبين، لاسيما قضية المهاجم بودبوز، التي أسالت الكثير من الحبر ومازالت أطوارها متواصلة، تركزت أسئلة الصحافيين عن أبعادها وهل سيتخذ هاليلوزيتش قرارا حازما تجاه لاعب سوشو.. فكان رد المدرب البوسني قائلا: «أتساءل لماذا تركزون على هذه المسألة ولا تتكلموا عن الفريق ككل؟!.. ومع ذلك فأقول لكم بصراحة أنني تفاجأت عندما رأيت بودبوز يشارك في مباراة سوشو بعد يومين من نهاية التربص، في الوقت الذي كنت أظن أنه لم يشف بعد.. فقد كلمني طبيب الفريق عنه على أنه مصاب وتلقيت مكالمة من بودبوز أيضا أراد تفسير الأمور عن غيابه.. لكن أقول بهذه المناسبة أنني سألتقي بالمهاجم مستقبلا وأتحدث معه على عدة أمور تخصه وتخص المنتخب الوطني ككل والنظام الداخلي، الذي لابد أن يحترم من طرف الكل.. سأحاول أن أكون منسجم في عملي في إطار منظم أين يجد كل واحد نفسه للعمل الجماعي في احترام متبادل». كما أن منشط الندوة تكلم عن اللاعبين الآخرين الذين لم يأتوا إلى ماركوسي، فقال: «ربما يكون الخطأ من عندنا، حيث لم تصل بعض الدعوات في وقتها، أو وصلت إلى فريق كان اللاعب قد غادره على غرار ما حدث لبوعزة وفابر.. هذا الأخير الذي كنت فخورا بحضوره حتى متأخرا واثبت عزيمته في حمل ألوان المنتخب الجزائري». المرحلة الحالية جد صعبة وأخبر هاليلوزيتش الحضور أنه شاهد عدة أشرطة حول المقابلات السابقة للفريق الوطني، أين وجد العديد من الأخطاء التكتيكية التي عليه ايجاد حلول لها مع الوقت، فقال: «من أجل الوصول إلى فريق قوي ويلعب كرة جميلة وفعالة علينا العمل لمدة (4) سنوات.. فالكل يتساءل عن عدم قدرة ''الخضر'' تسجيل الأهداف، إن المشكل عميق أكثر من ذلك، وسأعمل خلال ال 6 أشهر القادمة على تحليل كل الأمور لإخراج تشكيلة تضم حوالي (28) لاعبا، التي تمكنني من السير في الطريق المؤدي إلى تكوين فريق تنافسي، لأن الفريق الجزائري حاليا لا يمكنه تحقيق نتائج ايجابية، علينا أن نصارح أنفسنا بهذه النتيجة». وعن التعداد الذي استدعاه وإمكانيات اللاعبين صرح هاليلوزيتش: «لاعبو المنتخب الجزائر لهم إمكانيات وخبرة، لكن الفريق ككل يمر بمرحلة شك، علينا تجاوزها.. ولاحظت أن الكل تقبل خارطة الطريق التي رسمتها.. رغم أنني واثق من أن المرحلة الحالية جد صعبة كون العديد من اللاعبين لا يلعبون في أنديتهم وآخرين يعانون من إصابات مختلفة». وكانت الفرصة مواتية للتطرق لمسألة تنقل العديد من اللاعبين الاساسيين في التشكيلة الوطنية إلى البطولات الخليجية، وقال المدرب الوطني: «اللاعبون أحرارا في اختياراتهم ومسيرتهم الكروية على مستوى الأندية، فلا يمكنني التدخل في هذا الإطار.. لكن بالنسبة إليّ سأستدع اللاعب الذي يكون في لياقة ممتازة ويلعب باستمرار من أجل مصلحة الفريق الوطني.. رغم أنني أقول أن البطولة القطرية مثلا بها لاعبين جيدين وبإمكان بوڤرة وزياني وآخرين الحفاظ على مستواهم بفضل خبرتهم وإمكانياتهم العالية.. المهم أنني سأتابعهم كلهم للوقوف على لياقتهم.. وبالمقابل، فلابد أن نكون منطقيين، لا يوجد أي لاعب جزائري يلعب لفريق أوروبي كبير، مقارنة بالمنتخبات الإفريقية العديدة». مجموعتنا في تصفيات المونديال ليست سهلة!!؟ كما عرّج هاليلوزيتش عن المجموعة التي وقع فيها الفريق الجزائري ضمن تصفيات كأس العالم (2014)، مؤكدا: «سمعت أن البعض يقول أننا وقعنا في مجموعة سهلة؟! فكيف ذلك؟ لابد أن نرى أنفسنا بحقيقة الأمور ونبتعد عن الأحلام.. فعلينا أن نعرف أن مالي لديها لاعبين كبار في أحسن الأندية الأوروبية، وكذلك البنين هناك بعض لاعبيها يشاركون في البطولة الإنجليزية.. المهم أننا سنركز في عملنا من أجل الوصول إلى الهدف وهو تأهيل الفريق الجزائري إلى المونديال القادم بعمل مكثف وصعب». وفي نقطة اللاعبين أيضا ذكر هاليلوزيتش اسم اللاعب مراد مغني، قائلا: «إنه لاعب ماهر وذو فنيات عالية ووجهت له الدعوة لأنني أرى فيه أشياء كثيرة، وسيكون في المستوى بعد (6) أشهر.. حاليا مازال هناك نقص كبير من الناحية البدنية». مترف وتجار من إقتراح مساعدي في الطاقم فالتركيز حاليا يكون على التربص القادم للفريق الوطني بمركز سيدي موسى، الذي ارتاح هاليلوزيتش للمنشآت التي شاهدها هناك.. وبالتالي، فإن الأمور تسير بشكل جيد، خاصة وأنه سيعتمد على اللاعبين الذين تم استدعاءهم، حيث قال: «وجهت الدعوة لثنائي جديد وهو مترف وتجار بعد المشاكل التي اعترضتنا في وسط الميدان بغياب لموشية كونه معاقب ويبدة الذي لم يجد فريقا لحد الآن وقديورة المصاب.. وأقول لكم حقيقة الأمر، أنني لا أعرف جيدا مترف وتجار، حيث قدمت لهم الدعوة بعد استشارة المساعدين الذين دلوني على هذا الثنائي.. المهم أنني سأعتمد على أكبر عدد ممكن من اللاعبين إلى غاية ديسمبر، قبل أن أحدد القائمة وأقلصها إلى (25) لاعبا و(3) حراس مرمى». أما مباراة تانزانيا، فإنها ستكون اختبار حقيقي بالنسبة للاعبين، أين يمكن لهاليلوزيتش الوقوف على حالة وعزيمة كل واحد، حسب قوله، وأضاف: «لا أقل أي عذر من ناحية الحرارة أو التنظيم السيء أو التبريرات التي لا أحبها عندما سنلعب في أدغال إفريقيا.. ولابد أن نعرف أن المنتخب الجزائري لم يفز خارج الديار في مدة (5) سنوات إلا مرة واحدة، لماذا؟ وبالنسبة إليّ الفريق القوي لابد أن يلعب من أجل الفوز وله الإمكانيات لذلك.. أعرف أن المهمة ستكون شاقة من أجل حلّ كل المشاكل المتعلقة بالتشكيلة الوطنية».. وقد أعطى المدرب الوطني مثالا عن آداء الفريق الجزائري في مباراة إفريقيا الوسطى، قائلا: «عندما شاهدت المباراة تأثرت لمدة 10 أيام.. فكان بإمكان الفريق المنافس الفوز ب(10) أهداف.. كما أنه في مباراة مراكش قام الفريق الجزائري ب199 تمريرة في الوقت الذي يصل فريق البارصا إلى أكثر من (700) تمريرة في مباراة كون اللاعب الجزائري يجري بالكرة ويضيع الوقت ويعطي الفرصة للمنافس التمركز جيدا». المهم أن هاليلوزيتش ركز خلال تدخله أن عليه البدء من الأساس وإعطاء الفرصة لكل لاعب جزائري بإمكانه تقديم الإضافة، وفي هذا الشأن سيتم تشكيل فريق وطني «ب» يشارك في البطولة الإفريقية القادمة، يمكن لهاليلوزيتش متابعة اللاعبين وإمكانية توجيه لهم الدعوة للمنتخب الأول.