يعتزم مشروع الحظائر الثقافية الجزائرية إطلاق قناة يوتيوب متخصصة تحت مسمّى «تراث الحظائر الثقافية». من أجل ذلك، أعلنت مديرية المشروع عن فتح باب الترشح للمختصين للظفر بمشروع إنجاز هذه القناة، التي ستعمل على التعريف بحظائر الجزائر الخمس، وما تزخر به من تراث بيئي وثقافي متنوع، وتسليط الضوء على جهود الوزارة الوصية، في مجال تثمين حماية وحفظ التنوع البيولوجي والتراث الثقافي بشقيه المادي واللامادي. جدّدت المديرية الوطنية ل «مشروع المحافظة على التنوع البيولوجي ذي الأهمية العالمية والاستعمال المستدام لخدمات الانظمة البيئة في الحظائر الثقافية بالجزائر»، المعروف اختصارا ب «مشروع الحظائر الثقافية الجزائرية»، إعلانها عن مناقصة محدودة خاصة بإطلاق قناتها على اليوتيوب، تحت تسمية «تراث الحظائر الثقافية». وحسب ما وردنا من المديرية، فإن الهدف من ذلك هو التعريف بحظائر الجزائر الخمس وما تزخر به من تراث بيئي وثقافي متنوع، وتسليط الضوء على جهود وزارة الثقافة، من خلال الدواوين الوطنية المسيّرة للحظائر الثقافية، والمديرية الوطنية للمشروع، في مجال تثمين حماية وحفظ التنوع البيولوجي والتراث الثقافي بشقيه المادي واللامادي. وينقسم الملف المطلوب إلى قسمين، الأول إداري يتعلق بهوية المؤسسة المترشحة التي يجب أن تكون متخصصة في المجال، والثاني يتضمن مقترحا تقنيا وماليا، على أن يتم إيداع الملف في أجل أقصاه التاسع من شهر سبتمبر الداخل على الساعة الثانية زوالا. وفي هذا الصدد، أشارت نريمان صاحب، المكلفة بالإعلام في المديرية الوطنية لمشروع الحظائر الثقافية الجزائرية، في تصريح خصّت به «الشعب»، إلى أن المشروع عمل منذ انطلاقته العملية في عام 2014 على توثيق تراث الحظائر الثقافية، «من خلال إنتاج موادّ سمعية بصرية مهمة حول العديد من المواضيع المتعلقة بالتنوع البيولوجي، والتراث الثقافي، والعمل العلمي والميداني»، المنجز من قبل فرق المشروع بالحظائر الثقافية، ولقد تم بث البعض منها على صفحة المشروع في فايسبوك وبعض القنوات الإعلامية. وأضافت محدّثتنا: «في هذه المرحلة النهائية من دورة حياة المشروع، والتي ستكون سنة لبث وتثمين نتائجه، سجّلنا في المخطط الاتصالي إنشاء قناة موضوعاتية ستتضمن العديد من الفقرات، من حصص وريبورتاجات تهم كافة الفئات من باحثين مهتمين بالتراث والجمهور العام الوطني والدولي، للتعرف على تراث الحظائر الثقافية وتجربة الجزائر الاستثنائية في تسيير تراث هذه الأقاليم وفق مبدأ عدم الفصل بين الطبيعي والثقافي». واعتبرت نريمان صاحب، أنّ هذه القناة ستكون «ذات إضافة نوعية في المشهد الإعلامي الوطني، كونها أول قناة تهتمّ بتراث الحظائر الثقافية، حيث ستكون منبرا للتعريف بالتنوع الذي تكتنزه هذه الحظائر؛ ولتسويق صورتها على الصعيدين الوطني والدولي، لاسيما أن هذه الاقاليم تحتوي على العديد من العناصر الطبيعية والتراثية المصنفة عالميا، على غرار السبيبا، الإمزاد، المناطق الرطبة كاهرير افيلال اسقراسن، مع الفن الصخري المتواجد بالحظيرة الثقافية للتاسيلي ن ازجر المصنفة موقعا عالميا مختلطا، مع عرض برامج توعوية وتحسيسية بهدف حفظ وتثمين تراثنا الذي هو جزء هام من هويتنا الوطنية». الاستدامة..هدف المشروع الأول على الرغم من انقضائه في أفريل 2021، يسعى القائمون على مشروع الحظائر الثقافية إلى تجسيد الهدف الرئيسي لاستدامة نتائج المشروع، من أجل ذلك جاءت تسمية قناة اليوتيوب «تراث الحظائر الثقافية»، بحيث يكون اختصارها باللغة الأجنبية PPCA أي نفس اختصار تسمية المشروع. كما يمكن تحقيق الاستدامة بوضع إطار دائم يحتضن هذه التجربة (التي دامت 6 سنوات)، ومن التصورات التي اقترحت في هذا الصدد «مؤسسة علمية وطنية على شاكلة وكالة وطنية للحظائر الثقافية، تضع المناهج العلمية للتسيير والمتابعة لشبكة الحظائر الثقافية»، وهو المعمول به في دول عديدة. للتذكير، فإن مشروع الحظائر الثقافية الجزائرية مشروع وطني يسجل في إطار شراكة دولية بين الدولة الجزائرية ممثلة بوزارة الثقافة، وصندوق البيئة العالمي الممثل ببرنامج الأممالمتحدة الإنمائي بالجزائر، وقد كانت انطلاقته الفعلية عام 2014. ويعدّ المشروع تجربة رائدة في تسيير التراث البيئي الثقافي بإقليم الحظائر الثقافية، خصوصا بما حققه من مكاسب وإنجازات على المستويين العلمي والتقني، كان آخرها التمكن من رصد الفهد الصحراوي، المهدد بالانقراض، بعد أكثر من عقد من الزمن، وهو الحدث العلمي الذي تناقلته وسائل الإعلام العالمية.