أعادت التطورات الأخيرة المتسارعة في ليبيا الحديث عن محاولات لمشروع تقسيم البلاد في ظل تصاعد الخلافات بين الاطراف في الشرق والغرب رغم الاتفاق على استئناف إنتاج النفط لمواجهة تدني الوضع الاقتصادي. ويعول المجتمع الدولي على إعادة التأكيد على مخرجات مؤتمر برلين في الاجتماع المقبل بداية أكتوبر الذي تنظمه ألمانيا برعاية الأممالمتحدة وتشارك فيه الجزائر. قال الناطق الرسمي باسم «حراك الشعب همة» احمد ابوعرقوب ل «الشعب» انه بعد توقُف الحرب في طرابلس بضغط دولي كبير، بدأ العمل على تسوية الأزمة الليبية سياسياً وفقاً لمخرجات مؤتمر برلين بمساراته الثلاثة، وتماشياً مع إعلان القاهرة إنهاء الصراع في ليبيا، وكل هذا يتم برعاية البعثة الأممية للدعم في ليبيا، وأكد أن تسريبات تتحدث عن أن رئيس حكومة الوفاق فايز السراج وقائد الجيش اللواء خليفة حفتر خارج أي تسوية سياسية قادمة. وأمام التحديات الأمنية التي باتت تسطير على الوضع العام في الشارع الليبي اوضح ابوعرقوب أن كل ما يجرى حاليا هو محاولة لتقاسم السلطة، وليس محاولة لحل الأزمة الليبية، ولو تم تمرير ما يسمى بالحل السياسي فإن الأزمة ستتفاقم في المستقبل، وسوف ننتقل من مرحلة الإنقسام السياسي إلى مرحلة تقسيم ليبيا رسمياً، خصوصاً وإنه قد تم رسم معالم التقسييم جغرافياً وإاقتصاديا. ومن هنا تصدر المشهد السياسي عقيلة صالح مفاوض عن إقليم برقة وإلى حد كبير عن فزان أيضاً لعدة اعتبارات، وكان الصراع على أشده في إقليم طرابلس على من يقود عملية الحوار السياسي ومن سوف يمثل الإقليم في المجلس الرئاسي وفي رئاسة الوزراء. وأشار المتحدث إلى ان الوضع في الغرب الليبي معقد للغاية بسبب عدم سيطرة حكومة الوفاق على المليشيات والاختلاف الايدلوجي» جماعة الإخوان المسلمون « الجماعة الليبية المقاتلة « الجماعة السلفية « جماعات متطرفة « رجال أعمال كبار «. وبالرغم من كل هذه الخلافات وتقاطع المصالح والطموحات بين هذه اللوبيات إلا أنهم يدينون جميعاً بالولاء لمصالح خارجية. مع الحديث عن مرحلة جديدة في الأزمة تتسم باشراك شخصيات جديدة في الحوار السياسي لاسيما يوم الخامس أكتوبر للاجتماع الدولي الذي تنظمه ألمانيا بإشراك كل الفاعلين تحت رعاية الأممالمتحدة اكد ابوعرقوب ان إعلان السراج عن استعداده للتنازل عن السلطة جاء بعد ضغط كبير من المجتمع الدولي الذي أيقن أنه قد حان وقت التغيير وبدء محاولة فرض سياسة الأمر الواقع لكي يمرر اتفاقات «أبوزنيقة» و»مونترو» و»جينيف» مستقبلاً. وتقوم دول أجنبية بدعم مباشر وغير مباشر للأطراف الليبية للدفع بالمصالح نحو التقدم وهو ما يعمق الأزمة أكثر ويعرقل مساعي المجتمع الدولي، حيث أشار الناطق الرسمي باسم «حراك الشباب» أن أحمد معيتيق «المدعوم من إيطاليا ويحظى بعلاقات طيبة بصناع القرار في كل من روسيا وتركيا سعى إلى تقديم نفسه على أنه شريك محتمل وعلى أمل أن يكون أحد أطراف مثلث الرئاسي، ولأنه لا يتمتع بأي شكل من أشكال الدعم الشعبي ولا ولاءات قادة مليشيات كبيرة كالتي يحطى بها منافسه فتحي باشاغآ، قرر التواصل مع خليفة حفتر وعقد تحالف داخلي قوي ومؤثر يعيدهما إلي الواجهة السياسية بقوة». وذكر ابوعرقوب نجاح جماعة الإخوان المسلمين في فرض نفسها على طاولة المفاوضات بإعتبارها الأكثر تنظيماً والأكثر خبرة سياسياً والأكثر دعماً، وتحالفوا مع فتحي باشاغا المدعوم من أمريكا وتركيا ونجح إلى حد كبير في تقديم نفسه كرجل الغرب الليبي القوي والمدعوم شعبياً من خلال إعلانه محاربة الفساد ومحاولته لإحتواء الحراك الشعبي الذي انطلق في العاصمة طرابلس بتاريخ 23 أوت المطالب بتوفير سُبُل العيش الكريم وإنهاء الانقسام وتوحيد الدولة وإسقاط كافة الأجسام والوجوه المتصدرة للمشهد، إلا أن فتحي باشاغا في الحقيقة لا يحظى بدعم شعبي ولا يحارب الفساد المتفشي في البلاد. استئناف النفط يعيد إلى الواجهة الخلافات بين طاقم المجلس الرئاسي حول قيادة البلاد فقد أعلن رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري، أمس، رفضه اتفاق استئناف وتصدير النفط المبرم مع الجنرال خليفة حفتر. وجاء ذلك في رسالة وجهها المشري إلى رئيس المجلس الرئاسي للحكومة فائز السراج، وأعضاء المجلس، بعد يومين من الإعلان عن اتفاق بين حفتر ونائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق، حول استئناف إنتاج وتصدير النفط. واعتبر المشري، في رسالته أن الاتفاق «مخالف للمبادئ الحاكمة بالاتفاق السياسي والقوانين المعمول بها». وطالب بفتح تحقيق عاجل حول خلفيات الاتفاق، وما إذا كانت هناك أي جهة أخرى لها علاقة به، وإحالة صورة من نتائج التحقيق لاتخاذ الإجراء المناسب حياله. وقال إن الاتفاق «يعد اعتداء على اختصاصات السلطات الشرعية الواردة في الاتفاق السياسي مثل مجلس النواب، ومجلس الدولة، والمجلس الرئاسي، واعتداء على الاختصاص القانوني لمصرف ليبيا المركزي». والجمعة، أعلن حفتر، في كلمة متلفزة، استئناف إنتاج وتصدير النفط الليبي بعد أكثر من 8 أشهر من الإغلاق وقال الناطق باسمه أحمد المسماري، إن إنهاء الإغلاق النفطي جاء بموجب اتفاق تم التوصل إليه مع معيتيق، فيما أفادت وسائل إعلام محلية أن الاتفاق تم بشكل منفرد بين الجانبين.