تشارك الجزائر، الأحد المقبل، في الندوة الدولية حول ليبيا في مدينة برلين، فيما بدأ وزير الخارجية صبري بوقادوم، أمس، الثلاثاء، جولة خارجية تشمل السعودية والإمارات لبحث الأزمة الليبية، وحث الدولتين على السعي لتثبيت نهائي لوقف إطلاق النار. وأعلنت رئاسة الجمهورية، في بيان الثلاثاء، أن الرئيس عبد المجيد تبون تلقى دعوة رسمية من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، للمشاركة في الندوة الدولية حول ليبيا المزمع عقدها على مستوى القمة، الأحد المقبل. وأكد المصدر أن تبون وافق على المشاركة وتلبية الدعوة، حيث ستكون برلين أول زيارة له خارج الجزائر منذ تنصيبه رئيسا للجمهورية في 19 ديسمبر الماضي، التزاما بمسعى الجزائر الدائم لدعم مسار الحل السياسي للأزمة الراهنة بليبيا، ووقف الاقتتال الداخلي في البلد الجار للجزائر. وتحقق الدعوة الرسمية للرئيس تبون وللدبلوماسية الجزائرية حضورا مهما في حل مشكلات المنطقة، إذ كان الرئيس تبون أعلن في خطاب التنصيب وأداء اليمين الدستورية تمسك الجزائر بأن تكون شريكة في أي مسار لحل الازمة الليبية، مضيفا أن “الجزائر لن تقبل أبدا أن يتم إبعادها عن أي حل في ليبيا”. وأضاف: “نحن معنيون باستقرار ليبيا أحب من حب وكره من كره”، على خلفية محاولة استبعاد الجزائر من مؤتمر برلين في وقت سابق. وكانت الحكومة الألمانية قد أعلنت الإثنين، أن المؤتمر الدولي حول الأزمة في ليبيا “سيعقد في برلين في كل الأحوال الشهر الجاري، مشيرة إلى التاريخ المذكور كموعد لانعقاده، من دون تأكيد”. واحتضنت روسيا، الإثنين، جولة مباحثات بين قائد الجيش الليبي خليفة حفتر ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج في محاولة للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار. وتشمل مسودة الاتفاق التزام الأطراف بوقف إطلاق النار دون شروط مسبقة، والعمل على استقرار الوضع في طرابلس والمدن الأخرى، وتشكيل لجنة عسكرية لتحديد خط اتصال ومراقبة له. لكن موسكوأعلنت، الثلاثاء، مغادرة قائد الجيش الليبي دون التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار مع السراج. ويشار إلى أن الجيش الليبي وافق الأحد على مبادرة روسيا لوقف إطلاق النار للتمهيد للعودة للمسار السياسي، بدأت تنفيذها الثانية عشر من ليلة السبت إلى الأحد بالتوقيت المحلي، حيث لاقت الهدنة ترحيبا دوليا ومحليا. ونجحت الضغوط الجزائرية والتركية في تثبيت مقعد للجزائر في مؤتمر برلين، بعدما كان قد تم استبعادها من المراحل التمهيدية للمؤتمر. وكانت الجزائر شهدت الأسبوع الماضي حراكا دبلوماسيا رفيعا، حيث زارها وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلوووفد من المجلس الرئاسي الليبي يضم السراج ووزير الداخلية فتحي باشاغا ووزير الخارجية محمد الطاهر سيالة، ووزير الخارجية الإيطالي لوجيودي مايو، ووزير الخارجية المصري، وكذا وفد من حكومة طبرق الموالية لحفتر بقيادة وزير الخارجية عبد الهادي الحويج. وتنازع قوات حفتر، المدعومة من دول إقليمية، حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا، على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط. وأجهض هجوم حفتر على طرابلس منذ أفريل الماضي، جهودا كانت تبذلها الأممالمتحدة لعقد مؤتمر حوار بين الليبيين، ضمن خارطة طريق أممية لمعالجة الأزمة الليبية. في سياق آخر، وصل أمس، وزير الخارجية صبري بوقادوم إلى السعودية ثم الإمارات في جولة تستمر ثلاثة أيام لبحث سبل إنهاء الأزمة في ليبيا. وحسب بيان للخارجية الجزائرية، فإنّ الزيارة، تأتي للتشاور حول دعم مسار التسوية السياسية للأزمة في ليبيا، إذ سيبحث الوزير بوقادوم مع المسؤولين في الرياض وأبوظبي الأزمة في ليبيا، ووقف التصعيد العسكري وتثبيت وقف إطلاق النار، الذي بدأ العمل به منذ الليلة قبل الماضية.