أبرز نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني لدولة ليبيا, احمد عمر معيتيق, الدور الذي تلعبه الجزائر في مسار تسوية الأزمة الليبية, معتبرا إياها «دولة فاعلة في المنطقة». وقال معيتيق الذي قام بزيارة للجزائر، دامت يومين، «نأمل أن نخرج بعد هذه الزيارة بتواجد قوي للجزائر في الملف الليبي لأننا نعول عليها كثيرا في حلحلة هذه الملفات». استقبل رئيس الدولة, عبد القادر بن صالح, الخميس بالجزائر العاصمة, نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني لدولة ليبيا, أحمد معيتيق. وفي تصريح للصحافة عقب هذا الاستقبال, قال السيد معيتيق أن اللقاء كان فرصة لاطلاع السيد بن صالح على «الأوضاع في طرابلس التي هي أفضل ومستقرة, حيث تم دحر العدوان على طرابلس من طرف مجموعة عسكرية غاشمة حاولت الاستيلاء على السلطة بالقوة». وأضاف قائلا : «نعرف جيدا أن الجزائر تقف إلى جانب الشعب الليبي وتدعم خيارات بناء دولة مدنية وإعداد دستور ليبي والذهاب إلى الانتخابات حتى يختار الشعب الليبي من يقوده بنفسه», مشددا على أن «أمن الجزائر من أمن ليبيا والدولتان تشتركان في حدود طويلة وتجمعهما علاقات تاريخية مهمة جدا». وأبرز المسؤول الليبي أن بلاده «تعول على الجزائر لبعث رسائل لكل المجتمع الدولي مفادها أن الشرعية الموجودة في ليبيا قوية وحقيقية ويجب على المجتمع الدولي أن يكون واضحا وصريحا في التنديد بالعدوان الذي تتعرض له طرابلس». و ذكر معيتيق في نفس السياق بأن حكومة الوفاق الوطني الليبية تتشاور مع «كل الأطراف, الجيران و الدول الداعمة للمسار الديمقراطي و لمدنية الدولة الليبية» و هذا, كما أوضح, في إطار مسار التسوية السياسية للازمة التي تعيشها ليبيا منذ 2011 . و شدد نفس المسؤول على أن «حكومة الوفاق الوطني الليبية موجودة و قادرة على العمل بقوة» في هذا الاتجاه, مطمئنا «الشعب الجزائري و القيادة الجزائرية على ما يحصل في طرابلس». كما أشاد السيد معيتيق بالعلاقات التي تربط البلدين, معبرا عن «السعادة» بوجوده بالجزائر, «الدولة الجارة و الصديقة, والتي يجمعها تاريخ مشترك وعلاقة مع ليبيا ليست غائبة على أحد», كما قال. و تأتي زيارة معيتيق للجزائر في ظل التطورات التي تشهدها العاصمة الليبية طرابلس عقب العدوان الذي تشنه قوات خليفة حفتر على هذه المدينة منذ أسبوعين. حكومة الوفاق تتهم فرنسا بدعم حفتر من جانب آخر، اتهمت وزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا، الخميس للمرة الأولى فرنسا مباشرة بدعم المشير خليفة حفتر الذي تشن قواته هجوما على العاصمة طرابلس. ونقل بيان صادر عن مكتبه الصحافي أن وزير الداخلية فتحي باشاغا أمر ب»وقف التعامل بين الوزارة والجانب الفرنسي في إطار الاتفاقيات الأمنية الثنائية (...) بسبب موقف الحكومة الفرنسية الداعم للمجرم حفتر المتمرد على الشرعية». وتنفي فرنسا دعمها هجوم حفتر على طرابلس حيث مقر حكومة الوفاق، فيما ينظر إليها دبلوماسيون ومحللون على أنّها إحدى جهاته الداعمة على غرار مصر ودولة الإمارات.