أمام جملة المقترحات الواضحة التي تقدم بها الشركاء الاجتماعيين لقطاع التربية في اجتماعهم، أمس، بوزير القطاع التي شملت عددا من الفرضيات التي سيتم اللجوء إليها كخيار مفضل لضمان عودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة وبداية سنة جديدة في ظروف تضمن إلى حد بعيد شروط السلامة الصحية وعلى رأسها التباعد واعتماد الأفواج والتناوب في ساعات الدراسة، سيواجه قطاع التربية بولاية بومرداس تحديات كبيرة في تطبيق هذه التدابير بسبب أزمة الهياكل وظاهرة الاكتظاظ التي تميز مختلف الأطوار.. كان واضحا من خلال المؤشرات الحالية وتصريحات ممثلي نقابات قطاع التربية الوطنية على حتمية الوصول إلى الاتفاق أو شبه إجماع على ضرورة عودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة بعد حوالي ثمانية أشهر من الانقطاع من أجل انتشالهم من الضياع وعدم تركهم للمجهول ولو لم يتم الوصول إلى تحديد دقيق لموعد هذه العودة المنتظرة في الأيام القادمة بعد اجتماع مجلس الوزراء واللجنة العلمية التي ستقرر التاريخ بالضبط. وبعد تأكيد العودة الحتمية وبداية الموسم الدراسي الجديد الذي ستتواصل معه الإجراءات الصحية الاستثنائية وتدابير أخرى تنظيمية تتعلق بالتطبيق الصارم للبروتوكول الصحي وضمان التباعد وتفويج التلاميذ في مجموعة لا تتعدى 20 تلميذا يتناوبون على أقسام الدراسة، تأتي مرحلة مواجهة الحقيقة في الميدان وكيفية لجوء القائمين على قطاع التربية بولاية بومرداس باحترام الشروط المتخذة في ظل أزمة المرافق التي تبقى نقطة سوداء يواجهها التلاميذ والأسرة التربوية كل سنة التي انعكست في ظاهرة الاكتظاظ الذي تعرفه المؤسسات التعليمية في كل الأطوار تعدى أحيانا في بعض البلديات 50 تلميذا في الفوج الواحد. وعبر مؤخرا بعض الأساتذة ومديري المؤسسات التربوية عن تخوفهم من تضاعف مشكلة الاكتظاظ هذا الموسم الذي عرف نسبة انتقال معتبرة من السنة الخامسة ابتدائي إلى الأولى متوسط ومن الرابعة متوسط إلى الأولى ثانوي، مقابل تأخر تسليم عدد من المرافق المبرمجة هذه السنة منها ثانوية ببودواو، أربع متوسطات وحوالي 20 قسم توسعة ومجمع مدرسي لفائدة الطور الابتدائي لم يتم الانتهاء منها لحد الآن بسبب جائحة كورونا، في حين تبقى دار لقمان على حالها في باقي المؤسسات القديمة التي استفادت من أشغال تهيئة وصيانة، وهو ما يعني استمرار نفس الظروف المهنية مقابل تضاعف عدد التلاميذ. كما كشفت مصادر من القطاع تحدثت ل»الشعب»، عن مواجهة بعض المديرين صعوبات كبيرة في كيفية استقبال وتسجيل الكم الهائل من التلاميذ خاصة في الطورين الأول والثاني، ما دفع البعض منهم إلى البحث عن قاعات فارغة في المؤسسات القريبة ومدارس ابتدائية تتطلع إلى تدعيمها بأقسام توسعة وأخرى بشاليهات لتجاوز الأزمة المتراكمة منذ سنوات نتيجة اللامبالاة. وغياب النظرة الاستشرافية لقطاع حساس ينمو سريعا ولا يعطي الفرصة للمسؤولين حتى بإيجاد الحلول الترقيعية وإلبحث عن التبريرات الفاشلة تارة باسم عجز المقاولات وتارة أخرى باسم كورونا رغم تحذيرات الأسرة التربوية والمختصين الذين يرفعون تقارير سنوية على الواقع الحقيقي وكيفية مجابهة المستقبل القريب وليس البعيد.