أثار القرار الذي أعلن عنه وزير التربية الوطنية محمد واجعوط، أمس، الخاص بخفض معدل النجاح في شهادة البكالوريا إلى 9 من 20، الكثير من الجدل وسط النقابات، والأولياء وبمنصات التواصل الاجتماعي، في حين اعتبرته الوزارة إتماما للترتيبات المتعلقة بتنظيم الامتحانات المدرسية دورة 2020، على ضوء انتشار الجائحة. يأتي القرار، بحسب وزارة التربية الوطنية، تتويجا للقرارات المتخذة سابقا واستثنائيا هذه السنة، كل تلميذ تحصل على معدل 9 من 20 في امتحان شهادة البكالوريا يعد ناجحا، لينزل الخبر ناشرا فرحة عارمة وسط التلاميذ الذين أثرت عليهم الجائحة ولم يتمكنوا من الدخول في جو الدراسة، كما انتقده البعض الآخر بحجة أن الجامعة بحاجة إلى الرفع من مستوى التعليم. من جهتها، أبدت نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين «أونباف»، على لسان الأمين الوطني المكلف بالإعلام عبد الوهاب زوقار العمري في تصريح ل «الشعب»، تحفظها الكامل على قرار معدل النجاح في شهادة البكالوريا المقرر ب9 / 20، الذي أعلنت عنه وزارة التربية الوطنية، أمس. وأكدت أن نتائجه ستظهر قريبا، مشيرة أن النقابة تفاجأت للقرار الذي ستكون له انعكاسات كبيرة، سواء بالجامعات أو الثانويات التي ستطالب مستقبلا بخفض معدل النجاح. أكد الأمين الوطني في ذات السياق، أن النقابة تفاجأت لقرار وزارة التربية الوطنية الذي يسمح بنجاح الطلبة في امتحان البكالوريا بمعدل أقل من عشرة، مشيرا أن الوزارة لم تستشر الشريك الاجتماعي في هذا القرار الذي تجهل خلفيته، إن كانت اجتماعية جراء جائحة كورونا أو خلفية بيداغوجية بسبب نتائج البكالوريا. وأضاف المتحدث أيضا، أن إقرار معدل 9 / 20 للنجاح في البكالوريا، له عدة عواقب سواء من حيث قيمة شهادة البكالوريا أو من حيث وضع الطالب الذي سيجد صعوبة في الجامعة التي يرغب من خلالها تحسين المستوى لتصبح في مصاف الجامعات العالمية، غير أنه بهذا القرار سيطرح مشكل المستوى، خاصة لدى الراغبين في الدراسة في الخارج. وفي تشريحه للوضع أكثر، قال زوقار العمري إن خفض معدل النجاح سوف يحول الجامعات إلى محاشر جراء الاكتظاظ الذي تشهده سنويا، ومع انتقال عدد كبير من الطلبة سيطرح المشكل الذي يؤدي حتما إلى انخفاض مستوى التعليم في الجامعة، غير أنها في المقابل تمنت النجاح للجميع ودعت التلاميذ إلى العمل والجد، لأن ما ينتظرهم أكبر.في المقابل، رئيسة فدرالية أولياء التلاميذ جميلة خيار، أكدت في تصريح ل «الشعب» أنها تبارك القرار الذي يدخل في إطار التدابير الاستثنائية التي أقرتها الوزارة سابقا لجميع الأطوار التعليمية، وتلاميذ البكالوريا كغيرهم عانوا من مشاكل نفسية خلال الحجر المنزلي الذي استمر 8 أشهر وأثر سلبا عليهم، والوزارة مراعاة منها لوضعهم سمحت أن يكون معدل الانتقال 9 / 20.وقالت خيار، إن قرار الوزارة يتوافق ومطالب الفدرالية التي اقترحتها سابقا في بداية الجائحة على غرار إلغاء امتحان شهادة التعليم الابتدائي، وان يكون معدل الانتقال 4 / 10 للابتدائي و9 / 20 لتلاميذ المتوسط والثانوي، ليأتي الدور على تلاميذ البكالوريا الذين يجب أن يحظوا بنفس التسهيلات التي استفاد منها تلاميذ الأطوار الثلاثة. صادق دزيري: نظام التفويج يفرض نفسه هذا الموسم أثار نظام التفويج المقترح ضمن المخططات الاستثنائية لوزارة التربية الوطنية، الكثير من الجدل وسط الأولياء والطاقم التربوي، الذي سيضطر الى استعمال ثلاثة أفواج لمعالجة مشكل الاكتظاظ في المدارس التي تعتمد الدوامين، في محاولة لتطبيق البروتوكول الصحي واحترام التباعد الاجتماعي، غير أن الأمر لا يخلو من بعض المخاوف بشأن التفويج والتوقيت المدرسي ومدى الالتزام بإجراءات الوقاية في ظل نقص الهياكل التربوية. أكد رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين صادق دزيري، في تصريح ل»الشعب»، أن نظام التفويج فرض نفسه كمبدأ المحافظة على التوقيت الأسبوعي للأستاذ والتطبيق البيداغوجي للبرامج، مشيرا أن المخاوف تطرح بالمؤسسات التعليمية التي تعتمد الفوج «الثالث» بدل فوجين فرعيين اثنين. وأوضح بخصوص التفويج في المدارس التي تعمل بنظام الدوام الواحد، انه تقسيم واضح، لكن توقيت الأستاذ نصف الوقت المخصص، في حين المؤسسات التي تملك 42 تلميذا في القسم الواحد تقسم على فوجين من أجل جلوس طفل في طاولة وهو النظام المعتمد بالمتوسطات والثانويات، مع المحافظة على الحجم الساعي بجميع المؤسسات التربوية عبر التراب الوطني. واعتبر صادق دزيري، أن الإشكال مطروح بالمدارس التي تعدادها أكثر من 43 تلميذا تقسم الى 3 أفواج، حيث يصبح التلميذ يدرس يوما ويتوقف يومين والأستاذ يشرح الدرس ثلاث مرات وهو المشكل الذي يطرح بسبب نقص الهياكل البيداغوجية من جهة، وغياب الإمكانات التي يمكن تداركها في آفاق 5 سنوات المقبلة، موضحا بخصوص المواد المعتمدة أن التلميذ يدرس جميع المواد دون استثناء الثانوية منها. وقال، إن نظام التفويج من أكبر التحديات التي تواجه الدخول المدرسي المقبل، خاصة ما تعلق بالتباعد والتي من أبرزها تفويج الأقسام، كون عدد التلاميذ يتعدى 50 تلميذا بتنظيم وقت خاص وتكييف البرامج والدروس والحجم الساعي لتخفيف الضغط، سواء على التلاميذ أو الأساتذة، مشيرا أنها مرحلة استثنائية تستدعي التكيف معها حسب المعطيات وتطور الوضع الصحي في البلاد، مؤكدا أن النقابات بصدد انتظار استدعاء وزارة التربية الوطنية للبت النهائي في السنة الدراسة.