انتقدت نقابات التربية المستقلة بشدة قرار التخفيض في معدل النجاح في امتحان شهادة البكالوريا، إلى 9 من 20، كونه سيكرس الرداءة ويدعم "شعبوية" اتخاذ القرارات، كما أنه سيقلص "خيارات" الناجحين في الجامعات ويحصرها في تخصصات "غير مرغوبة"، فيما توقعت تسجيل نسبة نجاح وطنية ستفوق 60 بالمائة وطنيا خاصة في ظل تحصل أغلب المترشحين على نتائج مقبولة جدا. بالمقابل وجه الشركاء الاجتماعيون نداء مستعجلا للطلبة الجدد المستقبليين يدعوهم من خلالها للبدء في تكوين أنفسهم تكوينا مسبقا، لكي يتجاوزوا "حاجز المستوى" بالجامعة. انتقد، بوعلام عمورة، رئيس النقابة الوطنية المستقلة لعمال التربية والتكوين "الساتاف" بشدة قرار التخفيض في معدل النجاح إلى 9 من 20، والذي وصفه بغير "المقبول" على الإطلاق، على اعتبار أنه سيعمل على تكريس الرداءة و"الشعبوية". وأضاف المسؤول الأول على نقابة "الساتاف"، في تصريح ل"الشروق"، أن العودة ولو بصفة استثنائية إلى اعتماد "نظام الإنقاذ" في امتحان شهادة البكالوريا دورة سبتمبر 2020، سيشجع على الرداءة ويفتح الباب واسعا أمام "الشعبوية" في اتخاذ القرارات المصيرية، كما سيمس بمصداقية امتحان مصيري كالبكالوريا، وأكد بأنه من غير المقبول أن يتم التخفيض في معدل النجاح إلى 9 من 20، في وقت أن نتائج المترشحين في الامتحان بناء على التصحيحات، قد وردت جد مقبولة، في حين قد تحصل عدد كبير منهم على علامات ممتازة وآخرون تمكنوا من افتكاك العلامة الكاملة في مختلف المواد، خاصة في مواد العلوم الطبيعية والرياضيات والعلوم الفيزيائية، نظرا لطبيعة المواضيع التي تم حصرها في فصلين دراسيين اثنين دون الفصل الثالث، كما جاءت سهلة في متناول الممتحن المتوسط. بالمقابل توقع محدثنا تسجيل نسبة نجاح في البكالوريا، ستفوق 56 بالمائة وطنيا. من جهته، اعتبر الناطق الرسمي باسم نقابة مجلس الثانويات الجزائرية، زبير روينة، بأن القرار المفاجئ الذي اتخذته الوصاية والقاضي بالتخفيض في معدل النجاح، استثناء يعد سابقة في تاريخ الجزائر وبالتالي لن يخدم لا القطاع ولا المدرسة الجزائرية ولا التلميذ نهائيا، بقدر ما سيمس بمصداقية شهادة البكالوريا وسيكرس للرداءة. ووصف زبير روينة القرار بالسياسي أكثر منه بالبيداغوجي، على اعتبار أن الوصاية قد سبق لها وقدمت عدة تنازلات بسبب الوضعية الوبائية، التي تسببت في تعليق الدراسة، أبرزها إلغاء امتحان الابتدائي "السانكيام" وحصر مواضيع الامتحانين "البيام" و"البكالوريا" في دروس الفصلين الدراسيين الأولين، وبالتالي فليس هناك أي مبرر مقنع لاتخاذ قرار العودة لنظام الإنقاذ. من جانبه، أكد مسعود بوديبة، الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال بنقابة المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية، بأن "الكناباست" لم تكن تنتظر اتخاذ مثل هذا القرار الذي جاء مفاجئا ولم يتم استشارة النقابات حوله، غير أنه بالمقابل سيفرح التلاميذ والعائلات الجزائرية، وسيرفع من نسبة النجاح إلى أزيد من 60 بالمائة وطنيا، خاصة وأن التقييم الأولي قد أفرز نتائج جد مقبولة للممتحنين. وأما بخصوص معيقات وسلبيات هذا القرار، أوضح مسعود بوديبة، أن التخفيض في معدل النجاح، سيحرم عددا كبيرا من الناجحين من افتكاك التخصصات التي يرغبون فيها، بسبب نتائجهم في البكالوريا، وبالتالي فالتخصصات التي ستمنح لهم ستكون محدودة جدا، أين وجه نداء مستعجلا للناجحين، لأجل الشروع منذ اللحظة في تكوين أنفسهم تكوينا جيدا، لكي يتمكنوا من تجاوز "حاجز المستوى" عند انتقالهم للجامعة. أما رئيس نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "لونباف"، صادق دزيري، قد أعرب عن استغرابه لهذا القرار الذي ورد -حسبه- مفاجئا، إذ لم يتم استشارة الشركاء الاجتماعيين حوله، مؤكدا بأن الوزارة تتحدث عن الشراكة، لكنها في الواقع تمارس إقصاء مفضوحا. في الوقت الذي تساءل عن خلفية القرار إن كان مرتبطا بالجانب الصحي والوضعية الوبائية، أم أن له خلفية اجتماعية؟ أم له علاقة مباشرة بضعف النتائج المحققة وتراجع نسبة النجاح في هذه الدورة.