كشف رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "صادق دزيري" اليوم في تصريحات صحفية أن وزارة التربية الوطنية استفردت بقرار تخفيض معدلات النجاح في شهادة "البكالوريا" إلى 9/20،وأنه لم يتم استشارتهم كشركاء اجتماعيين.وقال رئيس "الأنباف" إن الوضع الحالي يعتبر استثنائيا ويحتاج لقرارات استثنائية إلا أن ذلك لا يعني أن تتم دون مناقشة الشركاء الاجتماعيين،كونهم أقرب الى الميدان وأكثر اطلاعا على مستوى التلاميذ.واعتبر رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "الأنباف" ان القرار الذي أعلن به وزير التربية الوطنية الخاص باعتبار كل مترشح تحصل على معدل عام يساوي أو يفوق 9 /20 في امتحان بكالوريا التعليم الثانوي دورة 2020 ، يعد ناجحا استثناء،كان فجائيا وغير متوقع، ولم نستشر فيه كشريك اجتماعي ولا نعرف خلفيات اتخاذ القرار،لكن في كل الأحوال القرار سيسعد التلاميذ ويثلج صدور أوليائهم ،وكقرار اجتماعي للظروف التي عاشها التلاميذ طيلة فترة انقطاعهم عن الدراسة.وحول عدم كشف وزارة التربية عن مخطط تنظيم السنة الدراسية مع اقتراب موعد دخول تلاميذ الابتدائي قال ديزي "كل جهة تتحمل مسؤولياتها والابتدائيات مسؤولية الجماعات المحلية فبعض البلديات بدأت العمل، أما فيما يخص مخطط تنظيم الدراسة فإن الوزارة قامت بالاستشارة ,لكن كان يفترض ان تستدعي النقابات للفصل في طريقة العمل ,الا أنه يبدو أنها ستقوم بإرسال المنشور مباشرة هذا الاسبوع الى المؤسسات التربوية لأنها اعتادت على اتخاذ القرارات الانفرادية.وبخصوص النقاش الذي غزى مواقع التواصل الاجتماعي،حول التخصصات المتاحة أمام الناجحين بمعدل 9/20، فرد بالقول إنها ضئيلة،وأن من أراد التسجيل في تخصص معين يتعين عليه بذل جهد مضاعف من بداية السنة من أجل تحصيل معدل يؤهله للتسجيل في التخصص المرغوب.أما عن نسب النجاح في بكالوريا دورة سبتمبر 2020 فتوقع "دزيري" أن تكون مقاربة أو أعلى بقليل من نسب نجاح السنة الماضية،خاصة بعد خفض معدلات النجاح،إلا أنه لم يوافق على تخوفات البعض من الاكتظاظ الذي يمكن أن تعاني منه الجامعات،معتبرا أن الجامعات والمراكز الجامعية أصبحت منتشرة على المستوى الوطني وهو ما يضاعف عدد المقاعد البيداغوجية المتاحة أمام الناجحين الجدد بشكل كبير.وكانت وزير التربية محمد واجعود قد كشف في ندوة صحفية عقدها أمس عن اعتماد معدل 9 من 20 كمعدل للنجاح في شهادة البكالوريا.من جهته ثم الناشط التربوي كمال نواري القرار الذي اتخذه وزير التربية الوطنية محمد واجعود مؤكدا أنه يتناسب مع الظرف الاستثنائي الذي مس كل التلاميذ عدا تلاميذ مرحلة التعليم الثانوي من تأجيل و تخفيض في المعدل وبسبب الانقطاع عن الدراسة والحجر المنزلي و ما عانوه من قلق و توتر.لدى كان على وزارة التربية الإسراع في إصدار تعديل القرار الوزاري رقم 25 المؤرخ في 02/10/2007 الذي ينظم امتحان شهادة البكالوريا خاصة في مادته رقم 23.في حين انتقد النقابي والناشط التربوي "نبيل فرقنيس" قرار تخفيض معدل البكالوريا إلى 09/20 من أجل الولوج إلى الجامعة معتبرا اياه قرارا غير صائب لم يتم فيه مشاورة المختصين والشركاء الاجتماعيين نظرا للنتائج التي ستنجر عن ذلك.وهي نقص المقاعد البيداغوجيا في الجامعة,حيث قال"أي اختصاص سيكون للتلاميذ المتحصلين على معدل تسعة؟..سنشهد تدهورا غير مسبوق للجامعة الجزائرية في الترتيب العالمي..قرارات اجتماعية و ارتجالية غير مدروسة تماما". "الكلا" اعتبرت القرار شعبويا يضرب السلطة البيداغوجية للأساتذة ويقفز عليها من جهته صرح الأمين العام للمجلس الوطني للثانويات الجزائرية "زوبير روينة" أن نقابة "الكلا" تدرك جيدا بأن البلاد تمر بوضع استثنائي بسبب وباء كورونا الذي ترك وسيترك أثرا و تداعيات وأعباء اضافية على الجميع والمدرسة ليست بمعزل عن ذلك ولهذا سايرنا بمساهماتنا في المشاورات حول القرارات التي تخص المدرسة العمومية بما يراعي ذلك ولو علي حساب بعض التنازلات البيداغوجية.وذلك مراعاة للوضع وانصافا للتلاميذ.وبما ان الامتحانات عموما وخاصة "البكالوريا" جاءت لتثمين مجهودات التلاميذ ومكافأة المتفوقين منهم وعليه فإن مصداقيتها من مصداقية المدرسة .وأضاف قائلا "إذا قبلنا بتحييد القرار البيداغوجي امام القرار الصحي حفاظا على صحة التلاميذ و الأساتذة والمؤطرين والعمال ,لكن لو استشرنا حول الموضوع فإننا لن نقبل بهذا القرار الذي نراه شعبويا أو تحت أي مبرر كان وهذا لسبب بسيط هو الانعكاسات الوخيمة لهذا القرار على المدرسة ودفاعا على مصلحة التلاميذ و مصداقية البكالوريا ثم على المدرسة العمومية ذات النوعية التي نناضل من أجلها لأننا مع دورات استدراكية كحلول بيداغوجية تخدم المدرسة".وختم المتحدث كلامه قائلا "لو كان القرار يخدم التلميذ والمدرسة لكنا طالبنا به من قبل وأيضا فإن هذا القرار يضرب السلطة البيداغوجية للأستاذ ويقفز عليها بشكل مباشر". "الكنابست"…قرار تخفيض معدل النجاح في البكالوريا لم يكن منتظرا من جهته أكد المكلف بالإعلام على مستوى المجلس الوطني ثلاثي الأطوار "الابتدائي والمتوسط والثانوي "الكنابست" بوديبة مسعود ان قرار تخفيض معدل النجاح في البكالوريا لدورة سبتمبر 2020 هو قرار لم يكون منتظرا ولم نستشر فيه،مؤكدا أن العائلات الجزائرية ستفرح حتما بالقرار،لكن في المقابل سيكون له تبعات على المستوى التعليمي والجامعي ،خاصة على مستوى اختيارات الطلبة وقضية التخصصات وكذلك فيما تعلق بالبكالوريا كحقيقة علمية ومرجع علمي في الجزائر.اما بخصوص المساس بمصداقية الباكالوريا قال بوديبة ان الكلام عن مصداقية البكالوريا كان يثار منذ زمن ،وبالتحديد منذ عندما ظهرت العتبة سنة 2008 ،زد الى ذلك ما عرفته سنة 2016 من فضائح التسريبات.فنقابة "الكنابست" طالبت دائما بحماية البكالوريا كقيمة علمية.أما بخصوص اعتماد تخفيض معدل النجاح في باك 2020 ، فهذا الأمر لا نعرف أسبابه وما هي المبررات،لكن يبقى الظرف الاستثنائي في امتحان دورة 2020 السبب المباشر الذي نعتقد أنه أدى الى اعتماد عدة اجراءات ولهذا فلم نكن ننتظر ان يتم اتخاذ مثل هذا القرار،خاصة أن امتحان شهادة البكالوريا لدورة 2020 كان الأنجح خلال السنوات الخمس الاخيرة بسبب خلوه من التسريبات والأخطاء،وهو ما جعلنا ننتظر نتائج أفضل. جمعية أولياء التلاميذ ترحب بالقرار وتصفه بالشجاع هذا وقال رئيس جمعية أولياء التلاميذ،أحمد خالد،إنه مسرور بالقرار الشجاع والحكيم لوزارة التربية،المتمثل في تخفيض معدل النجاح لشهادة البكالوريا إلى تسعة من عشرين، مؤكدا بأن الجمعية طالبت سنة 2010 بالعودة إلى نفس معدل النجاح المعمول به في سنوات الثمانينات و السبعينات.وأرجع أحمد خالد في تصريحات صحفية ادلى بها امس القرار الذي أعلن عنه وزير التربية اليوم نظرا للظروف الصحية والاجتماعية التي شهدتها السنة الدراسية المنصرمة أبرزها انقطاع التلاميذ عن الدراسة لمدة 5 أشهر.وبخصوص إمكانية تأثير تخفيض معدل النجاح على مصداقية أهم شهادة في الجزائر، أجاب ممثل أولياء التلاميذ أن الأمر سيساهم في القضاء على التسرب المدرسي،وسيقلص من اكتظاظ الأقسام في الثانويات،واجتماعيا سيكون له أثر في إدخال الفرحة على الأسر الجزائرية.