يعيش المواطنون الصحراويون في مدينة بوجدور المحتلة حالة حصار ومضايقات من طرف سلطات الاحتلال المغربية التي صعدت لهجتها في الآونة الأخيرة. وفي مقابل ذلك تعالت مطالب دولية أمام لجنة تصفية الاستعمار بالأممالمتحدة لإنهاء الاحتلال، ومنح الشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير. نقلت وكالة الأنباء الصحراوية عن مصدر حقوقي، أنّ سلطات الاحتلال المغربية تواصل لليوم التاسع على التوالي حصار منزل المناضلة الصحراوية فاطمة محمد الحافظ، وإبقائه تحت مراقبة مشدّدة من قبل عناصر أمن الاحتلال، مع منع عائلتها ومتضامنين الصحراويين من زيارتها. وفق المصدر الحقوقي منع أفراد من عائلة المناضلة الصحراوية من زيارتها وتمّ تعنيفهم، وهو الأمر الذي حدث أيضا مع المواطن الصحراوي محمد الراحة، الذي تعرض للتهديد والسب والشتم بعد تنديده بالحصار الذي تتعرض له المناضلة الصحراوية دون أية أسباب تذكر سوى مواقفها ونضالاتها السلمية المطالبة بالحرية والاستقلال. واستنادا لتقارير صحراوية، فإن قوات مغربية بزيها الرسمي والمدني اقتحمت منازل نشطاء صحراويين كما هو الشأن للناشطة، زينب امبارك بابي، التي اعتدت عليها هذه القوات وقامت بترويع عائلتها. وتفرض السلطات المغربية منذ أيام حصارا قمعيا مشدّدا على منازل المناضلين ببوجدور المحتلة في محاولة لثنيهم عن الاحتفال بذكرى عيد الوحدة الوطنية واليوم الوطني للخيمة، وكذا التضامن مع ضحايا حصار مدينة العيون المحتلة. لابدّ من تطبيق القانون في تطورات الوضع طالبت مجموعة من البلدان، الاممالمتحدة بضرورة تطبيق القانون الدولي واحترام حقوق الإنسان وتصفية الاحتلال المغربي من الجمهورية الصحراوية، آخر مستعمرة في إفريقيا، كما دعت الأمين العام للمنظمة الدولية الاسراع في تعيين مبعوث خاص جديد للاقليم في أقرب وقت ممكن. ومنذ انطلاق أشغال اللجنة الرابعة المعنية بتصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء 14 أكتوبر الجاري، كانت القضية الصحراوية في صلب العديد من مداخلات الدول التي دعت المنظمة الدولية الى تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير، والاسراع في حل قضية الصحراء الغربية وفق اللوائح التي تحكم عملية إنهاء الاستعمار. وأجمعت الدول في كلماتها على ضرورة إنهاء الاحتلال من آخر مستعمرة بأفريقيا، وتعجيل الأمين العام الأممي في تعيين مبعوث شخصي الى الاقليم. كما أعربت عن أسفها لعدم تتويج الجهود العالمية التي بذلت حتى الآن في إنهاء الاستعمار في العالم، لا سيما 17 إقليما غير المستقل، بما في ذلك الصحراء الغربية رغم اقتراب نهاية العقد الدولي الثالث للقضاء على الاستعمار، الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة. جنوب أفريقيا، نيجيريا، موزمبيق، نيكاراغوا، المكسيك، السيراليون،كوستاريكا وليختنشتاين، كانت من بين الدول التي رافعت في هذا الشأن. فقد طالبت جمهورية كوستاريكا من هيئة الأممالمتحدة الوفاء بالتزاماتها فيما يخص إيجاد حلول لكل النزاعات الدولية، لا سيما المعروضة على أجندة لجنتها الرابعة المعنية بتصفية الاستعمار، مجددة مواصلة دعوتها بشأن الإسراع في إيجاد حل سياسي عادل ودائم لقضية الصحراء الغربية، وفقا لقرارات الجمعية العامة التي تحكم عملية إنهاء الاستعمار، وما يقابلها في مجلس الأمن. ضرورة استئناف المفاوضات شدّدت المندوبة الدائمة لكوستاريكا لدى الأممالمتحدة، ماريتزا تشان، على أهمية بعث مفاوضات بين طرفين النزاع، للتوصل إلى حل على أساس حق تقرير المصير للشعب الصحراوي، وذلك استنادا لمبادئ وأحكام القانون الدولي. كما حثّت المتحدثة الأمين العام على الإسراع في تعيين مبعوث خاص جديد للصحراء الغربية في أقرب وقت ممكن، وتشجيع الطرفين على مواصلة الحوار والتعاون الكامل مع الأممالمتحدة. من ناحيتها أكدت البعثة الدائمة لجمهورية الموزمبيق لدى الأممالمتحدة، دعم موزمبيق للجهود المبذولة لإيجاد حل مقبول يضمن للشعب الصحراوي حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال، وفقا لقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة، مشددة على أن عدم إحراز تقدم بعد مرور ثلاثة عقود على قرار إنشاء بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) أمر مؤسف ويديم معاناة وتدهور أوضاع الصحراويين. وذكرت البعثة في تدخلها أمام اللجنة الرابعة المعنية بتصفية الاستعمار، «بينما نعيد تأكيد دعمنا لتقرير المصير والاستقلال للصحراء الغربية على أساس قيم ومبادئ الأممالمتحدة، ندعو المغرب وجبهة البوليساريو إلى استئناف المفاوضات من أجل إيجاد حل دائم وعادل ومستدام، مع أهمية التعجيل في تعيين مبعوث شخصي جديد للصحراء الغربية من قبل الأممالمتحدة من أجل تسهيل العملية نحو إجراء الاستفتاء الذي طال انتظاره في الصحراء الغربية، وكذلك حماية واحترام حقوق الإنسان الخاصة بالشعب الصحراوي. تقرير المصير لإنهاء النزاع كما شدّدت أيضا جمهورية نيكاراغوا على مسألة إجراء الأممالمتحدة لاستفتاء تقرير مصير للشعب الصحراوي، على اعتبار أنه السبيل الوحيد والحاسم في إنهاء لاحتلال الذي تعرفه الصحراء الغربية، داعية الأمين العام للأمم المتحدة إلى التعجيل في تعيين مبعوثه الخاص من أجل استئناف عملية التسوية. أكد المندوب الدائم لنيكاراغوا لدى الأممالمتحدة، خايمي إرميدا كاستيو، على أن التزام طرفي النزاع للدخول في مرحلة من المفاوضات المكثفة، بحسن نية وبدون شروط مسبقة، من شأنه أن يساهم في تمكين الشعب الصحراوي من الممارسة الكاملة لحقوقه غير القابلة للتصرف. وحيّا السفير كاستيو في ختام خطابه أمام اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار، شعب وحكومة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، مؤكدا مواصلة نيكاراغوا دعم نضالات الشعوب من أجل الحرية وتكثيف جهودها من أجل مساندة المجتمع الدولي في المضي قدما في تقرير المصير والاستقلال، للقضاء على الاستعمار بجميع أشكاله وتعبيراته.