شهدت أمس دائرة أرزيو الواقعة على بعد 30 كيلومترا شرق وهران حالة استنفار قصوى استدعت تدخل عناصر الدرك الوطني وقوات مكافحة الشغب التي حاولت امتصاص غضب قاطني البنايات القصديرية عقب قرار إزالة نحو 600 مسكن فوضوي بكل من كاب فالكون وحي بورين القصديري والمجمع السكني أحمد زهانة المحاذي للوادي. أقدم 500 مواطن على اقتحام دائرة أرزيو في الصباح الباكر طالبين العدول عن قراره القاضي بتهديم سكناتهم العشوائية دون منحهم بديلا، وأسفر الإنفلات عن جرحى وإغماءات في صفوف المحتجين على رأسهم النساء اللائي أطلقن العنان لحناجرهن بالصراخ والعويل. وحاول العديد من الشباب المنحدر من تلك المجمعات تخريب مقر الدائرة لولا تدخل أجهزة الأمن في الوقت المناسب لاحتواء الوضع إلى درجة التشابك معهم. وحسب أحد المواطنين في لقاء مع «الشعب» فان السلطات المحلية قضت بتهديم سكناتهم دون أن تمنحهم بديلا لائقا واكتفت فقط بالقرار الذي يشردهم وعائلاتهم بالعراء خاصة وأن الكثيرين منهم يقطنون في ذات الأحياء الفوضوية قبل سنة 2007 ويملكون بطاقات الإحصاء، وهي الضاهرة التي شهدها حي خميستي عقب قرار هدم 160 منزلا فوضويا أخطرها محاولات الانتحار، وأقدم رب عائلة على إضرام النار في جسده لتقوم مصالح الأمن بالتدخل. وقعت العديد من الاشتباكات بين السكان والأمن تم خلالها تسجيل العديد من الإغماءات من بينهن حامل تم نقلها على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات كما تم تسجيل ما يربو عن 11 جريحا. ومن القطاع الحضري بوعمامة ببلدية وهران إلى حي فلاوسن «البركي» سابقاÅبالقرب من أحد الفنادق المجاورة لبلدية سيدي الشحمي، أين تم نسف 150 منزلا فوضويا تم بناؤها فوق أراضي ملك للدولة وسط تعنت السكان لتقوم مصالح الدرك الوطني بالتدخل من أجل تسهيل مهام البلدية، وشهدت منطقة حي بوعمامة الأسبوع المنصرم هدم 18 بناء فوضويا ولا زالت العملية مستمرة لتمس البلديات المجاورة