شهدت عاصمة الأوراس باتنة، أمس، على غرار باقي ولايات الوطن إقبالا، معتبرا منذ الساعات الأولى، للاستفتاء على التعديل الدستوري الجديد الذي بادر به رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في إطار إصلاحاته لبناء الجزائر الجديدة، التي تعهد بها خلال حملته الانتخابية. كان سكان باتنة، أمس، على موعد مع الاستفتاء الدستوري، حيث وبمجرد فتح مكاتب الاقتراع توافد الناخبون والناخبات للتعبير الحر عن أصواتهم في استفتاء مصيري لم يعهدوا مثله منذ أكثر من 20 سنة خلت، بعد إقرار التعددية الحزبية. انطلقت عملية التصويت على الساعة الثامنة صباحا، وتميزت الأجواء وفق ما وقفت «الشعب» عليه، بتنظيم محكم رغم الظرف الصحي الاستثنائي الذي يجري فيه الحدث الوطني، جراء تفشي وباء كورنا. وساعد على التنظيم الجيد توفير السلطة الوطنية المستقلة، لكل الإمكانات المادية والبشرية لضمان إجراء هذا الاستحقاق الوطني في ظروف جيدة باعتماد البروتوكول الصحي المعتمد. وتقدر الهيئة الناخبة بالولاية بأزيد من 678 ألف ناخب وناخبة، موزعين عبر 450 مركز انتخاب، يؤطرها أزيد من 15 ألف مؤطر، وقد بلغت، بحسب اللجنة المستقلة بباتنة، نسبة التصويت في الساعة 11 صباحا، 5,6 بالمائة، لترتفع تدريجيا إلى حدود 12,1 عند الساعة 3 زوالا. وزارت «الشعب» مجموعة كبيرة من مراكز التصويت، حيث التقت ببعض الناخبين ورصدنا انطباعاتهم، التي كانت تتجه في اغلبها إلى وجوب التصويت بقوة، من اجل إحداث التغير المنشود، ولا يهم نوعية التصويت. فالمهم، بحسب سكان باتنة، التعبير بحرية عن الرأي وفي اطار من الشفافية التي يكفلها القانون، فكان مركز ابتدائية الأخوة فورار، أولى المحطات التي وقفنا عندها، وأكد لنا احد الوافدين الى صناديق الاقتراع، أنه جاء ليصنع بنفسه التغير من خلال التصويت ب»نعم» لأجل تمرير الدستور. وأكد «ب.م»، أن «ورقته تعتبر أمانة في عنقي كما أتمنى للجزائر الحبيبة أن تبقى قوية كما ارادها الشهداء، لذا صوتت بنعم لأساهم رفقة باقي الجزائريين الجزائر الجديدة التي نتطلع لها جميع»، وقاطعته سيدة قائلة: «يا بني يجب علينا الانتخاب من أجل الجزائر، يمكن تتحسن الأوضاع ويعيش أبناؤنا في الخير والهناء». غادرنا مركز بلدية عين التوتة متوجهين إلى بعض مراكز بلدية باتنة، وسجلنا نفس الأجواء وسط تنظيم جيد من خلال احترام مسافة الأمان والتباعد الاجتماعي، وكذا ارتداء الكمامات والقيام بعمليات تعقيم بين الحين والآخر. وأكدت لنا إحدى السيدة أنها صوتت رفقة افراد عائلتها من اجل بناء الجزائر، ولتبقى دائما كما كانت واقفة، وتقطع المزيد من أشواط التنمية المحلية والتطور. واللافت في هذه المراكز هو الإقبال المعتبر لبعض افراد الجيش الوطني الشعبي للإدلاء بأصواتهم كمدنيين بحرية داخل العوازل. وبدوائر الشمرة، بريكة، نقاوس ومروانة، شهدت اغلب مراكز التصويت على الدستور، إقبالا معتبرا للناخبين. وأكد لنا كل من تحدثنا إليهم بخصوص ضمانات السلطة الوطنية المستقلة بتنظيم استفتاء نزيه وشفاف، أن الأجواء مبشرة بالخير من خلال التسهيلات الكبيرة الممنوحة للناخبين. الباتنيون بصوت واحد... نعم للمستقبل خلال جولتها الميدانية للعديد من مراكز التصويت على التعديل الدستوري الجديد 2020، سجلت «الشعب»، تقاطعا كبيرا بين انطباعات كل الناخبين والناخبات بولاية باتنة، بخصوص أهمية الإدلاء بأصواتهم. وأشار بعض المواطنين الذين التقيناهم على أن الانتخاب مهما كانت نتيجته على غرار التصويت ب»نعم» أو «لا» للدستور الجديد، فهو ممارسة ديمقراطية تعزز مكاسب الدولة الجزائرية في هذا الشأن، وهو «حق وواجب» في نفس الوقت، وعلى كل من يملك بطاقة ناخب أن يتوجه ليعبر بكل حرية عن رأيه في مضمون التعديل الدستوري. بدورهم دافع الشباب خاصة خريجي الجامعات وطلبة التكوين المهني والتمهين، عن حقهم في هذا الاستفتاء المصيري لصناعة المستقبل الذين يحلمون به حيث أكد احدهم وهو خريج قسم الإعلام والاتصال بجامعة باتنة-1، أن «مستقبل الجزائر هذه المرة بيد أبنائها، وما استفتاؤهم على التعديل الدستوري الجديد من عدمه إلا ثقة منحتها اياهم الدولة الجزائرية لتحديد مستقبلهم وبناء الجزائر الجديدة، ولا يمكن صناعته بدون أن يكون لهم رأي فيه». بدورها سيدة في العقد الرابع من عمرها، وجدناها بمركز اقتراع بوسط المدينة، بعد أن أدت واجبها الانتخابي، أكدت لنا «الجزائر سيكون مستقبلها كما ارد الشهداء للشباب لأنهم سيحملون المشعل ويكملون مسيرة البناء والتشييد»، حيث كانت هذه الأجواء نفسها بأغلب مراكز الانتخاب بباتنة بإقبال معتبر زاد في الفترة المسائية بإقبال العنصر النسوي على مراكز التصويت. رئيس اللجنة المستقلة عمار كرارشة، أكد بدوره أن الاستفتاء جرى في ظروف استثنائية هذه بسبب وباء كورونا، حيث وضعت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بروتوكولا صحيا لتنظيم سير عملية الاستفتاء، تضمن تعليمات صحية صارمة ووضع الأقنعة الوقائية واحترام مسافة التباعد الاجتماعي وتفادي التلامس الجسدي بين الأفراد، كما لم يسمح البروتوكول بالتواجد المكثف داخل مكاتب التصويت لأي شخص عدا مؤطري المكتب والشخص الناخب، حفاظا على صحة الناخبين والمؤطرين لضمان إنجاح الاستحقاق. وفضلت نساء بلديات باتنة النائية والتي باتت تعرف بمناطق الظل، الفترة المسائية للخروج والتعبير بكل حرية عن رأيهن في مشروع التعديل الدستوري، حيث اختارت الناخبات القاطنات بأريس، تكوت، إشمول، أولاد سي سليمان، واولاد عوف، نقاوس، غسيرة، منعة وغيرها، الفترة المسائية للاقتراع. وشهدت أغلب مراكز التصويت إقبالا معتبرا، رغم مخاوف تفشي الوباء، للناخبات وهو ما أكدته الأصداء الواردة من هناك. ومعلوم أن ناخبات المناطق النائية بباتنة، يفضلن على غرار كل الجزائريات أداء واجباتهن المنزلية في الفترة الصباحية من تنظيف وتحضير لوجبة الغداء والخروج بعدها للتصويت، غير أن العلامة الفارقة هي إقبال النساء الماكثات بالبيت هذا العام على التصويت لصالح التعديل الدستوري. كما لم تمنع درجة الحرارة المرتفعة ببلديات جنوب الولاية السكان من الخروج بقوة للتصويت، كما أكدت ذلك نسب الانتخاب بالدوائر الواقعة جنوب الولاية باتنة، على غرار بريكة والجزار. وقد اختار سكان هذه المناطق الفترة الصباحية والمسائية للتصويت وهو ما يعكس الوعي الكبير للسكان بأهمية الاستحقاق الدستوري في تحديد مستقبل البلاد. بعدها كانت الوجهة لمقر المندوبية الولائية للجنة المستقلة التي أكدت عدم تسجيلها لأي تجاوزات شابت عملية التصويت. وفي المقابل، أشادت اللجنة بالوعي الكبير الذي أبداه ساكنة الولاية من خلال احترام خصوصية كل شخص في التصويت وفق قناعته وكذا الإقبال المعتبر على صناديق الاقتراع منذ الصباح الباكر، كما تفقد أعضاء اللجنة اغلب مراكز الانتخاب، وسجلوا ملاحظاتهم بشأن السير العادي الذي ميز عملية الاقتراع على الدستور الجديد 2020. إذاعة الأوراس حاضرة بقوة جندت إذاعة الأوراس الجهوية بباتنة، كل طواقمها الصحفية والتقنية لنقل مجريات التصويت على التعديل الدستوري، وذلك منذ انطلاق الحملة على الإستفتاء، حيث خصصت إذاعة باتنة الجهوية في إطار تقديم الخدمة العمومية وإطلاع الرأي العام على مستجدات العملية، عدة برامج حوارية وحصص خاصة لمواكبة الحدث والتحسيس بأهمية الاستفتاء على الدستور، أيا كانت نتيجته. وتحسبا للموعد، جندت الإذاعة كل إمكاناتها المادية والبشرية لإنجاح الموعد وإطلاع المواطن الباتني على كل تفاصيل الحدث الوطني الأهم، من خلال اليوم المفتوح والنقل المباشر لعملية التصويت من البلديات 61 المشكلة للولاية، إضافة إلى توزيع عدة طواقم صحفية على كل دوائر الولاية 21. وباستديو الإذاعة شارك عدة ضيوف في مناقشة أهمية الاستفتاء ودواعيه وأهدافه، على غرار بعض الجمعيات الفاعلة في المجتمع والأساتذة والمختصين في القانون الدستوري. الرئيس الأسبق اليمين زروال يؤدي واجبه أدى رئيس الجمهورية الأسبق، اليمين زروال، صباح أمس، في حدود الساعة، 09:30 دقيقة، واجبه الانتخابي بالمركز القريب من منزله بمدينة باتنة، بحي المجزرة، بابتدائية علي بن الطيب ببوزوران وسط إجراءات تنظيمية كبيرة، على غرار البرتوكول الصحي الخاص بالحدث. ومعروف عن الرئيس الأسبق عدم تخلفه عن أي موعد انتخابي شهدته الجزائر منذ تركه سدة الحكم سنة 1999، حيث صوت زروال وأدى واجبه للتعبير عن رأيه في أعلى وثيقة بالبلاد وهي الدستور. سكان بلدية لارباع يعبرون عن رأيهم لأول مرة أدى ساكنة بلدية لارباع النائية، واجبهم الانتخابي بخصوص الاستفتاء على التعديل الدستوري الجديد 2020، لأول مرة منذ نشأة البلدية سنة 1985، حيث سخر والي باتنة، بالتنسيق مع السلطة الولائية المستقلة للانتخابات، كل الإمكانات المادية والبشرية لإنجاح الاستحقاق. وأعطت السلطة تعليمات صارمة للجهات المعنية بتوفير الحافلات لنقل سكان بلدية لارباع الموزعين على مختلف مناطق الولاية باتنة، على غرار تازولت، عين التوتة، باتنة، بعد أن تسببت الظروف الأمنية خلال العشرية السوداء في تهجير مئات العائلات من بلديتها الأصلية لارباع إلى مختلف مناطق الولاية. وتم تخصيص حافلات لنقل سكان لارباع إلى مقر البلدية لأداء واجبهم الدستوري في أحسن الظروف، حيث حرص مسؤولو البلدية على جمع مراكز الانتخاب الثلاثة السابقة في مركز انتخابي واحد بمقر البلدية ضمانا وتسهيلا على المواطنين لأداء واجبهم الانتخابي كبقية سكان الولاية.