هل من الصدفة أن تعلن مخابر «فايزر» عن نجاح لقاحها ضد كورونا بنسبة 90 من المائة في هذا التوقيت، أم أن للأمر علاقة بمخرجات الرئاسيات الأمريكية، وهل يعني أن هذا الإعلان جاء في الوقت بدل الضائع؟ الأكيد، في عالم السياسة، هناك حسابات فقط، أما الصدف فلا مكان لها إلاّ في مخيّلة الشعوب المغلوبة على أمرها. ووفق هذا المنطق، لا يمكن أن يكون توقيت إعلان مخابر فايزر، أي بعد يومين من إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية، محض صدفة. فهل فوّتت فايزر على ترامب فرصة الاحتفاظ بمفاتيح البيت الأبيض 4 سنوات أخرى؟ أصبح من المألوف أنه كلما اقتربت ساعة انتخابات الرئاسة في الولاياتالمتحدة إلاّ وتحرّكت ملفات وأزمات، لأن منافسة بهذا الحجم تحتاج وقودا انتخابيا يُشعل مواجهة بين غريمين يختار بينهما الناخب الأمريكي ولكن كل العالم يتأثر بذلك. الأكيد أن أسعد شخص بإعلان «فايزر» هو الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، المنتشي قبل ذلك بفرحة الفوز بأكبر عدد من الأصوات المعبّر عنها في تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية، كما أنه يبدو. وكما أن المصائب لا تأتي فرادى فإن الأفراح هي كذلك، ستكون عهدة بايدن الرئاسية مريحة جدا، كما يبدو، لأن حزبه يحوز الأغلبية في مجلس النواب، ولا يحتاج الديمقراطيون إلا ثلاثة مقاعد للحصول على الأغلبية في مجلس الشيوخ. وهكذا تكتمل الحلقة ليحصّل بايدن على شيك على بياض لتنفيذ برنامجه الرئاسي دون إزعاج ولا تشويش، ما عدا محاولات ترامب الرامية لإفساد فرحة الفوز والتغطية على الهزيمة؟. لو أضفنا إلى فوز بايدن وحصول الديمقراطيين على الأغلبية في الكونغرس، طرح اللقاح ضد «كوفيد.19»، فإن الرئيس الأمريكي لن يكون مجرّد رئيس لأمريكا فقط، ولكن سيبدو في ثوب منقذ البشرية جمعاء ولنتصوّر كيف سيؤثّر ذلك على سمعة واشنطن وعلى سياستها في عالم تراجعت فيه ريادتها له بشكل لافت؟