[Image]أحيت أمس القارة السمراء يوم الطفل الإفريقي المصادف ل 16 جوان من كل سنة والذي يعد مناسبة لجرد أوضاع واحتياجات هذه الفئة من المجتمعات التي يزج بها غالبا في النزاعات أو تستغل في الأعمال الشاقة، أو يهدر حقها في الغذاء، الصحة، والتعليم بحكم الفقر والحاجة أو الحروب. ويولي الاتحاد الإفريقي اليوم اهتماما كبيرا لموضوع حماية حقوق الطفل ومحاربة كل الآفات والمشاكل التي تجعل منه الضحية الأولى. من بين هذه المسائل الخطيرة، نخص بالذكر: الفقر، المجاعة، تفشي الأمراض، كما يكون أخطرها وأعنفها على الإطلاق النزاعات الأهلية المسلحة أين يحول الطفل إلى جندي يحمل أسلحة تفوق وزنه بثلاثة أضعاف. وترافع الأممالمتحدة من جهتها عن طريق منظمة اليونيسف من أجل توفير أفضل حماية وتغطية صحية، الغذاء وكذا الدراسة لأطفال القارة السمراء. والجدير بالذكر أن الجزائر كانت سباقة للانشغال والحديث عن محاربة كل هذه المشاكل التي تمس بحقوق واستقرار ورفاهية الطفل الإفريقي حيث جاء ذلك في 2003 خلال انعقاد القمة الإفريقية على أرضها والتي سميت ب «قمة الإصلاحات». وجاءت هذه الإصلاحات التي عرفها الاتحاد الإفريقي بعد انعقاد المنظمة القارية التي رافعت فيها الجزائر من أجل حماية الطفولة من الاستغلال والاعتداء وانتهاك الحقوق، والتي اتخذت بموجبها جملة من القرارات والتوصيات المصيرية في حماية مستقبل أطفال القارة السمراء. ومن بين التوصيات المصادق عليها: منع استغلال الأطفال في الحروب والنزاعات الأهلية، حماية الطفل المتمدرس إلى غاية سن ال 16 حتى لا ينزلق في شبكة الانحراف والجريمة. وجاء أيضا ضمن التوصيات: السماح لكل طفل لم تسنح له الفرصة لمزاولة دراسته من الاستفادة من التأهيل والتكوين المهني، في حين دعت من جهة أخرى إلى تشجيع الشباب ومرافقتهم في إنشاء مؤسسات مصغرة عبر آليات دعم بنكية وتسهيلات جبائية وجمركية تدعمها كل دولة من أجل النهوض بالاقتصاد وإدماج الشباب فيه. وبالرغم من مصادقة معظم دول الاتحاد الإفريقي على هذه التوصيات تبقى أوضاع الطفل في العديد منها مزرية جدا وفي حاجة ماسة للتحسين والأخذ بعين الاعتبار . وللإشارة تحتفل القارة السمراء سنويا بإحياء يوم الطفل الإفريقي تخليدا لذكرى المئات من تلاميذ المدارس الذين قتلوا في ال 16 جوان 1976 خلال مظاهرة في سويتو (جنوب إفريقيا) قاموا بها للمطالبة بحقهم في التعليم بلغتهم الأصلية.