يصادف 16 جوان من كل سنة يوم الطفل الإفريقي، ليكون بمثابة وقفة على بعض القضايا التي تكرس الوعي بضرورة مواجهة ثالوث الفقرو الأمراض الفتاكة والنزاعات المسلحة الذي يهدد الطفولة.وكثيرا ما تشهد هذه المناسبة زيارات، حفلات وملتقيات تشرح واقع هذه الشريحة، ثم ينقضي اليوم ويسدل الستار ووراءه نقطة استفهام: ماذا بعد هذه الوقفة؟ ففي الوقت الذي تتحدث فيه التقارير الإعلامية عن مواقع خاصة بالأطفال على شبكة الأنترنت في أوروبا، يعيش عشرات الآلاف من الأطفال في بعض الدول الإفريقية خارج مقاعد الدراسة، ويعاني البعض الآخر من العنف، التشغيل، الاسترقاق الجنسي والأمراض الفتاكة.. وهذه الفجوة الكبيرة تبعث على التساؤل: هل أن أطفال القارة السمراء معنيون حقا بالاتفاقيات والتوصيات الخاصة بالطفولة؟ إن حظوظ العديد من أطفال إفريقيا في حياة مستقرة وغذاء متوازن، يبقى دون المستوى، بالنظر إلى المشاكل التي تعاني منها بعض دول هذه القارة، والتي ليس أقلها الخلل الديمغرافي، التدهور الاقتصادي وتدني مستوى التعليم. وإذا كان لسياسة القوى الكبرى تجاه مصالحها في إفريقيا يد في ذلك، فإن هذا لا ينفي أن كل هذه المعطيات تضع حكومات الدول الإفريقية أمام تحديات كبيرة، للتمكن من تحمل مسؤولياتها في مجال حماية الطفولة.. فالمطلوب روح التغيير ونزعة الإصلاح ضد الأمية، المجاعة والتخلف، للارتقاء بالطفولة الإفريقية.. وفي انتظار أن يتحقق ذلك، نزف تحياتنا إلى كافة صغار القارة السمراء.