دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة القادة الأفارقة وبالأخص البلدان التي تشهد نزاعات منذ مدة ليست بالقليلة منها جيبوتي وإريتيريا والسودان وتشاد والصومال إلى السعي أكثر ومواصلة العمل سويا لإقرار سلم وأمن دائمين في القارة• واعتبر الرئيس أن هذا المسعى هو الحل الوحيد لتسوية نهائية ودائمة للنزاعات في القارة الإفريقية• وفي السياق أكد عبد العزيز بوتفليقة أمس خلال تدخله أمام رؤساء دول وحكومات الإتحاد الإفريقي في اليوم الثاني والأخير من القمة ال 11 للإتحاد المنعقدة بشرم الشيخ بمصر على ضرورة تحلي جيبوتي وأريتيريا سلطة وشعبا بضبط النفس في الخلاف الطارئ الذي نشب بينهما واعتماد الحوار لمعالجة المشكل حفاظا على مصلحة البلدين ومنه القارة بأكملها• وعن الأزمة في الصومال، قال رئيس الجمهورية في كلمته حول وضع السلم والأمن بإفريقيا أن دعم الحكومة الصومالية كان هدفه استجماع الشروط اللازمة لإعادة الثقة بين الصوماليين والتمكين لهم من الأمن والإستقرار مجددا بعد عقدين من الأزمة التي يواجهها القرن الإفريقي• وأكد بوتفليقة أن الأزمة لن تنته إلا بانخراط كافة الأطراف فيها، عوضا عن الإبقاء على وضع الإختلاف الذي يرهن مصلحة الشعب الصومالي، معتبرا أن الوضع في المنطقة يقتضي تسوية سياسية عاجلة للأزمة• وعبر الرئيس عن قلقه من إخفاق الحوار والمصالحة في الصومال واستمرار العنف، داعيا المجموعة الدولية إلى التحلي بالمسؤولية من أجل إيجاد حل لأكثر النزاعات صعوبة في القارة الإفريقية، وبالمقابل عبر عنارتياحه من تحسن الأوضاع في دارفور بعد انتشار بعثة الأممالمتحدة والإتحاد الإفريقي، مؤكدا على ضرورة التفاف دينامية السلام لدفع المفاوضات وتحقيق الاستقرار وهو ما طالب به التشاد والسودان بتخفيف التوترات بينهما• وقد شمل تدخل الرئيس أمس حول موضوع الأمن والسلم في إفريقيا كل بؤر التوتر التي زادت من وضعية القارة تعقيدا، في وقت كان يجب أن تتجه كل الجهود والمبادرات إلى مواجهة أزمات إقتصادية تهدد القارة، وعلى رأسها أزمة الغذاء• وقد هيمنت مواضيع النزاعات في القارة على أشغال المجلس التنفيذي للإتحاد الإفريقي وتسبب في تعطل اختتامه الذي كان مقررا عشية انعقاد القمة على مستوى الرؤساء وقد اضطر هؤلاء إلى الإنطلاق في الأشغال دون قرارات وزراء الخارجية مثلما كان مقررا في التحضير للقمة ال 11 للإتحاد الإفريقي، كما راجت أحاديث أمس عن مطالبة بعض المسؤولين الأفارقة بوقف عضوية زيمبابوي في الإتحاد الإفريقي وكان رئيسها روبرت موغابي حضر أشغال القمة التي ناقشت أزمات عديدة دون أن يتوصل إلى حل فقال: وركزت التوصيات على مطالبة الدول الكبرى بدعم القارة السمراء لحل أزمة الغذاء مقابل دفع الدول الإفريقية إلى مضاعفة الإنتاج وإقامة منشآت لحل مشكل المياه في القارة وهما الملفان اللذان درسا في القمة بالإضافة إلى ملف النزاعات وتحقيق أهداف الألفية• وفي هذا السياق جاء في توصيات الفريق المكلف بتسيير أهداف الألفية عرضه أمس خلال ندوة صحفية سبقت اختتام أشغال القمة أن عددا كبيرا من الدول لا تسير على النهج الصحيح فيما يتعلق بتحقيق أهداف الألفية رغم تقدم طفيف حقق على المستوى السياسي والإقتصادي، وتضمن التقرير الذي عرضته نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أشار وزميجيرو ورئيس الإتحاد الإفريقي جاكايا لميكويت توصيات تتعلق بمحاربة المجاعة والفقر والأوبئة وأكد التقرير على ضرورة أن تدعم الحكومات الإفريقية في حملتها لمضاعفة الإنتاج الزراعي ورفع الدعم من 1 إلى 2 مليار دولار في السنة وأطلق نداء المساعدة عشية انعقاد لقاء بين مجموعة الثمانية وإفريقيا في هوكايدو اليابانية والتي ستخصص لبحث أزمة الغذاء وانعكاساتها•