كشفت الوزيرة الكلفة بالاسرة وقضايا المراة نوارة سعدية جعفر ان الدولة خصصت ميزانية للاطفال بهدف التكفل الجيد بهم من عدة مستويات باعتبارهم رجال الغد.ويدخل ذلك حسب نوارة في اطار المخطط الخماسي الحالي والذي قدر ب 40 بالمائة من حجمه لحساب الاطفال ممثلة في بناء الهياكل التربوية من مدارس وتكوين ذوي الاحتياجات وغيرها من المجالات المفتوحة مؤكدة سعي وزارتها إلى العمل جاهدة من اجل تحقيق ادماج الأطفال المعاقين في المجتمع كغيرهم من الأطفال العاديين اليوم الإعلامي الذي نظم أول أمس بفندق «الماركور» حول وضعية الطفل المعاق في الجزائر كشف كيف ان هذه الشريحة تحظى بعناية خاصة من طرف الدولة بحيث تضعها في اولويات برنامجها منذ استعادة السيادة الوطنية. واستدل في المداخلات بالارقام التي تثبت تحسين التكفل بالشريحة منها تلك الواردة من الوزارة المعنية بالملف مؤكدة انه تم احصاء 98 بالمئة يتواجدون في المدارس، في حين تم ضمان تعليم أكثر من 15668 طفل معاق على مستوى التراب الوطني وتكوين 2064 طفل معاق حركيا منهم 753 فتاة، إضافة إلى تخصيص أكثر من 203 مراكز خاصة بتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة. وحسب الوزيرة فان الطفل المعاق في الجزائر يمتلك نفس حقوق الطفل العادي كما له نفس الواجبات وبالتالي يتوجب على المجتمع تقبله وتحسين معاملته سيما وان هذه الفئة حسبها استطاعت تحقيق نجاحات كثيرة في العديد من الميادين متحدية اعاقتها الحركية. وطالبت نوارة بضرورة مرافقة الدولة في التحسيس بضرورة ادماج الطفولة المعاقة في المجتمع. وقالت ان ذلك لن يحدث الا بتظافر الجهود والتعاون المستمر بين مختلف القطاعات الوزارية. وعرف اللقاء الإعلامي حضور العديد من الشخصيات البارزة من بينها سليمة سواكري ممثلة النوايا الحسنة وممثل الأممالمتحدة في الجزائر «مباي» ورؤساء الجمعيات والقائد العام للكشافة الإسلامية. وأبى هؤلاء المتدخلين على حد تصريحاتهم ل «الشعب» الا ان يشاركوا بقوة في هذا اللقاء الذي حمل موضوع وضعية الطفل المعاق في الجزائر وذلك نظرا لما تعيشه هذه الشريحة من تهميش وتقصير في مجتمع رفض ادماجها بسبب اختلاف طفيف في الجسم بينها وبين الأشخاص العاديين. من جهته أكد لنا رئيس الشبكة الجزائرية لحقوق الطفل عبد الرحمان عرعار بأن اليوم الإعلامي نظم للتحسيس ب «وضعية الطفل المعاق في الجزائر» بالتنسيق مع اليونسيف ووزارة الأسرة والكشافة. وقال عرعار في تصريح لنا ان اللقاء نظم بناءا على توصيات الاتحاد الإفريقي الذي اقر بمناسبة احتفالات اليوم العالمي لحقوق الطفل الإفريقي بضرورة التكفل الحسن بشريحة الاحتياجات الخاصة. وأضاف عرعار ان اختيار هذا الموضوع للدراسة والمناقشة جاء بسبب ازدياد عدد الأطفال المعاقين في الجزائر سنويا نتيجة عوامل عديدة تتصدرها حوادث المرور وضحايا الألغام انطلاقا من الحدود الشرقية إلى الحدود الغربية، إضافة إلى الحوادث المنزلية وحتى الأخطاء الطبية التي تنجم عنها في كثير من الأحيان مختلف أنواع الإعاقات، داعيا الى ضرورة تفعيل المجلس الوطني للمعاقين. وأضاف قائلا: «دور المجتمع المدني كبير في تفعيل هذا العمل كبير وشبكتنا تسعى إلى مساعدة الطفل المعاق الذي يتعرض يوميا إلى سوء المعاملة والإهمال والاعتداءات فدورنا نحن التدخل، لكن الاحتياجات الأخرى كالتربية والصحة فهي مسؤولية جهات أخرى تتكفل بهذا الجانب». وأضاف عرعار ان شبكة «ندى» بالتنسيق مع أخصائيين نفسانيين تقوم بمتابعة هؤلاء الأطفال وراء الخط الأخضر، معربا عن ارتياحه فيما يخص المراكز الخاصة بهذه الفئة المحرومة الذي اكد بأن عددها معتبر وكبير إلا أن نوعية الخدمات والبرنامج وحتى التأطير المتبع ضعيفة جدا نتيجة عدم اتباع المقاييس الدولية. من جهته دعا القائد العام للكشافة الجزائرية بن براهم إلى ضرورة تظافر الجهود من أجل تحقيق التكفل الجيد بهذه الشريحة المحرومة من أدنى الحقوق والمهمشة لأبعد الحدود. في حين أكدت ممثلة النوايا الحسنة لليونيسف سليمة سواكري بأن المنظمة تعمل جاهدة على حماية الطفولة المعاقة من خلال المطالبة بحقوقهم المهضومة والتكفل الحسن بتجهيز المراكز وترقية الخدمات للشخص المعاق. كما صرحت رئيسة الفيدرالية الجزائرية للمعاقين معمري عتيقة بأن الطفل المعاق في الجزائر يعاني من مشاكل عديدة وحقوقه مهضومة، مشددة على ضرورة تحسين التكفل بهده الشريحة الحساسة على مدار الأيام وليس مناسباتيا فقط.