أكد جمال ولد عباس وزير التضامن الوطني والعائلة والجالية الوطنية المقيمة بالخارج أول أمس بالجزائر على ضرورة مواصلة العمل في إطار شراكة وطنية ودولية لإرساء استراتيجية من شأنها ترقية التكفل بالطفولة المحرومة من الدفء العائلي. ذكر الوزير في كلمة ألقاها في انطلاق أشغال الملتقى الخاص بالبحث عن سبل تحسين التكفل بهذه الشريحة من الطفولة تماشيا مع المعايير المعمول بها دوليا بأهمية التكفل بالطفولة التي تعاني من الحرمان العائلي والتي تستدعي -كما قال- رعاية خاصة. وأشار الوزير في هذا الإطار إلى وجوب توفير لهذه الشريحة كل الرعاية التربوية والصحية والسيكولوجية، مبرزا أهمية اللجوء إلى "الكفالة " التي يتم من خلالها إدماج الطفل في الوسط العائلي، فيما أعرب عن ارتياحه لكثرة استقبال الطلبات للتكفل بطفل مسعف في الجزائر العاصمة وحدها لاسيما في أوساط النساء اللواتي حرمن من الإنجاب. وقدر الوزير العجز في تلبية هذه الطلبات على مستوى الولاية المذكورة ب 600 طلب لحد الآن، مبرزا في نفس الوقت بجهود السلطات العمومية لتوفير رعاية لهذه الشريحة من خلال فتح مراكز للطفولة المسعفة ما بين 0 و3 سنوات وحث ودعم العائلات لاستقبال هذه الطفولة من 3 إلى 18 سنة على المستوى الوطني. كما أشار ولد عباس إلى الجهود التي بذلت لتكوين مؤطري مراكز استقبال الطفولة المسعفة من خلال تلقينهم طرق رعاية هذه الشريحة من الطفولة والعمل على ضمان مستقبلها وإدماجها مهنيا واجتماعيا. ودعا كل الجهات المعنية من مجتمع مدني و منظمات وطنية ودولية بتعزيز الشراكة والتعاون لمساعدة هذه الطفولة من خلال تسطير برامج كفيلة بإدماج هذه الشريحة من المجتمع لاسيما من ذوي الاحتياجات الخاصة. من جهتها أكدت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالعائلة وقضايا المرأة سعدية نوارة جعفر على ضرورة الاستفادة من تجارب الدول الرائدة في مجال رعاية الطفولة المسعفة، معتبرة هذا اللقاء فرصة يتم من خلالها البحث عن أساليب جديدة لدعم التكفل بالطفولة المحرومة من الدفء العائلي، ودعت في هذا السياق إلى تعزيز التضامن والمساندة لهؤلاء الأطفال لضمان تنمية اجتماعية وبسيكولوجية سليمة. وأشارت الوزيرة إلى أهمية دعم الشراكة مع الهيئات الدولية لفائدة الطفولة المحرومة مذكرة بالتجربة الجديدة التي لجأت إليها الجزائر في مجال تحسين التكفل لهذه الشريحة من خلال حث العائلات لاستقبال الطفولة المحرومة وكذا اللجوء إلى الكفالة. ويهدف هذا اللقاء الذي شارك فيه ممثلون عن المجتمع المدني و منظمات وهيئات دولية مختصة إلى البحث عن سبل تحسين ظروف التكفل بهذه الشريحة من الطفولة من خلال مراجعة النظام المعمول به حاليا وتكييفه مع المستجدات الحاصلة دوليا في هذا المجال. كما يرمي أيضا إلى البحث عن إمكانية إرساء استراتيجية وآليات جديدة من شانهأ تحسين طرق إدماج الطفل المسعف في إطار عائلي وكذا تحديد مناهج ومعايير التكفل بالطفولة ما بين 0 إلى 3 سنوات وما بين 3 إلى 18 سنة في المراكز المختصة، ويهدف هذا اللقاء كذلك إلى دراسة سبل دعم الكفاءات المهنية المؤطرة لهذه المراكز وتحسين ظروف الاستقبال والتكفل الموجه لشريحة المعاقين وتحديد المشاريع الاجتماعية المركزة للفائدة هذه الطفولة. وتجرى الأشغال على مستوى خمسة ورشات عمل من شأنها دراسة كيفية التكفل بالطفولة المسعفة وخاصة من ذوي الاحتياجات الخاصة أي المعاقين، كما تعكف هذه الورشات على دراسة كيفية اللجوء إلى الكفالة لإدماج الطفولة المحرومة ضمن العائلة وتكوين المكونين وتحسين أطر استقبال الطفولة المحرومة.