كشف الباحث الأكاديمي د - رياض شروانة أنّ كتاب «وثائق مالك بن نبي في الأرشيف الوطني الفرنسي»، الذي أصدره سنة 2020 في إطار عمل مشترك مع د - علاوة عمارة، يسلّط الضوء عن جوانب خفية من حياة المفكر والأديب الراحل مالك بن نبي، متعلقة بحياته الشخصية ومضايقات مصالح الاستخبارات الفرنسية له إبان الحرب العالمية الثانية واتهامها له بالتعامل مع الألمان. أشار د - شروانة في تصريح ل «الشعب»، أن الكتاب الصادر عن سلسلة منشورات مؤسسة الشيخ الإمام عبد الحميد ابن باديس، ارتكز على 201 وثيقة أرشيفية تتعلق بمالك بن نبي، يعود أقدمها إلى سنة 1939، كانت محفوظة في الأرشيف الوطني الفرنسي وموزعة على رصيدين أرشيفيين». ويعود الرصيد الأول، حسبه «لمصلحة الاتصالات الشمال إفريقية (SLNA) بفروعها الثلاث بالجزائر وقسنطينة ووهران الذي يحتفظ به مركز الأرشيف الوطني لما وراء البحار بآكس أون بروفونس (Aix-en-France)، في حين يعود الرصيد الثاني إلى مجلس قضاء السان (Cour de Justice du département de la Seine) والمحفوظ بمركز الأرشيف الوطني ببيار فيث سير سان (Pierrefitte-sur-Seine) بالضاحية الباريسية.» وتغطي هذه الوثائق، التي وزعت على 256 صفحة، جوانب كانت مجهولة من شخصية وحياة مالك بن نبي ودراسته ونشاطاته المهنية والسياسية والفكرية في الفترة الواقعة ما بين 1914 و1957، خصوصا فترة سجنه بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ونشاطاته السياسية المتعددة في الثلاثينات والخمسينات إلى غاية التحاقه بالوفد الخارجي للثورة التحريرية، وفق ما أشار إليه د - شروانة. تطرقت الدراسة إلى علاقة مالك بن نبي بألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، وكيف حاولت المخابرات الفرنسية تجنيده في صفوفها، إلى جانب عضويته خلال ثلاثينيات القرن الماضي في حزب سياسي محسوب على التيار اليميني. «ويجسّد الكتاب فكرة ولدت لدى الباحثين في 2016 بعد عثورهما على ملف من الأرشيف يخص مالك بن نبي، كان محفوظا في مصلحة الاتصالات الشمال إفريقية، التابعة لجهاز الاستخبارات، كما أضاف د - شروانة، مشيرا إلى «أن البحث متواصل عن وثائق أرشيفية ستكشف جوانب أخرى من حياة مالك بن نبي، شخصيته ومسيرته الأدبية والسياسية، ستكون محور دراسة جديدة تصدر مستقبلا».