رزيق: استجابة التجار للإضراب لا يقبل الشك في اللّحمة الوطنية زيتوني: تنويع اقتصادنا يتطلّب تعبئة كل القوى الإعلان عن الحملة الوطنية لغرس شجرة الشهيد أبرز المتدخّلون خلال الندوة التاريخية المنظمة أول أمس بمناسبة الذكرى ال 64 لإضراب الثمانية أيام في 28 جانفي 1957 بعنوان «الأبعاد والتحديات»، رمزية هذه المحطة التاريخية التي تشكل مرحلة من مراحل كفاح الشعب الجزائري، مشدّدين على تعزيز اللحمة الوطنية ورص الصفوف وتوحيدها للانتصار في المعركة الاقتصادية والصحية التي تقوم بها بلادنا لدعم انطلاقة اقتصادية قوية، وإنجاح مخطط الإنعاش الاقتصادي الذي دعا إليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. أكّد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، الطيب زيتوني، في كلمة ألقاها نيابة عنه الأمين العام للوزارة العيد ربيقة، أنّنا نستحضر هذه الذكرى التي تجسد قمة الوعي الثوري فكرا وممارسة لدى كافة شرائح الشعب، وأظهر قوة التمسك بمتطلبات تحقيق الحرية والانتصار. في هذا السياق، أبرز زيتوني قوة الإضراب من حيث التنظيم الدال على قدرة الثورة على التعبئة، ومؤشرا على حتمية نهاية الاستعمار، مضيفا أن هذا الإضراب أسفر عن نتائج مهمة على الصعيدين الدبلوماسي والإعلامي، كما كان له الأثر البالغ على المستوى الداخلي، حيث فتح الأفق أمام تطلعات الشعب الجزائري وعزز مبادرته في المدن والقرى لإمداد الثورة بالدعم وإفشال مخططات الاستعمار في عزل الشعب عن ثورته. وقال أيضا إنّ هذه الملحمة الخالدة التي دامت 8 أيام، استطاعت إظهار بالحجة والبرهان مدى التلاحم الذي جسدته عبقرية الشعب الجزائري وتصميمه على تحقيق الاستقلال، واعتماده في سبيل ذلك على كل أساليب النضال والكفاح للخلاص من الاستعمار، مشيرا إلى أن إحياء هذه الذكرى يشكّل مناسبة سانحة لاستذكار الأمجاد والبطولات الخالدة التي خاضها أبناء الشعب الجزائري ضد المستعمر، واستلهام قيم الشهامة والكرامة والتشبث بالأرض والعهد مع الوطن. وأضاف الوزير، أنّه ما أحوج الأجيال اليوم إلى التحلي بمثل هذه الشمائل والاقتداء بما تكنزه من دروس لبناء الجزائر الجديدة وفق أسس متينة مبنية على قيم ذاكراتنا المجيدة، وذلك من خلال مخطط عمل الحكومة الذي جاء بإصلاحات كبرى باشرنها الدولة من أجل الإنعاش الاقتصادي الوطني ووضع نموذج اقتصادي جديد، اقتصاد يتمتّع بالسيادة والتنوع ستتمكّن البلاد بفضله من تنويع اقتصادها خارج المحروقات، وجلب موارد مالية جديدة، وبحسبه فإن ذلك لن يتأتى إلا بتعبئة كل القوى الحية للبلاد وبمشاركة الجميع ومن بينهم التاجر والحرفي الذين هم قاطرة التنمية. وأبرز زيتوني الإرث التاريخي المتشبع بالقيم الذي تركه لنا الشهداء، والتي تشكل مدرسة وطنية أصيلة تتعلم فيها الأجيال قيم التآزر وروح التكافل والتضامن، وهو ما تم خلال الظرف الصحي الاستثنائي الذي مرت به الجزائر أين كانت الاتحادات والتنظيمات الوطنية والمحلية في كل ربوع الوطن ومن بينها الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين ضمن الصفوف الأولى المشاركة في الحملات التطوعية والهبات التضامنية، وتقديم الخدمات على كافة المستويات للمواطنين، والتي مكنت من تخفيف وطأة الأزمة الناجمة عن هذه الجائحة. في المقابل، أعلن الوزير عن انطلاق الحملة الوطنية شجرة الشهيد عبر غرس مليون ونصف مليون شجرة، تيمّنا بعدد شهداء ثورتنا التحررية المجيدة بكامل التراب الوطني، وذلك بالتنسيق مع مختلف الشركاء لاسيما وزارة الفلاحة والتنمية الريفية ممثلة في المديرية العامة للغابات، داعيا الإتحاد العام للتجار للمشاركة في تدعيم أسس الاقتصاد الوطني ليضمن رفاهية مستمرة لأبناء الشعب الجزائري ويحقق التنمية الوطنية المستدامة. أبرز وزير التجارة في كلمة ألقاها نيابة عنه الأمين العام للوزارة أن إضراب الثمانية أيام يمثل مرحلة من مراحل نضال الشعب الجزائري، الذي أثبت أنه لحمة واحدة في وجه الاستعمار الغاشم، مضيفا أن التضحيات الجسام لكافة أطياف الشعب الجزائري ومنهم فئة التجار آنذاك بشل النشاط التجاري برمته الذين اصطفوا إلى جانب شعبهم في الكفاح دليل لا يقبل الشك في اللحمة الوطنية، حيث امتد هذا الإضراب إلى عقر فرنسا بمشاركة المهاجرين الجزائريين فيه رغم القمع الوحشي الذي سلط عليه. بن شهرة: وجوب دعم انطلاقة اقتصادية قوية قال الأمين العام للإتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين حزب بن شهرة، إن الإحتفال بالذكرى ال 64 لإضراب الثمانية أيام التاريخي يأتي في ظل أزمة مالية واقتصادية صعبة جراء تفشي جائحة كورونا التي خلّفت أضرارا وخيمة خاصة في المجال التجاري، مضيفا أننا نستحضر من خلال هذه المحطة بطولات وتضحيات أجدادنا وآبائنا من التجار والحرفيين الجزائريين ضد المستعمر الفرنسي في سبيل استرجاع الحرية. وأشار بن شهرة إلى أن النقابات المهنية والمجتمع المدني كان لها دور بارز في تحقيق الانتصارات الداخلية والخارجية للقضية الجزائرية التي توجت بمناقشة تقرير مصير الجزائر في دورة الأممالمتحدة، قائلا: «إن هذا الإنجاز ما كان ليكون لولا حنكة وقوة التنظيم الذي تميز به قادة الثورة آنذاك، حيث عملت قيادة جبهة التحرير أيام قليلة من الإضراب على تأطير كل شرائح المجتمع في نقابات مهنية». وأبرز أن الهدف من استحضار هذه الذكرى هو استذكار تضحيات شهدائنا من التجار والحرفيين لترسيخها في نفوس الأجيال، من أجل التضحية مرة أخرى ورص الصفوف وتوحيدها وتعزيز اللحمة الوطنية للانتصار في المعركة الاقتصادية والصحية التي تقوم بها بلادنا، ودعم انطلاقة اقتصادية قوية لإنجاح مخطط الإنعاش الاقتصادي الذي دعا إليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.