ما يزال المواطن الجزائري متخوف من التلقيح ضد كوفيد 19، بسبب الإشاعات التي مفادها أن هذه اللقاحات لها مضاعفات على الشخص الذي قام بالتطعيم، وفي هذا الصدد يؤكد الدكتور محمد ملهاڨڤ، بيولوجي وباحث في علم الفيروسات، أن اللقاحات المتوفرة متقاربة من حيث الفعالية والأمان. قال الدكتور ملهاڤڨ في تصريح ل»الشعب»، إن تخوف المواطنين من التلقيح مرده نظرية المؤامرة والتشكيك التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولحد الآن هناك بعض الأشخاص لا يصدّقون بوجود الفيروس، بالإضافة إلى بعض الحوادث التي سجلها لقاح «فايزر» في بريطانيا بوفاة ست أشخاص، لكن ليس كلهم بسبب اللقاح. أضاف أن سبب التخوف أيضا، التحفظ من ناحية الوقت لدى بعض الأطباء المختصين، بالقول إن مدة تجريب اللقاح غير كافية، لأنه لأول مرة في تاريخ البشرية ينتج لقاح في ظرف قياسي أي في أقل من سنة، في حين المتعارف عليه علميا أن إنتاج اللقاح في الحالة العادية يكون من 5 إلى 10 سنوات وفي المتوسط سبع سنوات، مشيرا إلى أن بعض المختصين يقولون إن اللقاحات غير منشورة في مجلات علمية إلى يومنا هذا، وهناك من يقول ان منظمة الصحة العالمية لم تصادق عليها ما عدى لقاح «فايزر بايونتك.» في المقابل، أكد محدثنا أن اللقاحات المتوفرة متقاربة فيما يخص الفعالية، والأمان بنسبة تتراوح ما بين 90 و95 بالمائة ، وأن إختيار الجزائر للقاح سبوتنيك - v تم على أساس معايير موضوعية، أولا من الناحية اللوجستية، أي درجة التخزين من 2 إلى 8 درجة مئوية، وهي نفس درجة تخزين اللقاحات العادية، بينما لقاح «فايزر» بالشراكة مع «بايونتك» فيحفظ وينقل في درجة برودة مرتفعة جدا تصل إلى 60 درجة مئوية، أما لقاح «مودرنا» فيخزن وينقل في درجة حرارة أقل من 20 درجة مئوية، وهذه الإمكانيات غير متوفرة في الجزائر. أضاف ملهاڤڨ، أن المعيار الثاني هو اقتصادي ويتمثل في أن لقاح سبوتنيك-V أرخص من اللقاحات الأخرى بحوالي 10 دولار، أما المعيار الثالث بالنسبة له فهو استراتيجي يتمثل في نقل التكنولوجيا، قائلا : «هناك رغبة من السلطات الجزائرية والروسية لتصنيع اللقاح محليا مستقبلا «، مشيرا إلى أن اللقاح يعتبر مستوى ثان من الوقاية أكثر فعالية وحماية، لكن لابد من الاستمرار في تحسيس المواطن بالتقيد بالتدابير الوقائية واحترام التباعد الاجتماعي.