أكّد الخبير في علم الفيروسات الدكتور محمد ملهاق، أنّ تنوّع خيارات اللقاحات ضد كورونا بالجزائر ترجع إلى كثرة الطلب العالمي وقلة العرض بالمقارنة مع وجود 5 مخابر طرحت منتوجها بالسوق العالمية، وأكدت فعاليتها التي تنطلق ابتداءً من 79 بالمائة بالنسبة للقاح الصيني، مشيرا إلى أن الظرف الصحي في البلاد يستوجب اعتماد خيارات عديدة لرفع نسبة المناعة السكانية. أوضح الدكتور ملهاق في تصريح ل «الشعب»، أن تنويع اللقاحات مسألة اقتصادية فرضتها قاعدة العرض والطلب، خاصة وأن العالم يشهد إقبالا كبيرا لاقتناء اللقاح، الأمر الذي شجع الجزائر على تنويع اللقاحات، وهو القرار الذي وصفه بالصائب، خاصة وأنّ اللقاحين اللّذين وقعا عليهما الاختيار نسبة فعاليتهما كبيرة حسب منظمة الصحة العالمية. أضاف أن اللقاحات الخمسة المطروحة في السوق والتي تملك الاعتمادات هي: «فايزر» الأمريكي الذي يعتمد على تقنية الحمض النووي الريبي المرسال و»استرازينيكا» الذي يعتمد على النواقل أي على الفيروسات الغدية، في حين اللقاحات الكلاسيكية على غرار «سينوفارم» و»سينوفاك» تعتمد على التقنية التقليدية أي على الفيروسات المعطّلة الموهنة، غير أن اختيار الجزائر للقاح الروسي «سبوتنيك» واللقاح الصيني جاء بعد دراسة علمية دقيقة أجريت على 10 لقاحات، وتمّ اختيار اثنين منها لحد الآن. وبخصوص معايير الاختيار، قال الدكتور ملهاق إنّها قائمة على عاملين أساسيين هما «الفعالية والأمان»، خاصة وان الفعالية تختلف من لقاح إلى آخر على غرار «سبوتينك»، الذي اثبت فعاليته بنسبة 91.4 بالمائة، في حين اللقاح الصيني «سينوفاك» فعّال بنسبة 79 بالمائة، وهذا هو المطلوب حسب منظمة الصحة العالمية. وبشأن معيار الأمان، قال إن اللقاح كي يتم اعتماده، يجب أن يمر بثلاث مراحل أساسية، وهي المراحل السريرية، قياس الفعالية والأمان غير أنّ المهم أن تكون نسبة الأمان مرتفعة في كل اللقاحات المطروحة بالسوق العالمية، والاختلاف يكون في الفعالية بين لقاح وآخر، غير أن الاختيار في بلادنا يكون مبنيا على الفعالية، بالإضافة إلى توافر البنية الأساسية اللوجيستيكية ودرجة التبريد وسبل نقل اللقاح. وصرّح بخصوص عنصر الأمان، أنّ جميع اللقاحات تحمل أعراضا جانبية متوقعة في التجارب السريرية على غرار حمى بسيطة واحمرار العينين التي لا تتجاوز نصف ساعة، غير أن الملقح يبقى خاضعا للرقابة الطبية، مؤكدا بشان اللقاحات أنها يجب أن تخضع لمعايير ضمان سلامة النقل والتخزين، والجزائر لديها إمكانيات كبيرة لإنجاح عملية التلقيح، وتجربة رائدة في القضاء على الأوبئة وأمراض خطيرة وجدت في الماضي على غرار مرضي الجذري وشلل الأطفال.