55.6 % من البالغين يزيد وزنهم عن الوزن الموصى به 40 % من مرضى السمنة توفّوا بعد إصابتهم بكورونا دقّ أطباء الصحة العمومية والأخصائيون ناقوس الخطر من تنامي السمنة لدى الجزائريين بعد أن وصلت لعتبة جعلت منها مرضا مزمنا، مؤكّدين أنه يستدعي المجابهة لما تسببه من أمراض ومضاعفات خطيرة على حياة الإنسان التي تصل لحد الوفاة، سيما السكري، أمراض القلب والأوعية الدموية، توقف التنفس أثناء النوم، وأنواع معينة من السرطان. في هذا السياق، تطرق البروفيسور رشيد مالك رئيس مصلحة الطب الداخلي بمستشفى سطيف خلال يوم دراسي بفندق السوفيتال إلى دراسة وطنية تشير إلى أن 9.7 مليون جزائري يعاني من السمنة، حيث أن 55.6 % من البالغين يزيد وزنهم عن الوزن الموصى به، في حين التقديرات الاخيرة لمنظمة الصحة العالمية تؤكد أن أكثر من 1.9 مليار شخص في العالم يعانون من زيادة في الوزن، ما يجعل منها مشكلة صحية عامة رئيسية في العالم كونها تساهم بنسبة 44 % تقريبا من العبء الاجمالي لمرض السكري. وحسب البروفيسور مالك، تتسبب زيادة الوزن بنسبة 25 %، تقريبا من الوفيات الناجمة عن الأمراض غير المعدية، بحيث جعلت من مؤشر الجسم المرتفع كأكثر عامل شيوعا للوفاة أو العجز، ما يجعل منها أولوية صحية خاصة مع الوباء الذي رفع من احتمالات استيفاء المصابين بها وبالفيروس ثلاث مرات، وتعرضهم للسكري المرتبط بالسمنة خمس مرات. بدورها د - سامية توهامي طبيبة بالمعهد الوطنية للصحة العمومية، أكدت أن تطور السمنة يعرف تطورا ملحوظا لأسباب متعددة ناتجة عن تغير النمط المعيشي، وأصبحت مرضا يهدد الصحة العمومية بالجزائر استنادا لمختلف الدراسات الكونية وكذا للمنظمة العالمية للصحة. وألحّت د - توهامي على أهمية الوقاية من هذا الخطر الداهم والتحكم فيه لأن ذلك أقل تكلفة من التكفل الطبي بالمصابين، الذين عادة ما يأتون بمضاعفات مرضية أخرى كالسكري، الذي أوصت المنظمة العالمية على تضافر الجهود لكبحه. من جهتها، ركّزت البروفيسور سلمى فوضالة على السمنة كثالث عامل للوفاة في العالم والتغييرات والتعقيدات التي تتسبب فيها كأمراض القلب، الضغط المدوي، الكوليسترول، السكري، وصعوبة الحركة بسبب تكدّس المادة الدسمة على العضلات سيما البطنية منها وعلى مستوى الحوض. في المقابل، تطرّق البروفيسور نسيم نوري من مصلحة طب الغدد الصماء والسكري بمستشفى بن باديس بقسنطينة إلى السمنة ومضاعفاتها خلال فترة الجائحة، مشيرا إلى أن الإحصائيات في العالم تؤكد أن 40 % من المرضى الذي يعانون من السمنة توفوا بعد إصابتهم بكورونا، في حين أن 30 % من المصابين بالسكري أيضا توفوا بعد إصابتهم بالفيروس. وحثّ البروفيسور نوري على أهمية الاتصال وتبسيط التحسيس للمواطن لنشر التوعية والثقافة الصحية حول خطورة السمنة التي تجعل من جسم الإنسان قابلا لاستقبال الفيروس، كما يعطّل أو يقلّل من التفاعل مع اللقاح، وبالتالي الرفع من كلفة التكفل بهذا النوع من المرضى، مشيرا إلى ضرورة الاستفادة من دروس الجائحة التي غيرت من سلوكاتنا وتطبيقاتنا اليومية من أجل تحسين صحتنا. في سياق آخر، حذّر المختص في طب الأطفال بمستشفى بني مسوس د - قيس سفيان بوكحيل من تنامي السمنة لدى الأطفال التي أصبحت مشكلا حقيقيا بالجزائر بمعدل 1/5، بسبب تغير حياة الطفل فبعد ما كان ويقوم بنشاط بدني كبير من خلال اللعب ويأكل أكلا مغذيا، أصبح اليوم حبيس المنزل ملتصقا باللوحات الالكترونية والهواتف النقالة، ويأكل مأكولات غير صحية خاصة في فترة الحجر. وشدد - بوكحيل على تشجيع عودة الأطفال إلى النشاط البدني سواء في المدرسة أو خارجها، والحرص على الغذاء الصحي المتوازن بعيدا عن السكريات ورقائق البطاطا الغنية بالمواد الدسمة، وتوعية الأولياء بأهمية تحسيس أبنائهم بخطورة هذه المنتجات على صحتهم.